بيكيه الرمز والضحية !
جيرارد بيكيه ليس مجرد لاعب في صفوف البارسا، فهو لاعب «جيد»، ولكنه حصل على نصف شهرته ومكانته بفضل موجات الجدل التي يثيرها بما يكتبه عبر السوشيال ميديا عن الصراع الأزلي المثير بين البارسا والريال، كما أنه حصل على جزء من شهرته لدى من لا يتابعون كرة القدم بعد زواجه من شاكيرا، وهو فضلاً عن ذلك يملك عقلية لا تقبل الصمت، حينما يكون مطالباً بإظهار موقفه، فقد درس الإعلام والرياضة دراسة أكاديمية في جامعة هارفارد.
بيكيه أصبح رمزاً لكتالونيا، فقد ظهر باكياً في يوم الاستفتاء على استقلال الإقليم، بكى تعاطفاً مع الضحايا الذين طالتهم يد الأمن، ولم يتردد النجم الإسباني الكتالوني في التصريح بأنه على استعداد للابتعاد عن منتخب بلاده الذي يواجه ألبانيا الجمعة في تصفيات التأهل لمونديال روسيا 2018، قالها لكي لا يصبح جزءًا من المشكلة، ولكي لا تتوتر الأجواء بعد أن طالته شتائم الجماهير التي تابعت حصة تدريبية لمنتخب «لاروخا».
ويبدو أن بيكيه يشعر بضغوط هائلة، فقد سبق له خوض 91 مباراة دولية، وحصل مع منتخب إسبانيا على بطولة أوروبا تحت 19 عاماً، ويورو 2012، وقبلها دافع عن قميص الوطن وساهم في منحه المجد المونديالي عام 2010 للمرة الأولى في تاريخ إسبانيا، ولكنه الآن يواجه موقفاً صعباً بالنظر إلى دعمه المطلق للعرقية التي جاء منها، وللإقليم الذي يسكن في قلبه.
أصبح بيكيه رمزاً لإقليم كتالونيا وفقاً لتصويت قراء «الاتحاد»، وفي الوقت ذاته هو ضحية الخلط بين السياسة والرياضة، فهو في نهاية المطاف يرتدي قميص الوطن الذي يسعى أحد أقاليمه للانفصال عنه، ويبدو أن ذلك دفع قراء الاتحاد للتصويت بنسبة 50% على خيار «الرمز»، و50% لـ «الضحية»، مما يؤكد أن الأمر أصبح معقداً، ويحتمل الآراء المتعددة والمختلفة.
الوسط الكروي الإسباني بدوره أصبح منقسماً تجاه بيكيه، فقد تلقى دعماً واضحاً من البعض وعلى رأسهم رئيس المجلس الأعلى للرياضة، الذي أكد أن مدافع البارسا يدافع عن قميص إسبانيا ومن ثم لا يجب إهانته، فيما أشار تياجو ألكانتارا إلى أن الحديث في السياسة والآراء الشخصية يجب أن تكون بعيدة عن معسكر المنتخب، وبين مؤيد ومعارض أصبح بيكيه رمزاً وضحية.