أخبار ...وأسرار

3 عوامل تضمن لجوارديولا الفوز بدوري أبطال أوروبا مع بايرن ميونيخ

بعد حوالي خمسة أشهر، أي في الأول من شهر يوليو المقبل، سيصبح الاسباني بيب جوارديولا مدرباً حراً بالانتقال إلى أي ناد يريده عندما ينتهي عقده مع بايرن ميونيخ الألماني.

وفي حين بات واضحاً للجميع أن وجهة جوارديولا المقبلة سوف تكون إنكلترا، فإنه ما زال لدى الاسباني بعض الأعمال “غير المنجزة” في ميونيخ قبل توديع الجماهير.

وبالنسبة لغالبية المتابعين، فإن الحكم على نجاح جوارديولا في فترته مع عملاق البوندسليجا مرتبط بقدرته على إعادة ذات الاذنين إلى الخزائن البافارية، لا سيما وأنه تمكن من الفوز بالدوري والكأس المحليين في موسميه الأولين.

والبعض ربما يطالب جوارديولا بأكثر من ذلك، حيث يريدون منه معادلة إنجاز سلفه يوب هاينكس وتحقيق الثلاثية. لكن هذا الانجاز لن يكون سهلاً بأي حال من الأحوال، لا سيما في ظل المشاكل التي تلاحق الفريق من جهة، وتألق أبرز عمالقة أوروبا من جهة أخرى.

جوارديولا نفسه قالها في أحد المؤتمرات الصحفية مؤخراً “مع لقب في دوري الأبطال، فإن فترتي هنا ستكون مثالية”.

وبعد تعثره في الموسمين الماضيين من دوري الأبطال أمام كبيري إسبانيا، من غير المرجح أن يسقط بايرن ميونيخ في الفخ نفسه هذا العام، فما الذي يحتاجه العملاق البافاري بقيادة بيب جوارديولا للفوز بدوري الأبطال هذا الموسم؟

أولا: إصابات أقل

يبدو أن لعنة الاصابات في بايرن ميونيخ لن تدع جوارديولا وشأنه. فمنذ مجيئه، لم يحظ الاسباني بتشكيلة كاملة أبداً.

وبعدما كان الجميع في ميونيخ يمنون أنفسهم بنصف موسم ثان خال من الإصابات، خصوصاً مع اقتراب عودة ريبيري، وزميليه بنعطية وغوتزة الشهر المقبل، فإن إصابة صخرة الدفاع العملاق جيروم بواتنج أتت لتشي بكوابيس دفاعية قادمة في دوري الأبطال ربما، في حالة عدم تدارك الأمر سريعاً من قبل المدرب.

لكن ذلك كله لا يعني أن جوارديولا لا يستطيع الفوز بدوري الأبطال من دون أفضل مدافعيه. فمتابعو البافاري يذكرون بالطبع كيف حقق هاينكس اللقب بثنائية بواتنج-دانتي، ومن خلفهما البلجيكي فان بويتن، فيما أمضى بادشتوبر معظم موسمه في عيادة النادي.

هذا السؤال سيكون برسم الأيام المقبلة التي سوف تكشف لنا مدى أهلية كل من الاسباني خافي مارتينيز والمغربي المهدي بن عطية لتشكيل ثنائية دفاعية تكون سداً منيعاً أمام أعتى هجمات كبار أوروبا.

ثانيا: فلسفة أقل..واقعية أكثر

يرى الكثيرون أن سقوط جوارديولا المدوي في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بنتائج كبيرة أمام عمالقة إسبانيا سببه الأكبر هو في عدم امتلاك الاسباني لكامل لاعبيه في تلك الفترة من السنة، وهم ربما محقون في ذلك بعض الشيء.

لكن من جهة أخرى، لا يمكن نسيان أن جوارديولا ارتكب العديد من الأخطاء التي أدت إلى خروجه خالي الوفاض لموسمين متاليين، خصوصاً عام 2014 عندما ودع البطولة بفضيحة على ملعب أليانز أرينا عرّضته للكثير من الانتقادات اللاذعة.

هذا العام سيكون على جوارديولا التنازل عن بعض أفكاره إن كان يريد تحقيق نتيجة أفضل. بمعنى آخر، على بيب أن يتخلى عن “الفلسفة” ويركن إلى “الواقعية”، خصوصاً أن بعض الأساليب التكتيكية أثببت عدم نجاحها، حتى أمام فرق متواضعة في البوندسليجا.

بالنسبة للمتابعين والخبراء على حد سواء، فإن بعض الأفكار العقيمة، كالاستحواذ السلبي، والسعي للسيطرة على الكرة من دون أي نجاعة تهديفية، وما ينتج عنهما من فقدان للقدرة على منع المرتدات، بالإضافة إلى الإصرار على إشراك القائد فيليب لام في خط الوسط، لم تعد تصلح في ناد كبير كبايرن ميونيخ.

ثالثا: تحرير تياغو

لا شك أن المراهنة على الاسباني تياغو ألكانتارا لحمل وسط الفريق على عاتقه قد تأتي بنوع من الخطورة، غير أنها مراهنة قد تساعد في تغيير شكل الفريق إذا ما نجحت.

تحرير تياغو وتسليمه مسؤولية ضبط الإيقاع الهجومي بالكامل، مع المساندة من أحد لاعبي الوسط الدفاعي كأرتورو فيدال أو تشابي ألونسو قد يكون أحد أكبر الأسرار التي قد تؤدي إلى نجاح البافاريين في دوري الأبطال هذا الموسم.

ومن المعلوم للمتابعين أن لا أحد في وسط بايرن ميونيخ يجيد التمرير أفضل من نجم برشلونة السابق الذي كثيراً ما يجيد ضرب الدفاعات بتمريراته المباشرة حيناً، والذكية أحياناً.

الأشهر المقبلة ستكون الفرصة الأخيرة بلا شك لغوارديولا ليحفر اسمه في السجل الذهبي لكبار مدربي أحد أعظم عمالقة أوروبا. هذه الفترة ستحتم على الاسباني تقديم بعض التنازلات إذا ما كان يريد المجد. أما إذا ما أصر على عدم استغلال نقاط القوة في فريقه فإن مصيراً غير محمود سيكون بانتظاره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى