البطولة الاحترافية

الديربي البيضاوي بين الوداد والرجاء 121…

إنه العرس الكروي الذي يعرفه الصغير والكبير في المغرب، الديربي البيضاوي بين الرجاء والوداد أو الصراع الأزلي بين الإخوة الأعداء، فلا صوت يعلو في المغرب خلال الأسبوع المقبل، الذي سيشهد يوم الأحد اصطدام الرجاء والوداد بملعب أدرار بأكادير في الجولة العاشرة بالدوري المغربي للمحترفين لكرة القدم.

وبالعودة في صفحات هذا الحوار الأزلي سيتأكد أن الفريقين معا خرجا من رحم واحد قبل أن يقسمان مدينة الدار البيضاء إلى قسم أحمر (الوداد) وآخر أخضر (الرجاء)، لأن مؤسسهما هو شخص واحد، الراحل محمد بلحسن العفاني الملقب بـ “الأب جيكو”.

ويعود لقب الأب جيكو مؤسس الفريقين، كون أحد الصحفيين الفرنسيين شببهه في أحد مواضيعه بأحد لاعبي فرنسا واسمه (جيكو)، أما الأب فأطلقه عشاقه لما تحمله هذه الكلمة من دلالات تؤكد ارتباط الرجل بالكرة وكذلك تضحياته، فبات يحمل لقب الأب جيكو.

 ذات يوم وفي أواخر الخمسينيات غضب الأب جيكو من الواداديين بسبب عدم الاعتراف بالخدمات التي أسداها للنادي، وشعر بنوع من التهميش والتنكر، خاصة أنه كان مؤسس الوداد وهو من كان يدير الجانب الإداري والتقني للفريق، حيث تؤكد التقارير أنه غضب من مسيري الوداد وقتها، وقرر أن ينشىء فريقا في الدار البيضاء ينافس فريقه السابق الوداد، وسماه الرجاء.

وكانت العبارة الشهيرة التي لن تسقط من ذاكرة المغاربة، عندما قال (سأنشىء فريقا يتقاسم معكم هواء الدارالبيضاء)، وكان يعني به الرجاء، فيما رد بعض الوداديين بالمقولة المشهورة (غضب الأب جيكو 5 دقائق وتسبب لنا في معاناة عمرها 50 سنة).

وكانت سنة 1956 موعد أول ديربي بين الغريمين التقليديين، حيث وجد الأب جيكو نفسه لأول مرة ضد ناديه السابق الوداد، بعدما أصبح قائدا للرجاء.

وكانت كل الترشيحات تصب لمصلحة الوداد بحكم أنه كان مدججا بمجموعة من اللاعبين أصحاب الخبرات مثل الحارس رفقي والتيباري، وهريرة وبلحسن والتيباري، والزهر وجوميز وغيرهم، وكان يقودهم المدرب ماصون.

فيما كان تشكيل الرجاء غير معروف بحكم أنه كان في البدايات، بلاعبين من أمثال الخلفي والفيلالي وبهيج وميلازو والعشير، ومع ذلك حقق الرجاء المفاجأة وفاز في أول ديربي بملعب ( فيليب) بهدف دون رد سجله العشير الملقب بـ(الوجدي )، واستطاع الوداد الثأر من هزيمته في الإياب وفاز بثلاثية نظيفة.

كان هذا الحوار بداية لصراع أزلي وقصة مباراة وديربي غير عادي حتى يومنا هذا بين الغريمين، بنفس الصراع والشراسة وكذلك الاحتفالية الجماهيرية التي تبقى علامة مسجلة للديربي البيضاوي.

وصدق الأب جيكو عندما نجح في تقسيم الدارالبيضاء إلى قسمين، قسم رجاوي يحمل اللواء الأخضر، وقسم ودادي يحمل اللواء الأحمر، لتستمر فصول الحكاية الطويلة بفصل آخر يوم الأحد المقبل بالديربي الذي يحمل رقم 121.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى