أخبار ...وأسرار

حقيقة الحراك الريفي والحلول العملية

الأبعاد الظاهرة والخفية في أحداث الريف…

حقيقة الحراك الريفي والحلول العملية

 

بقلم د/ابراهيم ليتوسreligion1.684633

حقيقة الحراك الريفي بعد نصف عام تقريبا من  الحادث الاليم الذي قتل فيه الشهيد محسن فكري رحمه الله في الحسيمة  

سنحاول من خلال هذا المقال معالجة الامربتقديم حلول عملية وبمشاركة إيجابية من طرف مغاربة العالم في الخارج وأهل الريف بالخصوص الذين يتابعون عن كثب وبقلق كبير لما يجري في هذه الأيام

لمصلحة منطقة الريف والوطن على حد سواء

كثير أولئك الذين نسمع لهم في مختلف المنابر الإعلامية يتحدثون بلغة التنظير والتحليل لما يقع من احداث ببلادنا لكن مع مرور الأيام والشهور سرعان ما ينطفئ شمعهم وتتكشف  عوراتهم بالتواطؤ مع جهات خارجية مشبوهة ويسقط  ادعاؤهم المزعوم بأنهم  فعلا يريدون الخير للبلاد والإصلاح في المنطقة كما يدعون  …

 

ان المتتبع للتحولات في العالم العربي سيرى ان مسميات كثيرة مثل الربيع العربي او ثورة الياسمين او غيرها  تغيرت فجاة واستبدلت بعدها بمصطلحات اخرى  خلافا عن ما كانت عليها في بدايات ما أسموه آنذاك بالثورة العربية منذ سنة 2011 …

واتمنى الان ان يكون الشعب العربي قد وعى الدرس جيدا و ان المقارنات التي كانت تعقد مع دول اخرى التي قامت فيها الثورات او احيانا حتى الاستشهاد بثورات ناجحة في التاريخ الحديث لم تكن الا مقارنات خاطئة وقياسات  مع الفارق …

اذ ان الدوافع وعدم المس بخصوصيات كل بلد على حدة و التي تعد جزء لا يتجزء من نجاح السيرورية  الإصلاحية

ليس كل الذي يخرج الناس الى الشارع بذريعة التغيير والإصلاح من اجل المظاهرات والاحتجاجات الصاخبة والرفع بالهتافات الرنانة  من اجل التغيير  كان  صادقا …

 

بل بدى للعيان انه مجرد استدراج للعامة الى فوضى عمياء وبطريقة غير مباشرة قد تستهوي هواة المغامرة الذين لا يفكرون في عواقب الأمور

و كان بوقا لعامة الشعب المغلوب على أمره والذي صدق الحلم والأكذوبة اولا وسرعان ما انكشف الزيف عند الكذابين الذين كانو يحركون هذه الجماهير الغفيرةاوباجندات خارجية مشبوهة

يتبدد يوما بعد يوم

بل انه شاهد بعدها دولا اجنبية تدخلت برجالها وجيوشها لقطع أوصال الوطن الواحد إربا إربا ليفتح بعدها الباب على مصراعيه لكل التيارات الإرهابية والأجنبية  للعبث بأمن البلاد واستقراره بحجة رفع الظلم تارة او الثورة تارة اخرى

 

ان المغرب ليس استثناء فقط وإنما هو نموذجا حقيقيا في الوطن العربي والافريقي نتاج قيادة حكيمة قام بها ملكنا صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله  منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد وأخذه على عاتقه بالتوازنات العادلة  بين مختلف مكونات الشعب  بكل اطيافهم وإثنياتهم وديانتهم ولقد حسمت في قضية الأمازيغية واصبحت حقا مكفولا بالدستور يبقى تفعيله على ارض الواقع مسؤولية مشتركة بين الجكومة من جهة وأهالي المنطقة الذين يطالبون بحقوقهم من جهة اخرى …

نعم الوطن يجمعنا بالعدل والمساواة والملكية الدستورية  وهوياتنا كعامل اثراء وتقوية للوطن  بالمساهمة فيه من اجل استتباب  الامن والحفاظ على استقراره وعدم الخروج عن هذا المسار بتاتا  والأخذ بكل حزم لمن تسول له نفسه المساس بثوابت الوطن وأمن بلادنا

 

ان النمو الاقتصادي الذي لربما يعد في نظري من اهم المطالَب المشروعة والمعقولة لكل المغاربة بما فيهم أهل الريف للحصول على العيش الكريم  أراه  يسير جنبا الى جانب مع النمو  الاجتماعي والفكري او قل التربوي بتعبير أوضح ولا يمكن الفصل بين أهمية التكوينوالتعليم  للمساهمة في تطوير بلادنا اقتصاديا وتقنيا وعلميا …

ان كثير من البلدان العالم استفادت من خصوصياتها واعتمدت على أطرها وكفاءاتها للسير نحو التقدم والتحديث

ان التشغيل والاستثمار وتنشيط اقتصاد البلاد لا ينطلق من فراغ ولا يتأتى بالأمنيات وحلول لا تمت الى واقعنا المغربي بصلة ومن اهم أوليات بلادنا هو توظيف كل مغربي وأمازيغي وصحراوي كل من موقعه لتقديم كل ما عنده لهذا الوطن والنظر الىه على أساس انه لا يمكن الأخذ من هذا الوطن بقدر ما نعطيه نحن من تضحيات وجهود وإسهامات

دولة سنغافورة عدد سكانها ما يقارب 5 ملايين نسمة واستطاعت بفضل مواطنيها المخلصين رفع ميزانية الدولة الى 200 مليار دولار سنويا رغم انهم لا يملكون لا بترولا ولا غازا للتصدير …

نعم لهم شعب خليط من أصول مختلفة الصينيون  والهنديون والملاويون وغيرهم من الاثنيات والعرقيات فاحسنوا إدارة. التوترات  العرقية لديهم وجعلوها عامل اغناء وإثراء للتقدم ببلادهم …

أساس اقتصادهم قائم على انهم اصبحوا دولة التكرار والتوزيع لكثير من البلدان واضافوا عامل الإبداع في التصنيع مما مكنهم من تحقيق إنجازات كبيرة في مجال النمو الاقتصادي …

 

إذن بلدنا ولله الحمد من حيث النصاب البشري ستة أضعاف سنغافورة ولدينا عرقيات مختلفة مع قواسم وثوابت كثيرة تجمعنا كالوطن والملكية والدين واللغة ولذا كان هناك تعاقد بين الدولة والمواطنين للقيام بواجباتهم  الوطنية جميعا عرب او أمازيغ او صحراويين للذود عن هذه القواسم  والثوابت كالوحدة الترابية لبلادنا  والعمل سويا لتحسين مستوى العيش لكل أبناء الوطن  بعض النظر عن عرقه وجنسه ودينه …

 

نعم هناك مطالب مشروعة ومعقولة لمنطقة الريف  كبناء مستشفى لائق وجامعة للتكوين العلمي والبحثي وإعادة توزيع الدخل على أبناء الوطن لمحاربة الفقروالبطالة المتفشية  واستحداث وظائف للتشغيل كل هذا يمكن ان يتم بتكوين لجنة تكون مفوضة من المجتمع المدني وتقوم على الفور بالجلوس  مع ممثلين من أبناء المنطقة ونواب عن الحكومة لوضع برنامج عمل و حل وآلية تنفيذ وفق جدول زمني مدروس لا اكثر …

 

إذن الحركات الاحتجاجية اليوم في منطقة الريف او غيرها من المناطق في بلادنا ستبقى امام محك هذا الاختبار وهو ان الاحتجاج او التغيير هو وسيلة من الوسائل وبمجرد التقدم نحو الهدف يجب ان تصمت الهتافات وان يرجع كل مواطن الى موقعه لخدمة وطنه الذي ينتظرنا جميعا للرفع من قيمته وتحقيق المزيد من نموه وازدهاره …

اما اذا كان الغرض من الخروج الى الشوارع من اجل الاحتجاج والصيد في الماء العكر و تواصل نضالها بعد تلبية حاجتها فلا يمكن حينئذ أبدا القبول بذلك بتاتا حتى ولو رفعت بعدها الف شعار براق وتدعي الإصلاح …

ان بلدنا تسير بخطى ثابتة ولله الحمد ولاسيما تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة ملك البلاد وما علينا كمغاربة في الداخل والخارج إلا أن  نواكب هذا التطور الرشيد كي تنعم بلادنا بمزيد من الرفاه والأمن والاستقرار …

وأننا كأبناء منطقة الريف وكمواطنين في الخارج نحمل نفس الهم والهاجس لبلدنا ولا يمكن لأحد ان يزايد علينا باي حجة كانت لأننا في نهاية المطاف كلنا مغاربة وكلنا نغار على بلدنا والوطنية ممارسة من اجل الوطن وليس شعارا يرفع للخروج به الى الشوارع لتهييج العامة وتأجيج نار الفتنة بين المواطنين …

 

 

من هو د.إبراهيم ليتوس…؟

د.إبراهيم ليتوس احفظوا هذا الإسم جيدا …مواطن مغربي تجرع من الوطنية الصادقة أبا عن جد ماجعله مؤهلا للدفاع عن القضية الوطنية والعربية بالمهجر ويعتبر نموذجا تستدعي الضرورة الاقتداء به عمقا وجوهرا…  
فهوباحث  في الجماعات الاسلامية قسم العلوم الاجتماعية والسياسية بجامعة انفرس…

-بلجيكا  مؤسس الأكاديمية الاسلامية للتنمية والبحث

 

مايشدك في الرجل حبه وغيرته على الوطن بسلاسة وديبلوماسية عالية …

سنعود للحديث عن د.إبراهيم ليتوس…

عبد الهادي الناجي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى