سفيان بوفال من الأضواء إلى الإنزواء
حال سفيان بوفال يقول بأنه ليس على ما يرام، بعد أن بدأ نجمه يوما بعد الآخر يخفت وبريقه يتراجع، وهو الذي كان يعتبر من المواهب القادمة والتي ستقول كلمتها، حيث وجد صعوبة كبيرة في بداية البطولة الإنجليزية، مع غياب عن المنتخب المغربي، ليتأكد أن هذا الفتى يمر من فترة غير مريحة قد يكون لها تأثير سلبي على مستقبله الكروي، وهو الذي تنبأ له لكل بأنه سيكون أيقونة مغربية قادمة.
موهبة في حدائق فرنسا
برز إسم سفيان بوفال كواحد من النجوم الجيدة بالبطولة الفرنسية، حيث تلقى تكوينه بنادي أونجي، وتألق معه بعد أن صعد للكبار عام 2012 ولعب له إلى سنة 2015، لينتقل لنادي ليل الذي رصد مواهبه، لكن مقامه لم يدم طويلا، حيث لعب موسما ونصف، وكان لاعبا بارزا ونجح في جعل نفسه واحدا من نجوم البطولة الفرنسية، فكان من الطبيعي أن تطارده الأندية الوازنة، رغم أنه تعرض لإصابة بليغة في الركبة، ومع ذلك إنتدبه ساوثامبتون الإنجليزي لإيمانه بقدراته التقنية.
معاناة في إنجلترا
قام بوفال بمجهود كبير من أجل العود للملاعب، بعد خضوعه لعملية جراحية، وعاد للملاعب مع ناديه الإنجليزي الذي حمل ألوانه في الموسم الماضي ولم يكن أساسيا، فكان يظهر ويختفي.
واصطدم بوفال في البطولة الإنجليزية بمشكلين، الأول يتمثل في كثرة الإصابات التي عانى منها والتي كانت تؤثر على حضوره، إذ في الوقت الذي يستعيد إمكانياته، إذا بالإصابات تعاوده ويضطر للإبتعاد.
المشكل الثاني تمثل في قساوة البطولة الإنجليزية والأسلوب الأنغلوساكسوني المثير، والذي يعتمد على السرعة واللياقة البدنية العالية والإندفاع البدني، كل ذلك لم يستجب له بوفال الذي يعتمد على مهاراته التقنية ولا يميل إلى الاندفاع بحكم بنيته، فكان تأثر هذا العامل ظاهرا عليه.
إبتعد بوفال مجددا هذا الموسم، وشارك في مباراة واحدة منذ انطلاق الموسم الحالي، في إشارة إلى مواصلة معاناته بناديه، وعدم تقديمه ما كان ينتظر منه، حتى أنه تلقى انتقادات كثيرة من جمهور الفريق.
خيبة بعرين الأسود
إستبشر المغاربة خيرا باكتشاف نجم جديد وموهبة قادمة من أوروبا بعد المستوى الذي قدمه، وكذا الإشادات التي كان يتلقاها من وسائل الإعلام الدولية، ورغم أنه رفض تمثيل المنتخب المغربي على عهد المدرب الزاكي بادو، إلا أنه عدل عن ذلك وقرر تمثيل بلده الأصلي مع المدرب هرفي رونار، وكانت بدايته ناجحة في مباراة الرأس الأخضر، لكن سرعان ما بدأت بصمته تغيب، لتراجع مستواه وغيابه المستمر عن المباريات مع ناديه، كما أنه أخلف مشاركته في كأس أمم إفريقيا التي نظمت فيالغابون، علما أنه يواصل غيابه عن الأسود، لعدم استدعائه لمباراة الغابون.
هل يسير على خطى السعيدي
كلنا يتذكر أسامة السعيدي اللاعب الذي تألق بمواهبه في البطولة الهولندي، ونتذكر ما قدمه في مباراةالجزائر، والكل انتظر الكثير من هذا اللاعب، لكنه ذهب ضحية اختياره الخاطئ، عندما انتقل للبطولة الإنجليزية بنادي ليفربول، ولم تنجح تجربته وظل بعيدا على المنافسة، ولم يستأنس بأجوائه الكرة الإنجليزية القوية، ومنذئد غاب سحره رغم أنه رحل للإمارات وبعدها عاد لهولندا.
ويخشى لمتتبعون أن يسير بوفال على خطى السعيدي، الذي كانت انجلترا بداية تراجع تألقه المبكر، لذلك مطلب من بوفال النظر في وضعيته بساوثامبتون ومستقبله قبل فوات الأوان.