هل ينجح زين الدين زيدان في مهمته مع ريال مدريد؟
وداعا رافايل بينيتيز .. مرحبا زين الدين زيدان ، هكذا ودع ريال مدريد مدربه القديم واستقبل مدربا آخر، وهو الذي يواجه في عامه الـ 43 أول تحدي كبير في مسيرته التدريبية يتمثل في إحياء النادي الملكي من نوبة احتضار.
وبعد أن ترددت العديد من الشائعات في الفترة الأخيرة، قرر فلورينتينو بيريز رئيس ريال مدريد تسليم زمام الأمور للاعب الفرنسي السابق بعد أن اختار الإطاحة ببينتيز الذي قضى سبعة أشهر فقط من تعاقده الذي يمتد لثلاث سنوات.
وقال بيريز عند تقديم زيدان لوسائل الإعلام كمدرب جديد لريال مدريد: “المدرب الأول لريال مدريد سيكون زين الدين زيدان، إنه بدون شك أحد أهم الأيقونات في تاريخ كرة القدم، يعرف أكثر من أي شخص آخر ما ينتظر فريق ريال مدريد في المستقبل ويدرك صعوبة هذا المنصب ويعرف هؤلاء اللاعبين ولقد فاز معهم ببطولة دوري أبطال أوروبا عندما كان في منصب مساعد المدير الفني”.
وأضاف بيريز في عبارة تعكس الموقف العصيب الذي يمر به ريال مدريد: “بالنسبة لك لا توجد كلمة مستحيل”.
وينتمي زيدان للفترة الذهبية في تاريخ ريال مدريد، حيث قاد الفريق للفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا عام 2002، ثم تبوأ بعد اعتزاله العديد من المناصب داخل النادي بطلب شخصي من بيريز، فقد عمل مديرا للكرة ومديرا إداريا للفريق ثم مساعدا لكارلو أنشيلوتي قبل عام ونصف العام عندما قرر أن يدشن مسيرته التدريبية.
ولا يختلف أحد على أن زيدان أسطورة كروية كبيرة. كان بيريز قد تعاقد معه في 2001 في صفقة تاريخية، حيث بدأت حينها العلاقة الوطيدة بين النجم الفرنسي والرجل الأول في ريال مدريد يسبقه في هذا المقام ألفريدو ديستفانو الذي يحظى بمكانة خاصة في نفس الرئيس المدريدي.
وسطر زيدان تاريخا حافلا بفضل مهارته الجميلة ومستواه الفني الرائع كلاعب كرة قدم.
وفاز زيدان مع يوفنتوس الإيطالي ببطولتين للدوري المحلي ثم صنع تاريخا كبيرا مع ريال مدريد بالفوز بالدوري الأسباني “الليجا” وبطولة دوري أبطال أوروبا ولقب كأس “انتركونتينينتال”، كما توج أيضا مع المنتخب الفرنسي ببطولة كأس العالم عام 1998 ثم ببطولة أمم أوروبا عام .2000
وينحصر المشهد الحالي في ترقب ما يمكن أن يحققه زيدان كمدرب واستبيان حقيقة جاهزيته لمواجهة تحدي كالذي اختير من أجله في الوقت الحالي والذي ربما جاء قبل موعده.
ويتولى زيدان قيادة فريق انحرف كثيرا عن المسار الصحيح، كما يعاني من تصدعات في النواحي الرياضية والمؤسسية.
ويتعين على المدرب الفرنسي أن يجد حلولا سريعة للتصدي للانحدار الذي يتعرض له ريال مدريد، الذي يحتل المركز الثالث في ترتيب جدول أندية الدوري الأسباني والذي سبق له وأقصي من بطولة كأس الملك بسبب الدفع بلاعب معاقب بالإيقاف.
وستكون أول مهام زيدان مع ريال مدريد هي استعادة تماسك اللاعبين الذين لم يثقوا أبدا في بينتيز، وخاصة النجوم الكبار، ثم السعي الحثيث لخلق أسلوب فني جديد ينال إعجاب الجماهير الغاضبة من الأداء الباهت للاعبيها، الذين فقدوا الشخصية وأصبحوا عاجزين عن إثبات ذاتهم على النقيض من منافسيهم مثل برشلونة وأتلتيكو مدريد اللذين يتمتعان بهذه الميزة.
في البداية، قد يستفيد زيدان كثيرا من فترة العام الذي قضاه بجوار الإيطالي كارلو أنشيلوتي في منصب المدرب المساعد خلال موسم 2013 / .2014
وأقيل المدرب الإيطالي الذي كان يحظى بحب اللاعبين في حزيران/يونيو 2015 بقرار من بيريز على عكس رغبة لاعبي الفريق الذين أرادوا بقاءه.
وقال أنشيلوتي متحدثا عن زيدان: “صوت زيدان يسمع بوضوح بين اللاعبين”.