هاينكس «الأسطوري» يمتلك مفاتيح البايرن المدرب المُنقِذ.. بين النجاح والفشل!
يحمل تاريخ كرة القدم العديد من أسماء كبار المدربين الذين اعتادت الفرق والمنتخبات اللجوء إليهم، عندما تتأزم الأمور ولا تجد الإدارات حلاً سوى الاستعانة بأساطيرهم التدريبية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وسواء حقق المدرب المطلوب منه أو فشل في ذلك، فإنه كان الخيار الوحيد دائماً في مثل هذه المواقف، ولم تكن إدارة البايرن الأولى حيث استعانت مؤخراً بخدمات المدرب القدير يوب هاينكس بعد ابتعاده عن المجال منذ 4 سنوات، ولن تكون بالطبع الأخيرة، حيث سبق لإدارة «البافاري» اللجوء إلى مدربهم الأسطوري، بعد تعقد الأمور في حقبة أنشيلوتي الأخيرة، بل تعد تلك المرة هي الثالثة التي يرتدي فيها هاينكس ثوب البطل العائد لإنقاذ معشوقه الأول، فبعد 18 عاماً من فترته التدريبية الأولى لبايرن والتي دامت بين عامي 1987 و1991، عاد هاينكس في 2009 ليصلح ما أفسده يورجن كلينسمان، بعدما كاد الفريق أن يفقد مقعد التأهل إلى دوري الأبطال، بسبب النتائج المتراجعة وقتها، والغريب أنه عاد من شبه اعتزال للتدريب بعد عامين من العزلة الاختيارية آنذاك أيضاً، وحقق المدرب القدير 4 انتصارات وتعادل وحيد صحح بها المسار وأنهي البايرن الدوري ثانياً وتأهل إلى الشامبيونزليج !
وبعد موسم كارثي للبايرن في حقبة لويس فان جال وأندرياس يونكر، 2010/ 2011، لم تجد الإدارة بدا من إعادة هاينكس لينتشل الفريق من عثرته الكبرى، حيث حل ثالثاً في الدوري وخرج من نصف نهائي الكأس، وغادر دوري الأبطال من دور ال 16، ولم يخيب العجوز التوقعات، حيث أنهى موسمه الأول ثانياً بالبوندسليجا وخسر نهائي الكأس ودوري الأبطال، لكنه حقق الثلاثية في الموسم الثاني، ليثبت أنه المنقذ الأول لعملاق ألمانيا عبر التاريخ.
التاريخ أيضا يشير إلى لجوء البايرن إلى مدرب كبير آخر هو أوتمار هيتزفيلد لموسم واحد، 2007/ 2008، بعد الإخفاق الكبير في نهاية حقبة فيلكس ماجاث الذي لم يكمل موسمه الأخير، بعد الهزائم التي منى بها البايرن على يديه في الدوري، إذ أنهى البطولة رابعاً ودون تأهل إلى الشامبيونزليج، مع الخروج من ربع نهائي الأبطال، لكن هيتزفيلد الذي سبق له التألق مع البايرن في 5 سنوات ما بين 1998 و2004، نجح في الفوز بالثلاثية المحلية في موسم الإنقاذ، في حين خرج من نصف نهائي كأس الاتحاد الأوروبي.
وأدى جوزيه مورينيو نفس الدور مع تشيلسي الإنجليزي بين عامي 2013 و2015، عندما عاد لتدريب الفريق بعد تراجع النتائج على يد روبرتو دي ماثيو، الذي تخلى عن منصبه لصالح رافائيل بينيتيز المدرب المؤقت في نهاية موسم 2012/ 2013، رغم قيادته «البلوز» للتتويج بالدوري الأوروبي، وبعد حقبة مورينيو التاريخية بين 2004/ 2007، والتي شهدت عودة الفريق اللندني للتتويج بالبريميرليج بعد غياب 50 عاماً، استطاع «سبيشل ون» أن يعيد لقب الدوري الانجليزي مرة أخرى لقلعة البلوز في موسم 2014/ 2015، بعد غياب 5 سنوات، والفوز بكأس الرابطة والوصول لنصف نهائي دوري الأبطال في موسمه الأول بعد العودة.
وفي إسبانيا كان ديل بوسكي هو الحل الدائم أمام ريال مدريد كلما تعقدت الأمور، صحيح أنه لم يستمر طويلاً في مهماته الأولى في عامي 1994 و1996، حيث أتى كمدرب مؤقت لمدة 3 شهور أولا خلفا للمدرب بينيتي فلورو، قبل أن يكرر الأمر ذاته لمدة شهر واحد بعد رحيل خورخي فالدانو، إلا أن تراجع النتائج الذي أصاب «الملكي» على يد الويلزي جون توشاك، دفع بإدارة «الميرنجي» لاتخاذ قرار منح ديل بوسكي الفرصة كاملة في عام 1999، ورغم إنهاء الريال للدوري خامساً والخروج من نصف نهائي الكأس، إلا أن فيسينتي نجح في الفوز بدوري الأبطال من الوهلة الأولى، قبل أن يستمر لمدة 4 سنوات حقق خلالها لقب الليجا مرتين، وكرر الفوز بدوري الأبطال في 2001/ 2002، بجانب السوبر الأوروبي والسوبر الإسباني، وكان «الملكي» قد استعان بالإيطالي فابيو كابيلو الذي سبق وأن قاده في موسم 1996/ 1997 للتتويج بالليجا، لينقذه من حقبة البرازيلي فاندرلي لوكسمبورجو الفاشلة، ليعود كابيلو بعد 10 سنوات ويقود «الميرنجي» للقب الليجا مرة أخرى في موسم 2006/2007.
لم تكن عودة المدربين ناجحة في كل مرة، فعندما لجأ برشلونة إلى مدربه السابق لويس فان جال في موسم 2002/ 2003، بعد توقف تام عن الفوز بالبطولات منذ رحيل الهولندي قبل 3 سنوات من هذا التاريخ، لم تكلل المهمة بنجاح وخرج البارسا خالي الوفاض أيضا مع مدربه، الذي سبق أن أهداه لقبين في الليجا وكأس الملك وكذلك السوبر الأوروبي في الفترة بين 1997 إلى 2000، وهو ما تكرر مع الإيطالي روبرتو مانشيني، عندما عاد لتدريب الإنتر بعد 6 سنوات، رغم فوزه سابقاً بسبع بطولات محلية، في فترته الأولى 2004/ 2008، لكنه في عام ونصف من نهاية 2014 حتى منتصف 2016، لم يحقق شيئاً يذكر، حيث احتل الفريق المركز الثامن ثم الرابع في الموسمين ولم ينجح في الفوز بأي لقب.