هل كان البافاري بحاجة إلى إنذار سيتي؟
طالما دافعت إدارة بايرن ميونيخ عن جوارديولا المتهم بمحاولة “خطف” لاعبي فريق بايرن إلى مانشستر سيتي وعلى رأسهم ديفيد آلابا، لكنها الآن سارعت إلى تمديد عقد آلابا بشكل مبكر، فهل كان البافاري بحاجة إلى إنذار سيتي؟
لم يمر أسبوع على تصريحات رئيس نادي بايرن ميونيخ لكرة القدم كارل هاينز رومينيجه، والتي دافع فيها عن المدرب الحالي للفريق بيب جوارديولا بعد اتهامه من قبل صحيفة “بيلد” الألمانية بمحاولة خطف المدافع النمساوي ديفيد آلابا لصالح فريقه القادم مانشستر سيتي الإنجليزي.
حتى أعلن النادي الألماني السبت الماضي (19 مارس/ آذار 2016)، تمديد العقد بشكل مبكر مع آلابا، اللاعب نفسه، وذلك من عام 2018 إلى غاية 2021.
التصريحات البافارية التي تلت تمديد عقد آلابا كشفت الغطاء بوضوح عن مخاوف البايرن من أن يقوم جوارديولا بإقناع آلابا التلميذ المحبب إلى قلبه للحاق به إلى الدوري الإنجليزي.
رغم كل إسهابات إدارة النادي على المستوى الإعلامي بالدفاع عن جوارديولا وتبرئة ساحته من اتهامات وجهت إلى المدرب الإسباني سواء من قبل الصحافة الإسبانية أو الألمانية والتي نشرت العديد من التقارير وطرحت قائمة من اللاعبين البافاريين المرشحين لمرافقة جوارديولا إلى سيتي.
ومن هذا المنطلق يجب قراءة تمديد عقد آلابا باعتباره إنذارا موجها إلى المدرب أولا ، والى مانشستر سيتي ثانيا.
ويؤكد رومينيجه أن آلابا الذي وصفه مدير الكرة ماتياس زامر بأنه “هدية من السماء”، “سيبقى للأعوام القادمة أحد أعمدة فريقنا الرئيسية”، وأضاف “طريقة لعبه، وكذلك حضوره خارج أرض الملعب يعكسان هوية بايرن ميونيخ”.
آلابا من بين أكثر اللاعبين الذين يغدق عليهم جوارديولا سيول المديح كلما أتيحت له فرصة لذلك، وبالنسبة له، فإن آلابا مثال للاعب: ” متكامل، ذو حضور قوي وقدرة كبيرة على السيطرة على الكرة”. ومن ميزات آلابا أيضا أنه يلعب مع بايرن في أكثر من مركز.
والملفت للنظر أنّ خطوة بايرن اتُخِذت بالتزامن مع تصريحات مدير الكرة بمانشستر سيتي تكسيكي بيجريستين، مواطن جوارديولا وزميله السابق في برشلونة، بكونه لا يستبعد بأن يتعاقد فريقه مع لاعبي بايرن الحاليين.
وأوضح نهاية الأسبوع الماضي: “هدفنا هو أن نعد فريقا قويا. وبايرن يسعى إلى ذلك أيضا. ونحن نعمل منذ أشهر لتحقيق هذا الهدف ولا نعرف إلى أين ستتجه الأمور”.
الجميع في بايرن كان ينتظر من جوارديولا تعليقا يبرأه من أي دور محتمل قد يلعبه في استقطاب نجوم بايرن ميونيخ، لكنه فضّل الصمت، فوجد البافاري نفسه مجبرا على التحرك بإعلان التمديد مع آلابا.
تلا ذلك عبارات دهشة عبر عنها رئيس النادي الألماني كارل هاينس رومينيجه، قائلا: “تصريحات زميلي في مانشستر سيتي أثارت استغرابي، لأن العقود عقود، وهذا يسري أيضا على مانشستر سيتي”.
وأضاف: “لكن منذ متى منعت العقود بايرن نفسه من التعاقد مع هذا اللاعب أو ذاك؟ ألم يكن حجم الصفقات هو الفاصل وهو الذي جعل بايرن يتخلى عن شفاينشتايجر بعد أن ردد طويلا أنه لن يتنازل عن ابنه البار تحت أي ظرف؟!”.
وتابع: “مشكلة بايرن الحقيقية أنه بات الآن مهددا في عقر داره ومدربه الحالي سيتحول بعد أشهر معدودة إلى أحد أقوى مستويات مسابقات دوري أبطال أوروبا”.
ويعرف الجميع في ميونيخ أن جوارديولا هو المسؤول عن اختيار التشكيلة المقبلة لسيتي حين يستلم مهامه بالدوري الانجليزي في الصيف القادم.
ولهذا السبب أيضا التقى الأخير في السابع من الشهر الجاري في العاصمة الهولندية أمستردام ببيجريستين مدير الكرة بسيتي، لمناقشة العقود المحتملة فيما ورد اسم لاعب وسط دورتموند آكاي غوندوغان على قائمة المطلوبين.
وإذا كانت إدارة بايرن على علم بنشاطات جوارديولا الموازية، فإنها لن ترضى أن تتطاول هذه النشاطات على أهداف الفريق.