أخبار منوعة

نبذة عن مدرب أسود الأطلس

لعب كرة القدم في فرنسا، ودرب لفترة في هذا البلد، ثم انتقل إلى الصين، لخوض تجربة رفقة أستاذه كلود لوروا، كما درب في إنجلترا، لكن بداياته الحقيقية لم تكون هناك، بل في إفريقيا.
في إفريقيا، حقق الرجل الأشقر إنجازات ستبقى خالدة في مسيرته، وفي تاريخ البلدان التي دربها، إذ قاد منتخب زامبيا إلى الفوز بكأس إفريقيا 2012، وهو اللقب الذي كان يبدو مستحيلا بالنسبة إلى هذا المنتخب، الذي أعيد بناؤه، بعد حادث الطائرة، قبل أن يقود منتخب كوت ديفوار إلى التتويج بلقب مماثل في 2015، ليختم نجاحاته بقيادة المنتخب الوطني إلى التأهل إلى كأس العالم 2018 بروسيا.

اعتزال المدافع الأشقر

كان هيرفي رونار، المولود في 30 شتنبر 1968 بفرنسا، لاعبا عاديا جدا في فرنسا، إذ لعب طيلة مساره الكروي 215 مباراة، مع ثلاثة فرق لعب لها في الدرجة الثانية وقسم الهواة، هي كان في الفترة من 1983 إلى 1990، وخاض خلالها 87 مباراة، ولم يسجل أي هدف، وسطاد دو فالوريس في الفترة من 1991 إلى 1997، وخاض خلالها 105 مباريات، وسجل هدفين، ودراغينغون في موسم 1997 – 1998، وخاض معه 23 مباراة، أحرز فيها هدفا واحدا.
كان ذلك الموسم هو الأخير للمدافع الفارع الطول في ملاعب كرة القدم، إذ عجلت الإصابة باعتزاله عن سن 32 سنة، فتولى تدريب آخر فريق لعب له، وهو دراغينغون في الموسم الموالي، قبل أن يدرب كامبريدج يونايتد الإنجليزي في الدرجة الثانية في 2004، لكنه سرعان ما عاد إلى فرنسا، ليدرب سونغ نام وتشيربورغ في الفترة من 2005 و2007.

لوروا يتصل بعامل النظافة

في 2007، بدأ اليأس من التدريب وعالم الكرة يتسرب إلى هيرفي رونار، إذ لم يحقق أي نجاحات تذكر في الفرق التي دربها، كما أنه لم يكن محظوظا بتدريب فرق كبرى، فقرر حينها التفرغ لشركته المختصة في النظافة.
لم تمر سوى أشهر معدودة على قراره، حتى تلقى رونار اتصالا من أستاذه كلود لوروا، الذي عرض عليه العمل مساعدا له في الدوري الصيني، ليبدأ معه رحلة طويلة انتهت به في إفريقيا، وتحديدا في زامبيا من 2008 إلى 2010، وأنغولا في 2010.
في الفترة التي عمل فيها رونار رفقة كلود لوروا في زامبيا ترك انطباعا لدى المسؤولين بأن هذا الرجل يستحق فرصة لتدريب منتخبهم، فعينوه مدربا رسميا بعد الانفصال عن لوروا.

خارج جلباب الأستاذ

في مرحلة زامبيا الأولى، لم يقض هيرفي رونار سوى فترة قصيرة، إذ أقاله المسؤولون الزامبيون، ليخوض بعد ذلك تجربة قصيرة مع أنغولا واتحاد العاصمة الجزائري، ثم عاد إلى زامبيا، فكانت انطلاقته الحقيقية.
استطاع هيرفي رونار أن يحقق ما عجز عنه في المرحلة الأولى، وما عجز عنه أستاذه كلود لوروا، إذ فرض أسلوبه الخاص، واستطاع أن يحقق نتائج باهرة مع هذا المنتخب، الذي قاده إلى تحقيق حلم لم يكن يتوقعه أشد الزامبيين تفاؤلا، وهو التتويج بكأس إفريقيا بعد أقل من سنة على تعيينه.
كبر طموح رونار بعد التتويج بكأس إفريقيا، إذ أعلن حينها أن هدفه بلوغ كأس العالم 2014 بالبرازيل.
يقول رونار بهذا الصدد ”سأبقى في زامبيا. ماتزال عندي أحلام أريد تحقيقها، ومنها تأهل هذا المنتخب إلى نهائيات كأس العالم”.
لكن رونار فشل في تحقيق حلمه، رغم إعفاء زامبيا من الدور التمهيدي، فغادر نحو فرنسا، لعله يرد الاعتبار إلى نفسه، ويحقق ما عجز عنه في بداية مساره التدريبي، فتولى تدريب نادي سوشو موسم 2013 -2014، لكنها كانت تجربة فاشلة، ليعود بعدها إلى بيته الإفريقي، حيث سيدرب كوت ديفوار، ويتوج معه بكأس إفريقيا 2015، ليسطع نجمه بشكل لافت في كرة القدم الإفريقية.

رونار يفاجئ الزاكي

بعد مغادرة كوت ديفوار، سيختفي رونار عن الأنظار في الساحة الإفريقية، لكن اسمه بقي يتردد بقوة في وسائل الإعلام الفرنسية، التي ظلت في كل مرة تربطه بتدريب أحد المنتخبات، وضمنها المنتخب الوطني المغربي، الذي كان يشرف عليه بادو الزاكي بنجاح حتى تلك الفترة.
وفي كل مرة كانت فيها الصحف الفرنسية تشير إلى تفاوض رونار مع الجامعة، كان المسؤولون المغاربة يتصدون بقوة لتلك الأخبار، مؤكدين ثقتهم في الزاكي إلى حدود الليلة التي سبقت الإعلان عن تعيين رونار، وكان ذلك بالضبط في 16 أبريل 2016.
في ذلك اليوم، حل رونار بالمغرب، وأعلنت الجامعة تعيينه مدربا رسميا لأسود الأطلس، فيما استدعى فوزي لقجع بادو الزاكي إلى اجتماع طارئ لفسخ عقده، ليتأكد أن ما كانت تكتبه الصحف الفرنسية ليس ”إشاعة”.
شكل تعيين، صاحب القميص الأبيض، مفاجأة كبيرة للأوساط الكروية المغربية، خصوصا أن الزاكي حقق نتائج مقبولة في بداية التصفيات، لكن يوما بعد يوم سيستأنس المغاربة بالوافد الجديد، الذي تشفع له إنجازاته مع زامبيا وكوت ديفوار في إحياء الأمل لدى المغاربة.
وحاول فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، امتصاص الضغط الذي أثارته إقالة الزاكي وتعيين رونار، بالقول إن الناخب الوطني الجديد سيتكلف بتدريب المنتخب الأول ومنتخب المحليين في الوقت نفسه، فضلا عن التنسيق مع الإدارة التقنية الوطنية للإشراف على المنتخب الأولمبي.

ثورة مع الأسود

لم يتأخر هيرفي رونار في وضع بصمته على أداء المنتخب الوطني، فسرعان ما ظهر تطور كبير على أداء اللاعبين، بمن فيهم أولئك الذين كان يتلقون انتقادات الجمهور المغربي، على غرار يونس بلهندة وامبارك بوصوفة وخالد بوطيب، والذين تحسن أداؤهم بشكل لافت، في ظل الأسلوب المعتمد من قبل الناخب الوطني الجديد.
ففي كأس إفريقيا 2017 بالغابون، بدأت ملامح منتخب قوي تظهر، بعد تمكن أسود الأطلس من تجاوز الدور الأول، مقدمين عروضا أسعدت المغاربة طيلة المباريات التي خاضوها في البطولة.
بعد تلك البطولة، دخل هيرفي رونار تحديا آخر، هو قيادة أسود الأطلس نحو كأس العالم 2018 بروسيا، لكن بدأ مسار التصفيات بتعادل مخيب للآمال أمام كوت ديفوار في مراكش، غير أنه سرعان ما كفر عنه في المباريات الموالية، إلى أن انتزع بطاقة التأهل السبت الماضي على حساب كوت ديفوار بجدارة واستحقاق.
ويعتبر رونار رابع مدرب أجنبي يتأهل مع أسود الأطلس إلى نهائيات كأس العالم، بعد اليوغوسلافي فيدينيك سنة 1970 بالمكسيك، والبرازيلي المهدي خوصي فاريا في 1986 بالمكسيك، والفرنسي هنري ميشيل سنة 1998، علما أن الإطار الوطني عبد الله بليندة الربان المغربي الوحيد الذي قاد المنتخب المغربي إلى مونديال أمريكا سنة 1994.
وقاد هيرفي رونار أسود الأطلس في 24 مباراة، خمس منها في تصفيات كأس إفريقيا تأهل خلالها إلى دورة الغابون 2017، وواحدة أمام الكامرون التي تستقبل النهائيات سنة 2019، وأربع في نهائيات الغابون، وست عن الاقصائيات المؤهلة إلى المونديال، فضلا عن تسع وديات. بينما حققت العناصر الوطنية رفقة هيرفي رونار 14 فوزا، وخمسة تعادلات، مقابل خمس هزائم، ثلاث منها رسمية.

حكايته مع أرملة ميتسو

يرتبط هيرفي رونار بعلاقة خاصة مع فيفيان دييي، أرملة صديقه المدرب الراحل برونو ميستو الذي توفي عن عمر 59 سنة بسبب السرطان.
وأثارت هذه العلاقة مجموعة من ردود الأفعال، أبرزها حديث الصحف السنغالية عن زواج بين الطرفين، لكن رونار نفى الأمر، مبديا استياءه من تناول بعض الصحف المغربية لحياته الخاصة.
وترافق فيفيان دييي رونار، الأب لأربعة أبناء، في إقامته في المغرب وفي تنقلاته، كما تحضر بعض المباريات إلى جانبه.
عبد الإله المتقي

تصريحات سابقة
“أشعر برغبة المغاربة في التأهل للمونديال وأتحمل مسؤولية النتائج”
“أتمنى مواجهة فرنسا في مونديال روسيا”
“لا يمكنني الصبر على سماع اسم زياش في كل مباراة .. سيعود إليكم وأنا سأرحل”
“لا أقوم بحوارات عبر الهاتف .. ابعثوا لي الأسئلة وسأجيبكم فورا، لأضمن أن ما سينشر هو ما قلته فعلا”
“إسعاد شعب بالكامل شيء رائع تنتج عنه لحظات تاريخية لا تنسى .. أنا سعيد بعيش ذلك”

في سطور
الاسم الكامل: هيرفي رونار
تاريخ ومكان الميلاد: 30 شتنبر 1968 بإيكس ليبينس الفرنسية
طوله: 184 سنتمترا
الفرق التي لعب لها
كان وفالوريس ودراغينيون بفرنسا
درب دراغينيون وشيربورغ وسوشو وليل بفرنسا
درب كامبريدج الإنجليزي
درب اتحاد العاصمة الجزائري
درب منتخبات كوت ديفوار وزامبيا وأنغولا
استهل تدريبه للمنتخب الوطني في 2016

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى