البطولة الاحترافية

نادي حسنية أكادير لكرة القدم مستنقع لإقصاء وتهميش الطاقات الشابة من أبناء منطقة سوس .

حسنية ثاني

كثيرة هي التفسيرات المقدمة لتوالي سياسة إدارة نادي حسنية أكادير في إقصاء الطاقات والمواهب الشابة من أبناء منطقة سوس وهي سياسة واضحة وضوح الشمس ويتحمل مسؤوليتها أساسا مكتب مسير ضعيف و بتوجيه من لوبيات داخل الإدارة التقنية للفريق ..

الأخطر مما سبق فإن هوية حسنية أكادير تعرضت للمسخ جاعلين من الفريق فأرا لوصفاتهم الفاشلة وفرصة لاسترزاقهم بالسمسرة في اللاعبين والاستمرار في التعامل معهم كالقطيع يتم إقصاء كل من لم يرق لهم خصوصا من أبناء منطقة سوس بدون أسباب مقنعة في ديكتاتورية قل نظيرها، ثم تعويضهم بلاعبين في المقابل من فرق أخرى لا تتوفر فيهم شروط حمل قميص فريق بحجم الحسنية حتى تغير  وجهها بالكامل في فترة من الفترات ..

الحقيقة أن هذه السياسة بدأت منذ قدوم أحد مساعدي مدرب الفريق ، حين حول الحسنية إلى خردة للسمسرة في اللاعبين وإقصاء أبناء المنطقة ..

لم يختلف الأمر كثيرا هذا الموسم بالنسبة لإدارة الفريق ، حيث استمرت في سياسة إقصاء وتهميش أبناء منطقة سوس والتورط في انتدابات لم تضف شيئا، بل إنها شكلت عبئا ماديا وإكراها على مستوى إدماجهم في الفريق، هذا دون أن نتحدث عن ممارسات بعض الأطر التقنية داخل الفريق التي أضعفته بسبب ارتجاليتهم وعدد من الشبهات الأخرى المرتبطة بنزاهتهم وحرصهم على مصلحة الفريق ..

المشكل أن الهوس بالانتدابات تسرب إلى الجميع بمن فيهم الجماهير، فإذا كان مفهوما ولع المسؤولين والسماسرة بها لأنهم ينتفعون من صفقاتها، وإذا كان المدرب يفضلها بل ويشترطها قبل توقيع عقده لأنه يبحث عن الجاهز دون أن يكلف نفسه عناء الإستعانة بأبناء منطقة سوس ، فلماذا يتشبث بتلك الموضة من المفروض فيه أن يدافع عن فريقه وأبناء مدينته ..

ثم إن الانتدابات بصفة عامة آفة أصابت الكرة المغربية وأضعفت الأندية الوطنية بشكل غير مسبوق، حيث لم تقدم شيئا ذا بال رغم الكلفة الباهظة، فإذا كانت أندية تملك سيولة مالية كبيرة تعجز، رغم أنها تحتكر سوق اللاعبين لدرجة الاستحواذ شبه التام عليه، على تقديم الإضافة المرجوة في أدائها مع وجود استثناءات قليلة بين فينة وأخرى، فكيف يمكن للحسنية ذات الإمكانيات المحدودة أن تجد ضالتها فيه ..

وحتى إن افترضنا أن حسنية أكادير استطاعت جلب لاعبين في المستوى من يضمن أن يدخلوا في منظومة الأولمبيك ويتشربوا هويتها ليحققوا بينهم الانسجام المطلوب في أي عمل جماعي، فالملاحظ أن كثيرا من اللاعبين الوافدين يعتبرون أكادير منطقة عبور لا أقل ولا أكثر ويتعاملون معها باستعلاء، مما يؤثر على عطائهم مع الفريق خصوصا حين تبدأ العروض تطرق بابهم ..

لا بديل إذن عن الاعتماد على الذات وعلى الرجوع إلى الطاقات والمواهب من أبناء منطقة سوس والسعي لتطويرها وتطهيرها من الطحالب الضارة التي أساءت إليها، وأن تظل الانتدابات استثناء تلجأ إليها حسنية أكادير في حالات خاصة وليس قاعدة عامة حتى يظل الفريق محافظا على كيانه، فكل أيام عز الحسنية صنعها أبناء سوس .

فهل سيتحرك سيدينو لرد الإعتبار للطاقات الشابة من أبناء سوس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى