الزفزافي بدأ حراكه من ملاعب كرة القدم
بدأ ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف المعتقل، نشاطه في مباريات كرة القدم لفريق شباب الريف الحسيمي، في إطار فصيل “الألتراس” المحلي، لكن ما لا يعرفه كثيرون هو أنه كان وراء أحداث مباراة الفريق المحلي أمام الوداد الرياضي في ثالث مارس الماضي ضمن الدورة 20 من البطولة الوطنية.
وشهدت تلك المباراة أحداث عنف وشغب في محيط ملعب ميمون العرصي، أصيب إثرها 40 شخصا، وألحقت خسائر بعدد من السيارات والحافلات، وكسرت الواجهة الزجاجية لإحدى المؤسسات الفندقية.
ويحكي فصيل “وينرز” في بيان أصدره بعد الأحداث في رابع مارس الماضي، أن الزفزافي هو المسؤول المباشر عن الأحداث، فيما نشر الأخير شريطا بالصوت والصورة بعد المباراة ينتقد فيه المخزن، ويصف فيه حزب الأصالة والمعاصرة الذي ينتمي إليه سعيد الناصري، رئيس الوداد، بالدكان السياسي الذي احترقت أوراقه في الحراك”.
ويذكر “وينرز” في بلاغه “برسم الدورة 20 من البطولة الوطنية، واجه الوداد بمدينة الحسيمة شباب الريف، وكما هو معلوم فالمباراة هي الأولى بعد إعلان عودة مجموعات «الألتراس» إلى الملاعب الوطنية».
ومنذ هذا الإعلان، عملت مجموعة «وينرز» على إنجاح أول تنقل، لكي يمر في ظروف مثالية، ودون حوادث تذكر، من خلال دعوة كافة المتنقلين إلى ضرورة الالتزام بالأخلاق والاحترام اللازم، وذلك عبر اجتماعات الخلايا والفروع» .
ويضيف البلاغ «بدأ أنصار النادي في التوافد على الحسيمة، بمختلف وسائل النقل. كل شيء كان مثاليا، من أجل إنجاح التنقل، رغم البرمجة الصعبة للمباراة».
وتابع الفصيل في بلاغه يوم الجمعة (يوم المباراة) تفاجأنا لبعض الخطابات الهدامة المنشورة على بعض الصفحات والحسابات الشخصية على «فيسبوك» من قبل أناس لا علاقة لهم بكرة القدم، يقومون بتهييج النفوس، وتحريضها على الشغب ضد جمهور الوداد الرياضي».
واسترسل فصيل «وينرز» في سرد الوقائع، «لعل منع المدعو ناصر الزفزافي من دخول الملعب، زاد في صب الزيت على النار، خاصة بعد خروجه قبل انطلاق المباراة بساعات قليلة بخطابات خطيرة، يدعو ويحرض فيها على الشغب، تحت ذريعة حماية المدينة من جمهور الوداد على اعتباره من بلطجية المخزن، وغيرها من الأوصاف العنصرية المستفزة التي تعود بنا إلى قرون مضت» .
ويواصل البلاغ «داخل الملعب كانت كل الظروف مواتية، وكل شيء على ما يرام. جمهور ودادي يساند فريقه بشكل حضاري ومثالي، لكن المفاجأة هو الغياب الكبير للجمهور الريفي بالملعب، ووجوده بكثافة ببوابات الملعب، في انتظار نهاية المباراة، تلبية للنداءات التحريضية من طرف المدعو ناصر الزفزافي» .
وأكد الفصيل «ما أن انتهت المباراة، حتى تفاجأ جميع الأنصار لحجم غليان الشارع، وشباب متعصب، ومشحون بطريقة لا تصدق، ويتربص بالجمهور الودادي الذي ما أن انتهت المباراة، حتى كان أمام جحيم حقيقي بفعل حجارة تتساقط عليه من كل الأماكن» .
ويضيف البلاغ «المفاجأة الأخرى هي غياب وسائل النقل التي كان من المنتظر أن توجد قرب الملعب، لنصدم باختفائها، ما جعل الجماهير في مواجهة مصيرها لأمتار طويلة، من أجل الوصول إلى المحطة، والنجاة من شباب يتصور في مخيلته فقط أنه يدافع عن شرف المدينة، بفعل الخطابات التحريضية للكثير من الصفحات الريفية التي لها أهداف أخرى بعيدة كل البعد عن الرياضة» .
ويتابع «بمعجزة إلهية، تمكن المئات من أنصار النادي من الوصول للمحطة، وهناك سيحاصرون لأكثر من سبع ساعات مع تهديدات بالقتل. وحدها تطمينات أمنية بإيجاد الحلول كانت تخفف من وقع هذا الحصار الذي مارسه من يحملون أفكارا انفصالية محضة، ولعل إحراق العديد من السيارات والحافلات، مع كتابة عبارات توضح مدى التشنج ك «لا للعسكرة» و»لا للمخزن» لدليل على ذلك» .
ويواصل البلاغ «ما حدث يوم أمس (3 مارس) بالحسيمة أمر لا علاقة له لا بكرة القدم ولا بالرياضة ولا بالألتراس».
وختم البلاغ «نحن جمهور الوداد الرياضي نتعصب لأمرين اثنين هما الوداد والبلاد، ولعل شعارنا الخالد يؤكد ذلك ‘’نحبوا الوداد و نموتوا على درابو البلاد».
ومباشرة بعد الأحداث، نشر الزفزافي شريطا مسجلا بالصوت والصورة يقول فيه إن ما وقع جريمة للمخزن يد فيها».
وأضاف الزفزافي في شريطه أن المخزن يتحمل المسؤولية في الأحداث، من خلال فتح أبواب الملعب مباشرة بعد المباراة، معتبرا أن للسلطة نية مبيتة لوقوع الأحداث.
وأضاف الزفزافي في خطاب يخلط بين الرياضة والسياسة والتحريض أن بعض المشجعين الوداديين تلقوا 200 درهم للقيام بأحداث الشغب، مطالبا الوداد بإصدار بلاغ لانتقاد الأمن وإلا فهو متواطئ، سيما أن رئيسه ينتمي إلى دكان سياسي، ألا وهو البام، حسب قوله.
وأضاف «البام انتهى زمانه، واحترقت أوراقه، بسبب الحراك».