غوارديولا ينجح في تحويل الهزيمة إلى انتصار في أقل من أسبوعين
احتاج بيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، إلى أقل من أسبوعين، من أجل أن يحول انتكاسته، أمام فريقه السابق برشلونة، إلى انتصار ساحق، هو الأول للفريق الإنجليزي على البرسا، خلال ست مواجهات بينهما.
وسقط مانشستر سيتي، (0ـ4) أمام برشلونة بالكامب نو، في 19 أكتوبر الماضي بدوري أبطال أوروبا، لكنه، نجح في الثأر على ملعب الاتحاد (3ـ1)، أمس الثلاثاء، بالجولة الرابعة من دور المجموعات.
وبات السؤال، ماذا فعل جوارديولا، في 13 يومًا، ليحول الهزيمة المذلة، إلى انتصار كاسح.
المدرب السابق لبرشلونة وبايرن ميونيخ، عمد على تجهيز لاعبيه فنيًا ونفسيًا، لتلك المباراة المهمة، وهو ما نستعرضه خلال هذا التقرير..
تجهيز كاباييرو
عمد جوارديولا، منذ نهاية مباراته أمام برشلونة، في الكامب نو، على تجهيز حارسه الأرجنتيني كاباييرو، حيث لن يشارك كلاوديو برافو، لحصوله على بطاقة حمراء في المباراة.
وأشرك المدرب الإسباني، الحارس الأرجنتيني، أمام مانشستر يونايتد، في كأس الرابطة، رغم أهمية المباراة، التي تعد ديربي خاص بمدينة مانشستر.
مشاركة كاباييرو، في ديربي مانشستر، جعلته يعتاد على الأجواء التي عايشها في ملعب الاتحاد، أمام برشلونة، كما مكنته من الاستعداد فنيًا لمواجهة خط هجوم، هو الأقوى على مستوى العالم.
ولم يكتف جوارديولا بإعداد حارسه فنيًا فقط، وإنما عمد إلى تجهيزه نفسيًا، حيث خرج قبل المباراة بيومين، ليؤكد أن كاباييرو، قادر على إيقاف تحالف ميسي، ونيمار، وسواريز.
وقال جوادريولا: “ويلي جاهز، وقد برهن على هذا خلال مباراة مانشستر يونايتد. أثق فيه وفي قدرته على تقديم أداء جيد أمام الأفضل”.
إعادة أجويرو
لم يرغب جوارديولا، في تكرار أخطاء مباراة كامب نو، فدفع بمهاجمه الأرجنتيني سيرجيو أجويرو، منذ بداية اللقاء.
وجلس أجويرو، على مقاعد البدلاء، في مباراة الذهاب، قبل أن يشارك كبديل في سقوط فريقه بالأربعة، ليقوم جوارديولا بإعادة لاعبه للتشكيل الأساسي، أمام ساوثهامبتون، ووست بروميتش، بالدوري الإنجليزي، ومنحه دقائق أمام مانشستر يونايتد في كأس الرابطة، بغرض تجهيزه للموقعة المرتقبة.
“أجويرو في مستوى ميسي، ورونالدو، لكنني أود رؤيته أكثر قوة، يجب عليه أن يدرك مدى أهميته بالنسبة لنا”، هكذا قال جوارديولا قبل أيام من إسقاطه برشلونة، وهو التصريح الذي ظهر تأثيره على اللاعب خلال المباراة.
أجويرو، تواجد في جميع مواقع الملعب، أطلق ثلاثة تسديدات وصنع هدفًا، وقام باستخلاص كرة الهدف الثالث من بين أقدام ميسي، وله 18 تمريرة بنسبة نجاح 83%، وراوغ رقيبه في 7 مرات، من أصل 18 مواجهة.
كما تحرك المهاجم الفذ، خلف دفاعات برشلونة بنجاح، مستغلاً بطء ماسكيرانو، وعدم قدرته على التمركز الصحيح في الخط الخلفي.
توظيف دي بروين
أخطأ جوارديولا في مباراة الذهاب، عندما أشرك كيفن دي بروين في مركز المهاجم الصريح، وهو القرار الذي أثر كثيرًا على مستوى البلجيكي الدولي.
ويبدو أن جوارديولا قد فطن إلى خطئه، ليقوم بإعادة اللاعب إلى موقعه المفضل خارج الصندوق، لتظهر مقارنة بسيطة في إحصائيات اللاعب، كيف تأثر بالإيجاب من هذا القرار.
دي بروين في كامب نو، حقق نسبة تمريرات صحيحة بلغت 79%، لم يرسل أي عرضية صحيحة، لم يسدد سوى كرة وحيدة على المرمى، لم ينجح في المرور من رقيبه سوى مرتين فقط.
أما في الاتحاد، فقد ظهر دي بروين عملاقًا محققا نسبة تمريرات صحيحة بلغت 92%، مسددًا كرتين على المرمى، ومحرزًا هدفا، ومرسلا عرضيتين صحيحتين، بل إنه فاز في 5 مواجهات فردية من أصل 8!
ثغرة الظهير الأيسر
أظهر تعامل بيب جوارديولا مع المباراة، دراسته الدقيقة لخصمه، حيث توصل بيب لنقطة ضعف كبيرة في صفوف برشلونة متمثلة في الظهير الأيسر لوكاس دين، الذي لعب بدلا من المصاب جوردي ألابا.
وأطلق جوارديولا، فتاه السريع رحيم سترلينج على تلك الجبهة، ليصنع منها النجم الأسمر الهدف الأول لألكاي جوندوجان، الذي جاء من كرة عرضية من أصل 4 عرضيات وتمريرتين بينيتين أرسلهم اللاعب طيلة 71 دقيقة.
وتظهر الخريطة الحرارية لسترلينج، التصاقه التام بالجانب الأيسر، في دلالة واضحة على تنفيذه لأمر مباشر من جوارديولا، الذي استغل ضعف نفس الجبهة أيضًا، لكن عن طريق البديل جيسوس نافاس، الذي أرسل عرضية هيئها أجويرو لجوندوجان القادم من الخلف، محرزا الهدف الثالث.
رجل المباراة
لكن ما الدور الذي فعله جوارديولا، مع رجل المباراة، إلكاي جوندوجان؟.
في مباراة الذهاب، قام جوارديولا، بتحجيم لاعبه في وسط الملعب، عندما ألزمه بالواجبات الدفاعية في خطة لعب 4-2-3-1، والتي شارك اللاعب خلالها كمحور ارتكاز بجانب فيرناندينيو.
وهو الأمر الذي تداركه جوارديولا في موقعة الاتحاد، مانحا نجمه الألماني مزيدًا من الحرية، بعد أن سمح له بالتقدم في بعض أوقات المباراة نحو الخطوط الخلفية لبرشلونة، لاعبا دور صانع الألعاب تارة ودور المهاجم المتأخر تارة أخرى.
ليس هذا فحسب، بل إن جوارديولا في ظل اعتماده على طريقة لعب 4-1-4-1، كلف فيرناندينيو بتأمين المساحة خلف جوندوجان حينما يتقدم.
ولا يجب إغفال التأثير الكبير لنجم بوروسيا دورتموند السابق على تشكيلة مانشستر سيتي مؤخرا، حيث يلعب دورين مع السيتزن بإتقان، سواء في السيطرة على الكرة أو الزيادة الهجومية، محققا رقما ممتازا بالنسبة للاعب وسط، حيث أنه في أخر مباراتين مع الفريق بتسجيل أربعة أهداف وصناعة هدفا.