انطلاق احتفالات مائوية تأسيس نادي الأولمبيك المغربي : لحظات تلاقي مؤثرة واستحضار للماضي التليد
ترسيخا لثقافة الاعتراف وربط الحاضر المجيد بالماضي التليد ،أقام فرع ألعاب القوي لنادي الأولمبيك المغربي ،مساء أمس الاثنين، بإحدى القاعات الكبرى بمدينة تمارة، حفلا بهيا تجلت قوته في بساطته ورمزيته ودلالاته العميقة.
فوسط حضور لكافة مُكونات الطيف ” الأحمر و الأبيض ” من مُسيّرين وأطر إدارية وتقنية وطبية ورياضيين من أجيال عدّة، أقيم الحفل الافتتاحي لتخليد مائوية تأسيس نادي الأولمبيك المغربي، الذي أبى المنظمون إلا أن يطلقوا عليه حفل ” الاعتراف والتقدير” لإسهامات وإنجازات عشرات من أبطال ومؤطري ومسيري هذا النادي الذي نشأ في كنف الوطنية وشكل رافد من روافد المقاومة ضد المستعمر.
وانطلق الحفل بعزف وترديد النشيد الوطني بشكل جماعي ثم استحضار الصفحات الناصعة في تاريخ النادي التي صنعتها أجيال متعاقبة حيث تمت الإحاطة بسيرورة النادي التاريخية ورصد المراحل المفصلية والحاسمة فيها والقيم التي تأسس عليها ودوره في الحركة الوطنية ومسيرته الرياضية الناجحة وعلامات السبق والريادة التي انفرد بها.
وجمع هذا الحفل البهيج ثلة من مفاخر ألعاب القوى المغربية،المرصعة صدورهم وصدورهن بالمعادن الثلاثة،حاجزة لها باستحقاق مكانا في محراب الشعار الخالد لأم الألعاب:”الأقوى والأسرع والأعلى”.
أثث الحفل “القاطرة البشرية ” باكير بنعيسى، الذي انخرط في النادي عام 1947 ، وكان أول من أهدى المغرب المعدن النفيس في دورتي الألعاب العربية والمتوسطية في بيروت عامي 1957 و1959 والعداء الأسطورة سعيد عويطة والعداءة المغربية والعربية الأكثر تتويجا ،نزهة بدوان، ونجم المسافات نصف الطويلة في العشرية الأخيرة عبد العاطي إيكدير، وفاطمة الفقير أول رياضية مغربية شاركت ،إلى جانب مليكة حدقي ،في دورة الألعاب الأولمبية بميونيخ سنة 1972، والقائمة طويلة.
وتميز الحفل بحضور لفيف من نجوم ألعاب القوى من ضمنهم الأبطال الأولمبيون إبراهيم بوطيب وخالد السكاح وهشام الكروج والمتوجون بميداليات أولمبية أوفي بطولات العالم كرشيد لبصير وعلي الزين وعادل الكوش.
وكان على رأس المكرمين أسطورة ألعاب القوى الوطنية ،البطل الأولمبي والعالمي (5000م) وصاحب الأرقام القياسية المتعددة، سعيد عويطة، وبطلة العالم مرتين (400 م حواجز) والمتوجة ببرونزية أولمبياد سيدني ، نزهة بدوان، وبطل العالم داخل القاعة وحامل برونزية أولمبياد لندن (1500م) عبد العاطي إيكدير، وإبراهيم بولامي حامل الرقم القياسي العالمي سابقا في مسافة 3000م موانع وأمين لعلو الحائز على ذهبية 1500 في كأس القارات بسبليت عام 2010.
كما تم تكريم رياضيين تألقوا في البطولات العربية والإفريقية والألعاب المتوسطية والفرنكوفونية على غرار عبد العزيز صهير ( 3000م موانع) ومومن عبد الناصر ( العشاري) ومحمد البوهيري ( القفز بالزانة) وزهرة لشكر (400م حواجز) ونعيمة بنبوبكر ( القفز العلوي) وحياة لمباركي (400م حواجز) ونسرين دينار ( القفز بالزانة) ولحلو بنيونس ( 400 و800م).
وكرم المنظمون مجموعة من العدائين السابقين والمدربين والمسيرين منهم عبد القادر قادة ، الذي ارتبط اسمه بعدد من نجوم ألعاب القوى الوطنية ، في طليعتهم هشام الكروج وصالح حيسو وعلي الزين وأحمد خويا علي ومحمد السنداوي ومصطفى عوشار وعبد الله العطاوي وعبد الجليل الرحالي وعبد الجليل بن الشيخ وكريم آيت الحاج وعبد الله بوكراع وحسن بوتكيوت ومحمد النكيري ومحمد السويح وإدريس الابراهيمي وعزيز داودة “عراب ” ألعاب القوى المغربية والعثماني جبيلو ولحسن لخليفي والهاشمي المجاطي.
وحضر الحفل الافتتاحي لمائوية نادي الأولمبيك المغربي،الذي اعتبره سعيد عويطة إلى جانب سطاد المغربي ، بمثابة ” البارصا” و” الريال” في مجال ألعاب القوى ، حشد كبير من الممارسين بالنادي والمسيرين والأطقم الإدارية والطبية، من القدامى والحاليين ، فضلا عن مجموعة من ضيوف الشرف ومحبي وأنصار النادي.
وفي ختام الحفل تمت تلاوة نص برقية الولاء والإخلاص التي رفعها المكتب المسير لفرع ألعاب القوى لنادي الأولمبيك المغربي،باسم كافة المشاركين ، لجلالة الملك محمد السادس راعي الرياضة والرياضيين.
وتحرص اللجنة المنظمة على أن تكون الاحتفالات بمرور قرن، حافل بالنجاحات والإنجازات، في مستوى قيمة وعراقة وشعبية النادي ، علما بأن هذه الاحتفالات ستشمل أنشطة متنوعة تمتد على مدار سنة 2018 .