زيـــدان يقتحم القائمة بفكر جديد 5 مدارس تدريبية قادت معــارك «الملوك» و«السنيورا»
لم يغير يوفنتوس استراتيجيته التدريبية مطلقاً في مواجهاته ريال مدريد طوال نصف قرن، حيث قادته المدرسة الإيطالية «البيانكونيري» خلال المباريات الـ 18 التي جمعته مع «الميرينجي»، تغيرت الأسماء والأفكار، لكن ظل تكتيك «الكاتيناتشو» هو الملهم لكتائب «السيدة العجوز» في معاركها الكروية الكلاسيكية أمام العملاق الإسباني منذ ستينيات القرن الماضي، وحتى نهائي دوري الأبطال في الموسم الحالي.
وهو عكس ما ذكرته الأوراق التاريخية عن تلك المواجهات فيما يخص الجانب الملكي الذي خضع لخمس مدارس تدريبية بينها الإيطالية في مواجهتين عبر أكثر من 50 عاماً، كانت الغلبة فيها للتكتيك الإسباني الذي قاد الريال في ثلاث مواجهات، ثم كانت الصرامة الألمانية في مبارزتين، إضافة إلى تجربة هولندية وأخرى برازيلية، وستكون الاستراتيجية الفرنسية الممثلة في زين الدين زيدان هي المدرسة التدريبية السادسة التي ستضع بصمتها على معارك «الملوك» مع «السنيورا»، وإن كانت تحمل المزيج بين التكتيك الإسباني الذي تعلمه زيزو داخل جدران القلعة البيضاء والمشبعة بالخلطة الإيطالية التي أتقنها على يد معلمه أنشيلوتي !
اليوفي تحت القيادة الإيطالية نجح 4 مرات في تخطي عقبة «الميرينجي» على صعيد المواجهات الإقصائية، في حين كللت جهود الريال بالنجاح في 3 مناسبات أخرى بالاستراتيجية الإسبانية مرة، ومثلها للتجربة الألمانية التي منحت الفريق تتويجاً مباشراً باللقب، وأخرى بتطبيق فكر الطاحونة الهولندية، إضافة إلى استغلال التكتيك الإيطالي في إبعاد السيدة العجوز من دوري المجموعات، قبل الانطلاق نحو اللقب في نسخة 2013/ 2014. |
وحملت بداية المواجهات الكثير من المنطق، حيث تولى الأسطورة الإسبانية ميجيل مونوز تدريب الريال، وهو فريقه الذي صنع مجده كله فيه، لاعباً ومدرباً، في أول مباراة تجمع بينه وبين اليوفي عبر التاريخ، وكان ذلك في العام 1962، محققاً الفوز على «البيانكونيري» في عقر داره بهدف، إلا أن اليوفي رد الدين بنفس النتيجة في سنتياجو بيرنابيو، لكن ميجيل الذي قاد الريال طوال 15 عاماً، محققاً عشرات الألقاب المحلية والأوروبية، نجح في تخطي تلك العقبة بعد مباراة فاصلة أقيمت فوق الأراضي الفرنسية، وفاز 3 / 1 على حساب القيادة الإيطالية ليوفنتوس ممثلة في كارلو بارولا صاحب البطولة الوحيدة مع البيانكونيري، وهى الدوري الإيطالي 1974/1975 !
بعد 25 عاماً جاء الدور على الفكر الهولندي ليقود مواجهة الريال أمام اليوفي، عبر المدير الفني الشهير ليو بينهاكر، الذي حمل رقماً قياسياً بعدم الهزيمة مع الملكي طوال 34 مباراة، قبل أن يحطم زيزو ذلك الرقم مؤخراً، وتبادل بينهاكر الفوز بهدف مع الإيطالي رينو ماركيزي، الذي لم يحقق نجاحاً يذكر مع اليوفي قبل أن يمر الهولندي عبر ركلات الترجيح، وفي التسعينيات نجح المدرب القدير مارشيلو ليبي في منح «البيانكونيري» أول مرور على حساب «الميرينجي» الذي قاده وقتها الإسباني آرسينو اجلاسياس لمدة 4 شهور فقط بشكل مؤقت، ورغم تفوق الألماني يوب هاينكس على ليبي في نهائي نسخة 1997/ 1998، فإن المخضرم مارشيلو يعتبر هو صانع أسطورة اليوفي في التسعينيات، حيث استمر ليبي ومن بعده فابيو كابيللو في إثبات التفوق الإيطالي، على حساب الإسباني ديل بوسكي والبرازيلي فاندرلي لوكسومبورجو، خلال المواجهات التي جمعت الفريقين في بداية الألفية بين عامي 2002 و2005، ثم حقق كلاوديو رانييري ذات التفوق على حساب الألماني بيرند شوستر بالفوز ذهاباً وإياباً في دوري المجموعات 2008/ 2009، وتحت القيادة الإيطالية للغريمين تفوق أنشيلوتي أولاً على كونتي في نسخة 2013/ 2014 خلال دور المجموعات، لكن كان الرد قاسياً في البطولة التالية 2014/ 2015، عندما تغلب التلميذ أليجري على الأستاذ أنشيلوتي في نصف النهائي آنذاك، في مواجهة جمعت بين أكثر المدربين الطليان الحاليين تطبيقاً للمرونة التكتيكية واللعب بطرق متوازنة تجمع بين قوة الدفاع الإيطالي والهجوم السريع في الوقت الذي يفرض الفريق سيطرته وتحكمه بإيقاع المباراة مع التحول الهجومي الشامل في بعض الفترات وحسب الحاجة !