البطولات الأوروبية

توتنهام يحلم بالهدف الأول في شباك الريال «الملكي» و «الديوك».. صورة في المرآة!

رغم التطابق التام في الترتيب وعدد النقاط والأهداف بين ريال مدريد وتوتنهام هوتسبير فوق قمة المجموعة الثامنة في دوري أبطال أوروبا، فإن الفريق الملكي الإسباني يمتلك تاريخاً ناصعاً أمام «الديوك»، إذ لم ينجح الفريق الإنجليزي في هز شباك «الميرنجي» على الإطلاق خلال أربع مواجهات أوروبية جمعتهم في الماضي، وسجل الريال 6 أهداف منحته ثلاثة انتصارات، كان أولها في ملعب وايت هارت لين بهدف نظيف في ذهاب ربع نهائي كأس الاتحاد الأوروبي موسم 1984/‏‏ 1985، وآخرها بنفس النتيجة أيضاً وفي عقر دار الديوك أيضاً خلال إياب نفس المرحلة، لكنها كانت في دوري الأبطال هذه المرة في نسخة 2010/‏‏ 2011، وبينهما الفوز الأكبر في تاريخ مواجهات الفريقين في لقاء الذهاب برباعية، بينما تعادلا مرة واحدة بنتيجة سلبية في إياب المواجهة الأولى قبل 32 عاماً!

ومن المفارقات الغريبة أن التقارب الرقمي التام بينهما لا يقتصر على أول جولتين في دوري الأبطال فقط، بل يمتد إلى وضع كليهما في الليجا والبريميرليج أيضاً، فإذا كان توتنهام يحتل صدارة مجموعة البطولة القارية قبل هذه المواجهة حسب الترتيب الأبجدي للغة الإنجليزية فقط، حيث يمتلك كلاهما 6 نقاط من فوزين بجانب تسجيل كل منهما لستة أهداف واستقبال هدف وحيد، فإن الريال يحتل المركز الثالث في الدوري الإسباني برصيد 17 نقطة بفارق 5 نقاط عن القمة، بعد 5 انتصارات وتعادلين وهزيمة واحدة للميرنجي، وهو نفس الوضع تماماً بالنسبة للديوك في البريميرليج، والأكثر غرابة هو أن كل فريق سجل أيضاً 15 هدفاً في الدوري المحلي، لكن الفارق الوحيد بينهما هو أن شباك توتنهام تلقت 5 أهداف فقط في الدوري الإنجليزي، مقابل 7 أهداف هزت شباك الملكي في الليجا. وإذا كان الريال يتفوق على «الديوك» عبر التاريخ، فإنه يمتلك سجلاً جيداً أمام مختلف الفرق الإنجليزية خاصة في السنوات الأخيرة، إذ إنه واجه العديد منها في 35 مباراة منذ موسم 1956/‏‏1957، كان الفوز حليفه في 15 منها بنسبة 41% مقابل 10 تعادلات و10 هزائم، وأحرز الميرنجي في الشباك الإنجليزية 50 هدفاً، مقابل 39 مني بها مرماه، ولم يذق العملاق الإسباني طعم الخسارة في آخر 11 مواجهة جمعت بينه وبين أندية البريميرليج، حيث كانت آخر هزيمة له على يد ليفربول في إياب دور الـ16 من نسخة 2008/‏‏ 2009 في دوري الأبطال، لكنها كانت هزيمة ساحقة بأربعة أهداف نظيفة، سبقها فوز الريدز في لقاء الذهاب أيضاً بهدف دون رد. على جانب آخر فإن زيدن الدين زيدان خلال 100 مباراة له كمدير فني للريال، تفوق على كبار المدربين الأرجنتينيين الذين واجههم خلال فترته التدريبية الحالية، مع الملكي الإسباني، ولعل أبرزهم هو دييجو سيميوني قائد كتيبة أتلتيكو مدريد، حيث تقابلا في 6 مواجهات فاز زيزو في 3 منها مقابل انتصارين لعملاق الروخيبلانكوس وتعادلا مرة واحدة، أما خورخي سامباولي مدرب منتخب الأرجنتين الحالي فقد تعرض لثلاث هزائم أيضاً على يد الفرنسي، إبان توليه مهمة تدريب إشبيلية مقابل فوز واحد وتعادل، وهو نفس ما آلت إليه نتائج مواجهة زيدان للأرجنتيني إدواردو بيريزو وقت قيادته لسيلتا فيجو، إلا أنه نجح في إقصاء فريق زيزو من كأس ملك إسبانيا في الموسم الماضي، وخلال تلك المواجهات سجل الريال تحت قيادة زيدان 44 هدفاً مقابل 23 هدفاً، وهو ما يجب على ماوريسيو بوكيتينو وضعه في الاعتبار، عند مواجهة الفرنسي المتألق في السنوات الأخيرة!

من ناحية أخرى، ومع التألق الهائل لنجم الكرة الإنجليزية وهداف توتنهام هوتسبير الرائع، هاري كين، زادت حدة الإشاعات والتقارير الإعلامية الإنجليزية والإسبانية على حد سواء، لتربط بين كين والريال في صفقة انتقال مرتقبة وضخمة، ربما تتجاوز كل الأرقام القياسية الحالية في عالم كرة القدم، وإذا كانت هناك محاولات من جانب الديوك للإبقاء على النجم الأول في صفوف الفريق، وصاحب الحذاء الذهبي في البريميرليج خلال آخر موسمين، وهداف المنتخب الإنجليزي في الفترة الماضية، فإن ذكريات الصفقة القياسية لانتقال جاريث بيل من صفوف «السبيرز» إلى الملكي لا تزال عالقة بالأذهان، حيث تصدر الويلزي المشهد منذ عام 2013 بصفقة بلغت قيمتها 100 مليون يورو لأول مرة في التاريخ، قبل أن تتراجع إلى المرتبة الرابعة بعد ميركاتو العامين الماضيين لصالح بوجبا، ثم نيمار وبينهما ديمبلي، وقد يكون الوسط الرياضي على موعد مع صفقة جنونية أخرى خلال الصيف القادم على أقصى تقدير، تجمع بين ريال مدريد وهاري كين، بعدما ألمحت صحيفة «ذا صن» الإنجليزية إلى أن الريال يفكر في الحصول على خدمات المهاجم الإنجليزي الفذ، مقابل التنازل عن جاريث بيل وكريم بنزيمة، والمفاجأة هي في وجود اسم لوكا مودريتش ضمن تلك الصفقة المنتظرة!

الطريف أن الريال كان هو الفائز دائماً فيما يتعلق بانتقالات اللاعبين القادمين من توتنهام إلى صفوفه، فقبل بيل كان نجم الوسط الكرواتي مودريتش، الذي تخلى عن القميص الأبيض للديوك مقابل ارتداء قميص الملكي الأبيض أيضاً في عام 2012، مقابل 34 مليون يورو تقريباً وساهم حتى الآن في الفوز بـ12 بطولة متنوعة، أهمها ثلاثية دوري الأبطال، وكذلك السوبر الأوروبي بجانب بطولتي كأس العالم للأندية، وهو ما تكرر إلى حد كبير مع جاريث بيل الذي فاز بعشر بطولات مع الميرنج، وأفلت منها مرة واحدة فقط كل من السوبر الإسباني وكأس العالم للأندية.

وعلى النقيض تماماً كانت انتقالات اللاعبين من صفوف الريال إلى الديوك، سواء بشكل مباشر أو بعد الانتقال إلى فريق آخر بلا تأثير كبير، مثل الهولندي فان دير فارت الذي رحل عن الملكي في عام 2010 بعد موسمين لم يحقق فيهما شيئاً، وهو ما تكرر أيضاً بقميص توتنهام خلال نفس الفترة تقريباً، وكذلك المهاجم التوجولي إيمانويل أديبايور الذي قضى بعض الوقت معاراً إلى الريال في موسم 2010/‏‏ 2011، لكنه لم ينجح في إقناع الملكي بالإبقاء عليه، وانتقل بعدها من مانشستر سيتي ناديه الأصلي إلى توتنهام ليقدم مستوى أفضل بعض الشيء مع الفريق، لكن بلا إنجازات ملموسة، وهو ما تكرر مع لاعبين حملا قميص الميرنجي في بداية المسيرة لكنهما فشلا تماماً، وهو ما تكرر عند انتقالهما لصفوف الديوك في فترة لاحقة، وهما المهاجم الإسباني روبرتو سولدادو والمدافع الإنجليزي جوناثان وودجيتو الذي اعتبره قراء صحيفة «ماركا» الإسبانية في عام 2007 أسوأ صفقة في القرن الحادي والعشرين بالنسبة لريال مدريد!

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى