ريال مدريد 4 أرباع
يعتبر ريال مدريد الاسباني النادي الأعظم في تاريخ كرة القدم لأنه الوحيد الذي احرز لقب دوري أبطال أوروبا 10 مرات، ولكن هل هو النادي الأعظم في الحاضر وما هو قادم.. هذا السؤال محل شك؟.
كان النادي الملكي أول فريق يصل لنهائي الشامبيونز ليغ مع منافس من نفس البلد، وحصل ذلك في العام 2002 ضد فالنسيا، وعندما نجحت فرق من ايطاليا وانجلترا وألمانيا في تحقيق نفس الانجاز، تحول ريال مدريد لدفة النهر الثانية فأصبح أول فريق يصل للنهائي مع منافس من نفس المدينة، وكان ذلك في العام 2014 أمام اتلتيكو مدريد.
فاز ريال مدريد بالنهائيات الأربع التي خاضها تحت المسمى الجديد لدوري الأبطال، كما أنه الفريق الذي ما يزال يمتلك أعلى معدل تهديفي في البطولة، وتبدو أرقامه عصية على التحطيم.
ولكن على المستوى المحلي ورغم أنه أكثر فريق فاز بلقب الليغا إلا أنه في آخر 10 سنوات لم يفز بالدوري سوى مرتين (2008 و2012)، كما لم يفز بكأس الملك إلا مرتين ايضا (2011 و2014) وفاز مرة واحدة فقط بكأس السوبر المحلية.
في آخر 10 سنوات لم يفز ريال مدريد بلقب الشامبيونز ليغ سوى مرة واحدة، وحكما لذلك لم يفز بكاس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية سوى هذه المرة اليتيمة أيضا (2014).
معاناة ريال مدريد المحلية ما تزال مستمرة في هذا الموسم بلا شك، حيث يبتعد الميرينغي بفارق 12 نقطة عن غريمه الأزلي المتصدر برشلونة، ولا تبدو في الأفق المنظور بوادر واقعية لانفراج هذه المعاناة.
في الربع الأول من الأزمة كان اختيار المدرب رافا بينيتيز كارثيا على إدارة النادي الملكي، حيث لم ينجح في كسب ثقة اللاعبين واحترامهم، وبقي مشهد “الشاندويشة” على مقاعد البدلاء عالقا في أذهان الجماهير، كما أن الخروج بخطأ إداري من كاس الملك ترك غصة كبيرة يصعب نسيانها.
في الربع الثاني من الأزمة ضربت الإصابات صفوف الفريق فغاب معظم أفراد التشكيلة الاساسية باستثناء البرتغالي كريستيانو رونالدو، ومنهم من لا يزال يعاني من عدم الاستشفاء ونقصد هنا الويلزي غاريث بيل والفرنسي كريم بنزيمة والبرازيلي مارسيلو والبرتغالي بيبي، علما بأن راموس وفاران وكارفخال ومودريتش وجيمس رودريغيز غابوا أيضا لفترات طويلة.
الربع الثالث ازمة بنزيمة الأخلاقية مع زميله في المنتخب الفرنسي، وما تزال القضية منظورة في المحاكم الفرنسية ويرفض 70 بالمئة من جمهور منتخب الديوك ضم اللاعب للتشكيلة الدولية.
أما الربع الرابع والمدمر فجاء ليغلق الأفق بعد تصريحات رونالدو بأنه الأفضل في الفريق ويريد اللعب إلى جوار من تغيبهم الإصابات ولا يريد عدد من زملائه الحاليين، والأكثر أنه ذكرهم بالإسم مما تسبب بلا شك في انشقاق كامل في صفوف الفريق.
ونتيجة لذلك اصبح المدرب زين الدين زيدان جوهرة منتخب فرنسا وريال مدريد سابقا في موقف حرج، وهو مطالب بسرعة ترميم هذا الانشقاق خصوصا وأن الأمل الوحيد الآن هو مواصلة المشوار في دوري الأبطال.
فاز ريال مدريد ذهابا خارج ملعبه على روما الايطالي بهدفين نظيفين، ولكن في ظل المعنويات الحالية فإن مفاجأة مدوية يحققها روما في سنتياغو بيرنابيو الاسبوع المقبل لن تكون أمرا مستبعدا.. فهل يعلق النادي الملكي جرس الانذار كما يقولون؟.