“حقل ألغام” ينتظر الرئيس الجديد للفيفا!
لم يسبق للإتحاد الدولي لكرة القدم أن شهد من قبل هذا التنافس على كرسي الرئاسة في الوقت الذي كانت فيه هوية رئيس الفيفا معروفة سلفاً على مدى نحو عقدين من الزمن حتى مع إجتماع موّسع للجمعية العمومية ومن ثم إنتخابات رئاسية كانت تفضي في نهايتها إلى رفع سيب بلاتر يده منتصراً ومطلقاً للوعود بتغييرات وإصلاحات في اللعبة الشعبية الأولى في العالم.
لا يمكن لأحد أن ينكر التطور الكبير الذي مرت به كرة القدم في السنوات الماضية والعائدات المالية الضخمة التي جنتها الفيفا من خلال النقل التلفزيوني والشركات الراعية وهو ما انعكس ايجاباً على الكثير من الإتحادات الأهلية، لكن في المقابل كان الفساد يستشري داخل أروقة المنظمة الأكبر في العالم حتى بلغ رأس الهرم، لذلك لم يكن مستغرباً أن يتحول الكشف عن تلك المخالفات إلى “كرة ثلج” إنتهت بسلسلة من الإيقافات بحق مسؤولين على أعلى مستوى وفي مقدمتهم الرئيس والأمين العام جيروم فالكه ورئيس الإتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشال بلاتيني.
من هنا تكمن أهمية الإنتخابات المقبلة التي ستجري في السادس والعشرين من هذا الشهر كونها ستقدم رئيساً جديداً للفيفا بعد فترة طويلة من ولاية السويسري، لكنها في المقابل ستنتج رئيساً يخضع للمراقبة في كل قرار يتخذه، لأنه بات من الواضح عدم قدرة أي رئيس جديد على العودة إلى الوراء في ظل النفوذ الكبير الذي باتت تتمتع به لجنة الأخلاق في الإتحاد الدولي لكرة القدم.
وبغض النظر عن هوية المرشح الأوفر حظاً لتولي سدة الرئاسة بين خمسة مرشحين هم الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الفيفا، الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة رئيس الإتحاد الآسيوي لكرة القدم، جيروم شامبيين، جياني إنفانتينو الأمين العام للإتحاد الأوروبي لكرة القدم والجنوب إفريقي طوكيو سكسويل، فإن الإتحادات الأهلية والقارية ستنظر بعين ثاقبة لطريقة عمله وقدرته على السير بين “ألغام من الفساد” زرعت على مدى عقود من الزمن والقيام بإصلاحات جذرية تعيد الهيبة إلى الفيفا.
صحيح ان المرشحين الخمسة يتفرغون في الفترة الحالية لجمع أصوات الإتحادات، لكن من المهم جداً ان يتمكن الرئيس الجديد للفيفا من إجتراح الحلول القادرة على مواكبة تطهير الإتحاد الدولي لكرة القدم من منظومة الفساد والرشاوى والتدقيق بعقود الشركات الراعية لأنشطة الفيفا ووضع آلية جديدة لإختيار “شفاف” للدول المستضيفة للنسخات المقبلة لنهائيات كأس العالم.
من الواضح ان مهمة الرئيس الجديد للفيفا لن تكون سهلة على الإطلاق في ظل المخلّفات التي ستثقل كاهله، لكن يبدو جلياً ان الإتحاد الدولي لكرة القدم سيدخل مرحلة جديدة بعد السادس والعشرين من هذا الشهر عنوانها “تفكيك” ألغام الفساد والشروع بعملية إصلاحات تشمل كل اللجان العاملة في الفيفا ومروراً بزرع الثقة في الأداء الذي سيقدم عليه ما أن تعلن هوية الرئيس الجديد.