هل يمكن لميسي أن يلبس يوما ما قميص ريال مدريد؟
علاقة ليونيل ميسي بفريق برشلونة ليست علاقة عادية، فبرشلونة كان له الفضل في علاج ميسي، كما أن الدولي الأرجنتيني قاد برشلونة لإحراز كل الألقاب الممكنة، فهل يمكن أن نتصور رغم ذلك انتقال ميسي مستقبلا للغريم ريال مدريد؟
في ظل الأنباء التي تحدثت مؤخرا عن سعي فريق ريال مدريد الإسباني لضم هداف برشلونة وأفضل لاعب في العالم ليونيل ميسي إلى صفوفه، يُطرح التساؤل عن مدى واقعية هذا الاحتمال وهل يمكن تصور حمل ميسي لألوان الفريق الملكي مستقبلا؟
من الناحية النظرية هو أمر ممكن، فتاريخ ريال مدريد وبرشلونة شاهد على حالات مماثلة، انتقل فيها لاعبون من هذا النادي لذاك، ونذكر هنا على سبيل المثال: الألماني بيرند شوستر الذي لعب لبرشلونة 8 سنوات من 1980 حتى 1988 وفاز معه بالليغا وكأس الملك وكأس السوبر الإسباني، قبل أن ينتقل للريال بين 1988 و 1990. ونفس الشيء ينطبق على الدانمركي ميكائيل لاودروب الذي لعب خمس سنوات مع برشلونة قبل أن ينتقل لموسمين لريال مدريد وكان ذلك بين 1994 و1996.
وبدوره حمل المدرب الحالي لبرشلونة لويس اينريكي ألوان الفريقين، حيث لعب خمس سنوات مع ريال مدريد اعتبرت الأفضل على الإطلاق في مسيرته الرياضية. و فاز مع الفريق الملكي بلقب الليغا ولقب كأس السوبر الإسباني. وعندما عرضت عليه إدارة ريال مدريد تمديد عقده رفض إينركي العرض وفضل الانتقال لبرشلونة التي لعب بها ثمان سنوات من 1996 حتى 2004، أي حتى اعتزاله. لذلك يعتبر اينركي أكثر اللاعبين الذين يكرههم جمهور ريال مدريد.
ونفس الشيء ينطبق على البرتغالي لويس فيغو بالنسبة لجماهير برشلونة. حيث صدم فيغو جمهور النادي الكتالوني عندما أعلن عن انتقاله لريال مدريد، مبررا ذلك برغبته في الفوز بلقب دوري الأبطال وهو ما اعتبره عشاق “البارصا” خيانة، لأن الدولي البرتغالي السابق كان قد قضى خمس سنوات في أحضان برشلونة وفاز معه بكل شيء عدا دوري الأبطال.
ميسي غير وجه برشلونة
رغم وجود حالات سابقة للاعبين انتقلوا من برشلونة لريال مدريد أو العكس، فيمكن القول إن “البرغوث الأرجنتيني” ليونيل ميسي يبقى حالة خاصة تجعل حتى التفكير في إمكانية انتقاله للغريم ريال مدريد أمرا صعبا.
علاقة ميسي مع برشلونة تتجاوز علاقة لاعب بفريقه فهو أصبح جزء لا يتجزأ من برشلونة ليس الفريق فحسب وإنما برشلونة المدينة. فمنذ انتقال ميسي للعاصمة الكتالونية بدأت المدينة تعيش نشاطا وحيوية وشعورا بالعالمية أكثر من أي وقت مضى. وتحول الفتى الأرجنتيني إلى معشوق مشجعي الساحرة المستديرة في هذه المدينة خاصة وفي العالم كله.
ويكفي هنا أن نتذكر موسم 2009 الذي قاد فيها المايسترو ميسي أوركسترا برشلونة لعزف سيمفونية تاريخية والتتويج بالسداسية (ستة ألقاب). ومنذ التحاقه بالفريق الأول لبرشلونة وحتى الآن قاد ميسي برشلونة لإحراز سبعة ألقاب في الدوري المحلي وثلاثة ألقاب في كأس اسبانيا وخمس مرات كأس السوبر الإسباني وأربع مرات دوري أبطال أوروبا وثلاث مرات كأس السوبر الأوروبي، وهو نفس عدد بطولات كأس العالم للأندية التي أحرزها الدولي الأرجنتيني مع الفريق الكتالوني.
فضل برشلونة على ميسي
بالمقابل كان لبرشلونة الكثير من الفضل على ميسي أيضا، لدرجة أن البعض يرى أن برشلونة هو من صنع ميسي وليس العكس. وهنا نذكر أن النادي الكتالوني هو من تكلف بنفقات علاج ميسي من مرض نقص النمو ، حيث كان “البرغوث” يعاني من قصر كبير في القامة خلال انتقاله مع عائلته للعيش في برشلونة في عام 2000. وبفضل العلاج الذي تلقاه في برشلونة تمكن ميسي من تجاوز هذا المشكل. كما أن برشلونة منح الفرصة لميسي للعب بالفريق الأول في مباراة ودية في عام 2003 وعمره لم يكن يتعدى آنذاك 16 سنة. وبعد أقل من عام من ذلك استدعاه المدرب فرانك ريكارد ليلعب لأول مرة في الدوري، ليصبح ثالث أصغر لاعب يلعب مع صفوف الفريق الأول وأصغر لاعب يلعب مع برشلونة في الدوري الإسباني. كما كان للانجازات التي أحرزها برشلونة دور في تمكن ميسي من إحراز الكرة الذهبية العالمية خمس مرات.
وانطلاقا من هذا الارتباط الوثيق والتاريخي بين ميسي وبرشلونة يصعب توقع موافقة إدارة النادي الكتالوني في التخلي بسهولة على “البرغوث” إلى فريق آخر فما بالك بريال مدريد، الغريم الرياضي لبرشلونة. لذلك يبدو أن محاولة رئيس ريال مدريد إقناع ميسي بالالتحاق بفريق العاصمة لن تجدي نفعا ولو تكررت مرارا. وحتى إذا افترضنا أن ميسي سيقبل بذلك فإن إدارة برشلونة بالتأكيد ستعارض بشدة انتقاله لريال مدريد.