المنتخب المغربي المحلي و الهزيمة المستحقة !
بعد تعادله السلبي أمام الغابون ، و هزيمته أمام كوت ديفوار، يكون المنتخب المحلي المغربي قد وقع على أسوا مشاركة له ضمن بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين ، كما أن خروجه من المنافسة منذ الدورة الأولى ، و من بابها الضيق أضحى شبه مؤكد ، إلا إذا حدثت معجزة ، في زمن لم يعد يؤمن إلا بالاجتهاد ، و العمل المحكم و المتواصل .
و إذا وضعنا جانبا تصريحات ساذجة و غير مسؤولة لبعض ” المختصين ” و ” علماء ” الكرة ، قبل انطلاق هذه البطولة القارية الهامة بأيام قليلة ، عبر الإعلام المرئي و المسموع و المقروء ، فإننا يمكن القول دون رغبة في التشفي أو ” نزوع نحو ” تقطير الشمع ” على جهة معينة ، إن ما شاهدناه من عرض بالغ التواضع في كلتا المقابلتين ، يلخص و بصورة فائقة ” الجودة ” حقيقة السياسة الكروية و الرياضية بالمعنى العام بالمغرب
صحيح لقد بذلت مجهودات لا بأس بها على الجانب اللوجستيكي و المادي و التجهيزات ذات الصلة بالبنية التحتية المطلوبة ، كما أخذت الجماهير المغربية تعود إلى المدرجات لمؤازرة أنديتها بقدر غير يسير من الحماس و الفرجة ، غير أن هذا الإنجاز ” الخارجي ” لم يتمكن من تحقيق تقدم ملموس على مستوى آخر و أولى ، و المتمثل أساسا في الأداء الفني المنتظر فوق أرضية الملاعب الوطنية ، و لعل البطولة المغربية ” الاحترافية ” الراهنة ، دليل ساطع على الإنجاز المحدود للكرة المغربية ، و بنظرة خاطفة على سلم نتائج لقاءات الدورة الأولى للبطولة الوطنية لهذه السنة ، يمكن أن نخرج بخلاصات أولية كثيرة ، منها تقارب مستوى الأندية ” الكبيرة ” و الصغيرة ، عقم في التهديف ، الاعتماد شبه التام على الطريقة الدفاعية ، تدني غير مقبول للياقة البدنية لجل اللاعبين ، فأغلب الفرق الكروية الوطنية تبذل قصارى ” جهدها ” في الشوط الأول ، و تركن إلى ” تحصين ” المرمى في مختلف أطار الشوط الثاني .
و الواقع الذي لا يرتفع هو أننا لا يجب أن ننتظر من منتخبنا المحلي أكثر مما قدمه ، ففاقد الشيء لا يعطيه ، و من الخطأ المجاني أن نحمل المدرب و اللاعبين وحدهم أسباب هذا الأداء ” المخيب ” لأفق انتظار الجماهير الرياضية ، بل المؤسسات الرسمية المعنية بالشأن الكروي ، من جامعة و عصب و تشريعات .. هي التي تتحمل النصيب الأوفى من هذا الحصاد المر
و تأسيسا عل ما سبق لا يمكن أن يوضع قطار الرياضة المغربية على سكته الحقيقية و الأصلية ، إلا عبر دراسة مدققة هادئة و متأنية ، و تشخيص علمي بالغ الإحكام ، لاستئصال الورم الفاسد ، من أجل إعداد مشاريع رياضية مستقبلية تستلهم الاجتهادات الوطنية و الدولية الرفيعة ، و القطع مع سياسة الاستسهال و العفوية و الارتجالية ، في زمن البقاء فيه ، للأفضل و الأحسن و الأقوى ! و إلا فلننتظر لا قدر الله ، مزيدا من الهزائم و النتائج المأساوية لرياضتنا ، التي نريدها أن تكون متألقة مشعة في سماء المنافسات الجهوية و القارية و الدولية .