فرحتنا اليوم فرحتان
من غير الوارد اليوم أن تجد مغربي وإن لم يكن متيم بالساحرة المستديرة سوى منتشيا بفرحة الفوز ربما لأننا لم نعشها منذ زمن طويل و هو ما جعل التأهل فقط إلى الدور الثاني بالنسبة لغالبية سكان هذا الوطن الحبيب تكتسي طابعا خاصا ، حيث ضرب لاعبو المنتخب المغربي عصفورين بحجر واحد أولهما فك عقدة منتخب ساحل العاج التي عمرت طويلا و لم تنحل إلا خلال هذا العرس الإفريقي على يد ثعلب فرنسي عرف جيدا من أين تأكل كثف الفيلة ؟ ربما لأنه سبق و أشرف على عارضتهم التقنية ، مما جعل أصحاب الكأس الأخيرة ينهارون أمام إمكانيات و خطط هذا الناخب إضافة إلى بسالة اللاعبين المغاربة ، رغم الخسارة في المقابلة الأولى إستطاع رونار أن يزرع الأمل في نفوس اللاعبين ليظهروا بهذا المستوى الذي جعل منهم رقما صعبا في معادلة هذا المحفل الإفريقي يعترف به أقوى الفرق المرشحة لدور الموالي بل و حتى تلك التي لم تنل هذا الشرف.
أما الفرحة الثانية التي أدخلها علينا أبناء وطننا العزيز هو التأهل إلى الدور الثاني من الكأس الإفريقية و التي لم ننل شرفها منذ قرابة 13 سنة حيث كنا نواسي أنفسنا في كل مرة بمقولة “المهم هي المشاركة” و هو ما لم يحدث اليوم و قلنا “جواد سكت الطيارة” .
في إنتظار الأهم وهو المنافسة على بطاقة التأهل نحو نصف النهائي ثم النهائي دعونا نمرر بعض الرسائل إلى كل من شكك في وطنية هؤلاء اللاعبين فدموع بوصوفة و العليوي مثلا و صراخ الكابتن بنعطية كانتا أكبر دليل على ان من قال أن هذا منتخب الجالية المغربية المقيمة بالخارج و أنه لم يرتبط يوما بوطنه الأم لابد ان يراجع اوراقه ، مع تحفظي على أنه ورغم التشكيلة التي تم جلبها من كل حدب و صوب إلا ان رونار عرف فعلا اليوم كيف يؤلف بينها ؟ الشيء الذي لم يظهر في المقابلة الأولى .
مبروك مرة أخرى لمنتخبنا الغالي و مزيدا من العطاء فقد أصبحت أمالنا فيكم كبيرة و ما قدمت خصوصا خلال لقاءكم اليوم بالفيلة يبرهن بدون أدنى شك أنكم قادرون على صنع الفارق و ربح الرهان ، لدى أرجوكم لا تخيبوا رجاءنا و أجعلوا فرحتنا تكتمل بكأس غالية لم نذق طعمها حتى نحن جيل الثمانينات فبالأحرى جيل التسعينات و بداية الألفية الجديدة .