الصعود والنزول في ظل غياب مشاريع كروية واضحة
أسدل الستار على بطولة القسم الوطني لكرة القدم، بعودة فريقي مولودية وجدة واتحاد طنجة لحظيرة القسم الأول للبطولة الاحترافية، بعد غياب دام 6 مواسم للفريق الوجدي و8 بالنسبة للفريق الطنجي.
شيء جميل ومبحوث عنه أن يصعد فريق رياضي إلى القسم الأعلى، لأن الانجاز سيعطيه قيمة مضافة وللمدينة كذلك، وهو طموح مشروع تبذل الفرق من أجله الغالي والنفيس، والصعود يعد رهانا، وكلما تحقق تعم الأفراح أوساط الفريق والحاضرة المنتمي اليها، وتقام الاحتفالات والاستقبالات … وكل هذا مقبول، ولكن يبقى الأهم هو حتمية وضع استراتيجية ووضع برامج عمل والتركيز على ضمان البقاء بالقسم الأول على الأقل لمدة أطول، لأن الصعود ليس هو المبتغى، ولكن المبتغى هو إثبات الذات ولم لا البحث عن الألقاب، واستعادة الأمجاد لدى بعض الفرق، كما هو الشأن بالنسبة لمولودية وجدة، الذي حاز على ألقاب (البطولة والكأس) ومد الفريق الوطني بالعديد من اللاعبين. وفريق البوغاز بدوره ترك بصمات عبر مساره الكروي، ومنذ انطلاق البطولة الوطنية في موسم 1956 / 57، عاشت العديد من الفرق على إيقاع الصعود والنزول، وهذا هو قانون اللعبة، وإذا كان المجال لا يسع هنا لاستعادة كل المسار، فإني سأعود للعشرين موسما الأخيرة، من: 1995 / 96، إلى 2014 / 15، فترة تباينت خلالها أوضاع الفرق من المتألقة إلى التي تواضعت كما سيتم بيانه:
فحسنية أكادير عادت للقسم الأول نهاية موسم 1995 / 96، وحافظ الفريق على مكانته، بل تألق في بعض الفترات حيث حصل على لقبين للبطولة في موسمي 2001 / 02، و02 / 03.
والمغرب التطواني عاد لقسم الكبار سنة 2005، وتمكن من الحصول على لقب البطولة مرتين في موسمي 2011 / 12، و2013 / 14، وشارك في كأس العالم للأندية 2014، وتأهل حاليا لدور المجموعات لكأس عصبة أبطال إفريقيا.
والدفاع الجديدي عاد للقسم الأول خلال نفس الموسم، وبصم على مسار جيد، تميز بحصوله على كأس العرش لموسم 2012 / 2013.
أما المغرب الفاسي، فكان آخر صعود له نهاية موسم 2005 ? 06، وتمكن من الحصول على ثلاثة ألقاب (كأس الكاف وكأس العرش والكأس الإفريقية الممتازة مابين دجنبر 2011 و فبراير 2012)، لكن مستواه تراجع خلال الموسمين الأخيرين لعدة عوامل منها مغادرة مجموعة من اللاعبين المتميزين لصفوفه.
في حين نزل الفتح الرباطي خلال العقدين الأخيرين مرتين، وصعد ثلاث مرات، آخرها موسم 2008 / 09، وحاز على لقب كأس العرش في موسمي 2009 / 10 و2013 / 14، وكأس الكاف 2010.
ونزل الكوكب المراكشي خلال نفس الفترة مرتين وصعد مرتين، آخرها 2012 / 13، واحتل خلال الموسم الماضي والحالي رتبة متقدمة في الترتيب العام.
وعاشت فرق على إيقاع الصعود والنزول، كاتحاد الخميسات، الذي شكل موسم 2007 / 08 أزهى فترة في مساره، باحتلاله رتبة وصيف البطل، وشارك في كأسي عصبة أبطال إفريقيا والكاف، وكذلك الشأن بالنسبة لجمعية سلا والنادي المكناسي ورجاء بني ملال والوداد الفاسي.
فيما صعدت فرق أخرى مابين 2004 و2014 كأولمبيك آسفي والنادي القنيطري ونهضة بركانوشباب الحسيمة وشباب خنيفرة، والتي تعيش أوضاعا غير مريحة، خاصة الأخيرين، اللذين يوجدان في مؤخرة الترتيب ومهددين بمغادرة هدا القسم..
وشهدت هذه الفترة صعود فرق وقضائها موسما واحدا بالقسم الأول، ونذكر هنا الراك 2000 / 01، وقصبة تادلة 2010 / 11، وشباب المسيرة، الذي بعد أن قضى مدة طويلة بالقسم الأول نزل إلى القسم الموالي في نهاية موسم 2011 / 12، فيما غادرت فرق أخرى القسم الأول، وواصلت انحدارها إلى بطولة الهواة كشباب المحمدية ونهضة سطات والاتحاد القاسمي وسطاد الرباطي واتحاد تواركة.
ونشير أيضا إلى نزول فريق سبورتينغ سلا في 1999 / 2000، وتقديم الاتحاد الرياضي لاعتذار عام مع مستهل موسم 2003 /.04
فما هي إذن العدة التي سيعدها الفريقان الوجدي والطنجي لمواجهة غمار الدوري الاحترافي وإثبات الذات؟.