يوفنتوس والثلاثية ولاشيء غيرها
تسعون دقيقة تفصل فريق السيدة العجوز عن المجد الأوروبي بأعلى درجاته، الثلاثية الي بقي منها ضلع واحد حتى تكتمل أركانها وتثأر لتاريخ العملاق الذي عانى الأمرين قبل سنين مضت لتعود الأيام وتثبت برائته في قضية الكالتشيو بولي.
قد يبدو انجاز الثنائية المحلية كبيراً وأكثر من مقبول، خصوصاً أنه فك عقدة عمرها عشرون عاماً. لكن وقد بات الحلم الأوروبي قاب قوسين أو أدنى، فلاشيء غير الثلاثية قادر على جلب الثأر المنشود ورفع رؤوس أبطال ايطاليا عالياً في السماء.
الثلاثية ولاشيء غيرها؛ من أجل لاعبين قدموا كل شيء في كرة القدم، وحان الوقت أخيراً لمكافئتهم بأغلى مايمكن تحقيقه، فتكون الثلاثية خير ختام لمسيرتهم المليئة بالوفاء والشجاعة.
من أجل كبرياء ايطاليا كلها التي فقدت بريقها وأصبحت أنديتها طعماً سهلاً لأوروبا، وباتت مواجهتها من الأنباء السارة التي تدعوا للإحتفال بحسن الحظ الذي ضمن للخصوم هذه “القرعة السهلة”.
من أجل الإيمان بقدرة الشباب على إثبات الذات وتحقيق أغلى الألقاب دون الحاجة للإنتقال لأندية القمة التي تصرف مئات الملايين سنوياً لتضمن مقعداً في النهائيات الأوروبية كل عام.
من أجل تاريخ سيدة ايطاليا التي عادت للواجهة من أوسع أبوابها باكتساح الدوري، واستطاعت فك عقدة الكأس التي دامت عقدين من الزمن، وحان الوقت لفك النحس الأوروبي بعد 12 عام من الغياب عن النهائيات.
ومن أجل أليغري الذي عانى وظلم كثيراً ولم تخف الجماهير استيائها من تعينيه، ليثبت لهم أن الأسماء الكبيرة لا تعني كل شيء، ولايشترط لجلب الألقاب احرازاها مسقباً، طالما يمتلك الحنكة والدهاء الضروريين للتعامل مع الضغوطات ووضع الفريق على مختلف منصات التتويج.
المهمة ليست سهلة، بل أصعب ما تكون في مواجهة طموح البرصا الذي اعتاد الإفتراس في النهائيات، والذي يحارب من أجل ملحمته الخاصة، ولكن من أجل كل ماسبق ومن أجل ايطاليا كلها سيتوجب على البيانكونيري القتال وانتزاع البطولة من أنياب فرسان كاتلونيا، ليختم موسمه بأكثر الطرق مخالفة للتوقعات، بالثلاثية التاريخية التي حان موعدها بعد التربع على العرش المحلي بالطول والعرض في المواسم الثلاثة الماضية.