تعددت الأسباب والإقصاء واحد
بعد الإقصاء الذي رافق مختلف الفئات العمرية للمنتخبات الوطنية التي كان آخرها خروج المنتخب الأولمبي من تصفيات الأولمبياد البرازيلي، يأتي الدور اليوم على منتخب المحليين الذي وضع رجله الأولى ضمن قافلة الراحلين عن أمم رواندا.
هكذا تظل الكرة الوطنية تحت الصفر، في انتظار الاقصائيات سواء تلك المتعلقة بمونديال روسيا أو تلك الخاصة بإقصائيات أمم افريقيا، ولا ننتظر في هذا الباب هدية من السماء لنكون حاضرين في هاتين المحطتين العالمية والافريقية.
لا نحتاج إلى مجهود كبير لتأكيد بعض الحقائق التي أضحت من باب السماء من فوقنا، فلقد تم التنبيه منذ البدء إلى أن القرارات الأولى للأسماء التي تم اختيارها لقيادة المنتخبات لم تستند إلى معايير الكفاءة والتجربة بقدرما كانت العلاقات الملتبسة والتواطؤات المكشوفة إحدى أهم المحددات لهاته الأسماء التي وطئت عالم التدريب إلا في الأشهر إن لم نقل السنين القليلة الماضية، وبفعل فاعل معلوم منحت لها هذه المكانة التي تتطلب التراكمات العلمية والتقنية.
الخروج من الشان، هو خروج طبيعي، لأن ما بني على الخواء فهو خاو.. ومنتخب المحلي هو الصورة الحقيقية لفرقنا وبطولتنا التي مع الأسف أطلق عليها اسم البطولة الاحترافية، وما علينا في هذا الأفق المنحط إلا أن نرى مصير أنديتنا وهي تخوض البطولات الافريقية، خاصة علي مستوى عصبة الأبطال، حيث النزالات على أعلى مستوى، فيما تظهر أنديتنا صغيرة وضعيفة وغير قادرة على أن تنافس الكبار الذين تزداد إمكانياتهم كل موسم ويسعون دائما نحو الأفضل، أما نحن فأصبح مدربونا – مع الأسف – يطرقون باب الميكروفونات المأجورة وبأصوات لا تستحي لتعلن أن النصر قريب، والحقيقة أن الهزيمة والضعف يشكلان العناوين البارزة لمرحلة غلبت عليها المساحيق دون أن نلتفت إلى واقع مريض طلب منا عشرات الملايير لا نعرف اليوم كيف وأين ومتى تبخرت.
هزائم عديدة واخفاقات متتالية ومتوالية، تمر هكذا دون أن يعلن ولو واحد من تحملوا مسؤوليته رسم هذه الوضعية المقلقة عن رحيله أو على الأقل عن استقالته احتراما للبلاد والعباد التي أنهكتها الاخفاقات كما أنهكتها الزيادات في كل مناحي الحياة.
الإقصاء أو الخروج أو الظهور ضعيفا، وماذا بعد؟
لقد سمعنا امحمد فاخر وهو يعلق على الحصيلة، وسنسمع غدا رئيس الجامعة أو المسؤول عن المنتخبات يتكلم ويفسر ويعد بغد أفضل…. هذا سيناريو ألفناه وأضحى سلوكا يشبه الطبع والتطبع. هذا حالنا ونحن مواليه كما يقال في أدبيات الغيوان.