«المو» لم يعد «سبيشل ون» أمام «الكبار» مدربو «البريميرليج».. «الصمت» يهزم «الثرثرة»!
بالنظر إلى قائمة ترتيب الدوري الإنجليزي مع وصوله إلى مرحلة التوقف حالياً، ومن قبلها إلى الترتيب في نهاية الموسم الماضي، فإن الحقيقة لا يمكن إخفاؤها في صراع المدربين، حينما تُرجمت الحقيقة على أرض الواقع بالنتائج والأفعال عوضاً عن بيع الكلام الزائد لتصدر أغلفة الصحف وكسب قلوب المشجعين وتعاطفهم.
وتأكيداً لهذا الأمر يمكن النظر إلى الإسباني بيب جوارديولا، الذي حول مانشستر سيتي إلى «وحش» بمعنى الكاملة يبطش بكل من يقف في طريقه، سواء محلياً أو أوروبياً، ودشن الفريق تفوقه بتسجيل هدفه رقم 52 في جميع المسابقات حينما هزم أرسنال ليلة أمس الأول بنتيجة 3-1، ليصل إلى هذا الكم الكبير من الأهداف الذي يعتبر رقماً قياسياً لأي فريق إنجليزي بعد 17 مباراة في مختلف البطولات منذ 25 عاماً، علماً إننا ما زلنا في بداية شهر نوفمبر. كما وسع سيتي الفارق في صدارة الترتيب إلى 8 نقاط عن أقرب مطارديه، وهو أكبر فارق بين متصدر الترتيب وصاحب المركز الثاني بعد أول 11 جولة في عهد «البريميرليغ»، ليبدو أن مسألة حصد اللقب باتت الأمر الأكثر واقعية قبل انتظار شهر مايو المقبل.
ويحسب لجوارديولا نجاحه في إعادة ترتيب الخط الخلفي، ثم كسب الرهان على نفس الأسماء الموجودة في المقدمة، حيث أعاد الأرجنتيني سيرجيو أجويرو إلى قمة مستواه، وهو الذي رفع عدد أهدافه في مسابقة الدوري إلى 130 هدفاً، وهو أكبر رقم لأي لاعب في المسابقة منذ موسم 2011-2012، علماً بأنه اشترك في 12 هدفاً في مبارياته التسع الأخيرة في مختلف البطولات مسجلاً 9 أهداف وصنع 3، كما حول البلجيكي كيفن دي بروين إلى أحد أفضل صانعي اللعب في أوروبا حالياً، وهو الذي اشترك في 4 أهداف في آخر 5 مباريات في الدوري أمام أرسنال بالذات حينما سجل فيهم هدفين وصنع هدفين. وعلى صعيد العاملين في صمت، نجد أن الأرجنتيني ماوريسو بوتشيتينو، مدرب توتنهام، بات مثالاً حالياً على المدرب العصري القادر على استخراج الأفضل من فريقه، حيث جعله على نفس قدر المساواة مع كبار المسابقة الإنجليزية، ونجح بكسب الاحترام الأوروبي مقارنة بإخفاق الموسم الماضي، ليحصد نفس عدد النقاط التي حصدها مانشستر يونايتد بعد مرور 11 جولة، رغم أن توتنهام جاء إنفاقه محدوداً للغاية الصيف الماضي وأبقى نفس لاعبي العام الماضي، مقارنة بإنفاق «الشياطين الحمر» الضخم للغاية ويكفي النظر إلى تكلفة صفقة البلجيكي لوكاكو.
ونجح الإيطالي أنطونيو كونتي مدرب تشيلسي رغم كبوات البداية، من مواصلة تألقه أمام البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب مانشستر يونايتد، في ظل العلاقة المتوترة للغاية بينهما، حيث عرف كونتي الفوز للمرة الثالثة في أربع مواجهات بينهما في مختلف البطولات، وسجل فريق «العراب» 7 أهداف مقابل هدفين لفريق مورينيو في هذه المواجهات الأربع. وفيما يعتبر مورينيو ساحراً في تصريحاته قبل المباراة، والأعذار التي يقدمها أحياناً أخرى عقب المباراة عبر التذمر من الحكم تارة، أو جامعي الكرات تارة أخرى، فإنه على أرض الواقع واصل حصد خيبة أمل أمام الفرق الست الكبيرة في المسابقة ولم يعد «السبيشل ون» أمام الكبار، حيث لم تسجل الأندية التي دربها مورينيو أي هدف في 9 من آخر 10 مباريات خاضها خارج ملعبه أمام هذه الفرق، وسقط مجدداً للعام الثاني على التوالي أمام كونتي في «ستانفورد بريدج» حيث اعتاد سابقاً تحقيق الانتصارات على منافسيه. وعلى نفس المنوال نجد الألماني يورجن كلوب، الذي يقدم دائماً تصريحات تتصدر الأغلفة، ويجد الحلول الذكية والمضحكة لأسئلة الصحفيين، لكن مدرب ليفربول لم ينجح في إيجاد الحل لمشكلة الأهداف المتتالية التي تهتز بها شباك «الريدز» مراراً وتكراراً حتى عند الانتصار، لنجد الفريق بالمركز السادس رفقة أرسنال مع الفرنسي آرسين فينجر الذي يبدو تائهاً في صراع المدربين فلم يعد قادراً على استخراج أفضل ما لدى لاعبيه وسط حالة من التفكك، كما لا يمتلك الكاريزما للتصريحات والرد على الانتقادات.