الليلة أمام الكوت ديفوار …الشعب يريد الانتصار والعبور
عبد الهادي الناجي/
حذف الأسود على مصطلح اليأس من القاموس، وتغلّب على الأوجاع، والمتاعب، وصالح الجمهور بإنتصار باهر على حساب الطوغو. وقد بعث هذا الفوز الكبير السّرور في صفوف كلّ محبي الأسود المدعمين دائما من الشعب الذي يتنفس الكرة ويعشقها الى درجة الجنون… كل النّاس لم يبخلوا في هذا البرد القارس عن تشجيع فريق «المغاربة» في مغامرته القاريّة بحكم أنّ أيّ انتصار رياضي هو في نهاية الأمر فوز للمجتمع المغربي.
لقد ألهب انتصار الأسود على الطوغو من طنجة الكويرة ، وأعاد لنا هذا المكسب الثّقة في مؤهلاتنا، وقدراتنا على النّجاح حتّى وإن كان هذا الشّعب ينزف ألما بفعل حروب الأحزاب التي لم يجن منها المواطن «المسكين» سوى الوعود، والأكاذيب.
وضرب المنتخب بقوّة أمام الطوغو الذين عاشوا كابوسا جديدا أمام المغرب التي تمكنّت بشهادة من الطوغوليين أنفسهم من التسبّب في «عقدة نفسيّة» الذين «احترقت» نجومهم العالميّة في أدغال إفريقيا بفضل العزيمة الفولاذيّة … والروح الانتصاريّة لعناصرنا الدولية، واللّمسة الفنيّة الحاسمة لعناصرنا الوطنية …
ولا شكّ في أنّ هذه الأجواء الايجابيّة من شأنها أن تعزّز ثقة الفريق بنفسه، وتمنح الـ»أسود» أجنحة اضافيّة للتحليق في أرض الغابون، وتحقيق أحلام االمغاربة في الـ»كان» التي تعتبر فرصة مثالية بل ذهبيّة لردّ الإعتبار للكرة المغربية التي تسير منذ سنوات في الطّريق الخطأ بدليل الانهيار الكبير الذي عاشته أنديتنا، ومنتخباتنا الوطنية للشبّان في جميع المسابقات الدوليّة التي لم يصمد فيها سوى فريق «الأسود»…
بعد أن قهر طوغو ديبايور، على المنتخب المغربي أن لايقوم بـ»»مشية النّصر» وأن نتعامل مع خصم اللّيلة بطريقة مدروسة تجنّبا لكلّ السيناريوهات المجنونة في مسابقة علّمتنا مرارا، وتكرارا أن الانتصارات غير مضمونة ما لم يقاتل أصحابها في الملعب، ويبتلّ «القميص» بالعرق، وما لم يتفادوا فخّ الاستسهال الذي حذّر منه ربّان سفينتنا في الـ»كان» «رونار» القائل قبل الاصطدام بالكوت ديفوار:»الانتصار ولا شيء غير الانتصار»، وذلك رغم أن التعادل يكفينا في حوار اللّيلة للعبور بسلام إلى الدور ربع النهائي…كل التوفيق للأسود…