إسبانيا تتحدَّى ميسي.. و«الثأر» شعار البرازيل أمام ألمانيا
وسيكون استاد «واندا متروبوليتانو»، الخاص بأتلتيكو مدريد في العاصمة الإسبانية، مسرحاً للقاء الأول، فيما يحتضن الملعب الأولمبي في برلين المواجهة الثانية، وتلعب فرنسا مع روسيا، وإنجلترا مع إيطاليا.
وأسفرت المباريات الأولى في هذه النافذة الدولية المخصصة من قبل الاتحاد الدولي (فيفا) لاستعداد المنتخبات، الجمعة الماضية، عن تعادل ألمانيا وإسبانيا 1-1، وفوز البرازيل على روسيا 3-صفر، والأرجنتين، وصيفة البطلة، على إيطاليا 2-صفر، وإنجلترا على هولندا 1-صفر، وخسارة فرنسا أمام كولومبيا 2-3.
في المباراة الأولى، لاتزال الحيرة تسيطر على المدربين: الأرجنتيني خورخي سامباولي والإسباني خولين لوبيتيغي، بخصوص خط الهجوم الواجب اعتماده في المونديال الروسي، في ظل تخمة الأول واكتفاء الثاني.
وتتحول النعمة لدى سامباولي إلى نقمة، بسبب كثرة اللاعبين في هذا الخط، إذ يتعين عليه انتقاء اثنين على الأقل من بين هؤلاء، للعب إلى جانب ليونيل ميسي نجم برشلونة الإسباني، الذي غاب عن المباراة ضد إيطاليا، وقد يشارك في المواجهة ضد إسبانيا، بسبب الإصابة بعد أن تدرب في مدريد.
واختار سامباولي في التشكيلة الحالية ستة لاعبين، بينهم سيرخيو أغويرو (مانشستر سيتي الإنجليزي)، وغونزالو هيغواين (يوفنتوس الإيطالي)، وأنخل دي ماريا (باريس سان جرمان)، واستبعد هداف يوفنتوس باولو ديبالا (17 هدفاً)، وهداف إنتر ميلان وثاني ترتيب الهدافين في إيطاليا ماورو إيكاردي (22 هدفاً).
واعتبر سامباولي أن نظيره لوبيتيغي لا يعاني المشكلة نفسها، «لأن منتخب إسبانيا جاهز، ومعروف من سيلعب في نهائيات كأس العالم، أما نحن فبالتأكيد علينا أن نقوم بالاختيار».
وواقع الأمر أن هاجس لوبيتيغي، الذي اختار خمسة لاعبين لخط الهجوم، يتركز على المهاجم الصريح، وكان قلقه يتأتى بشكل أساسي من وضع «الدبابة» دييغو كوستا، بعد أن وضعه الإيطالي أنطونيو كونتي خارج حساباته، ولم يلعب كثيراً مع تشلسي الإنجليزي قبل عودته إلى فريقه السابق أتلتيكو مدريد.
وكان كوستا مرشحاً فوق العادة لشغل هذا المركز، بعد أن افتتح التصفيات بالمشاركة في خمس مباريات متتالية، لكن وضعه في تشلسي قبل خمسة أشهر من انطلاق منافسات المونديال، عقّد الأمور بالنسبة له.
وقال كوستا: «كان المدرب صريحاً معي على الدوام، لقد قال لي إذا لم تلعب فلن تذهب، وقال لي أيضاً إذا لعبت وسارت الأمور بشكل جيد فالباب مفتوح أمامك».
واستفاد كوستا، الذي عاود نشاطه بشكل جيد مع أتلتيكو، من استبعاد لوبيتيغي لألفارو موراتا، نتيجة غيابه عن التشكيلة الأساسية لتشلسي في معظم المباريات.
لكن مهاجم فالنسيا رودريغو مورينيو، وأحد اللاعبين الخمسة الذين وقع عليهم اختيار لوبيتيغي، قال «إن شيئاً لم يحسم حتى الآن، التشكيلة المقبلة (للمنتخب) ستكون الأهم بالنسبة لكل منا حيث سيتوقف الأمر على ما قد يحصل من الآن، وحتى نهاية الموسم».
3 أساسيين يغيبون عن «الماكينات»
تستقبل ألمانيا، في برلين، البرازيل، في أول مواجهة بينهما، بعد فوزها التاريخي عليها 7-1، في نصف نهائي مونديال 2014، الذي استضافته الأخيرة، في غياب اثنين من صانعي ذلك الانتصار: طوني كروس ومسعود أوزيل، اللذين فضل المدرب إراحتهما، إضافة إلى إيمري جان، المستبعد بسبب إصابة في ظهره.
وصرح المدرب، يواكيم لوف، بأن التشكيلة ستشهد خمسة تغييرات بالنسبة لتلك التي واجهت إسبانيا، وسيحل محل يوليان دراكسلر (باريس سان جرمان الفرنسي) لاعب مانشستر سيتي لوروا سانيه، الذي اعتبر قبل يومين من اللقاء أنه يتفهم مشاعر البرازيليين، حيال الهزيمة التاريخية وما عرف لاحقاً بـ«كارثة بيلو هوريزنتي».
وقال سانيه: «كرة القدم أمر روحاني بالنسبة للبرازيليين، وبالتالي يمكنني أن أتفهم التأثير المتواصل لنتيجة 7-1»، مضيفاً أنهم «يعيشون من أجل كرة القدم، لكنهم سيختبرون مجدداً زهوة الحياة في مونديال 2018».
من جانبه، اعتبر لوف أن خسارة الثامن من يوليو 2014 ستبقى في الواجهة «للأعوام الـ10، الـ20 أو الـ30 المقبلة»، كلما التقى المنتخبان.
وكانت تلك الخسارة الأولى للبرازيل على أرضها في المسابقات الرسمية منذ 39 عاماً، وتحديداً منذ عام 1975، حينما سقطت في بيلو هوريزونتي أمام بيرو 1-3، في ذهاب الدور نصف النهائي من كوبا أميركا.
ولن تكون مباراة اليوم ودية بالنسبة للبرازيليين المتعطشين للثأر، لكنهم سيفتقدون نجمهم نيمار، الذي يتعافى من عملية جراحية لمعالجة كسر في القدم. والمفارقة أن نيمار نفسه غاب عن المباراة ضد ألمانيا في نصف نهائي مونديال 2014، بسبب إصابته في ربع النهائي ضد كولومبيا.
ورأى سانيه أن «البرازيل لا تعتمد على نيمار، بالقدر الذي كانت عليه عام 2014»، مضيفاً «أنهم في موقع أفضل، ويملكون عدداً من النجوم الجدد».
إنجلترا تختبر قدراتها أمام «الطليان»
تختبر إنجلترا، بقيادة المدرب غاريث ساوثغيت، قدراتها أمام إيطاليا، بعد فوزها بصعوبة على هولندا، في أول مباراة بإشراف الدولي السابق رونالد كومان، وستحاول الاستفادة من الحالة المعنوية للإيطاليين، الذين سقطوا في المباراة الأولى بإشراف المدرب المؤقت روبرتو دي بياجيو، بثنائية أمام الأرجنتين، رغم غياب ميسي.
ولاتزال إيطاليا تعيش أزمة عدم التأهل للمونديال للمرة الأولى منذ 60 عاماً، وتحديداً منذ 1958، بخسارتها في الملحق الأوروبي أمام السويد، التي أدت إلى إقالة المدرب جانبييرو فنتورا.
وأدخل الفشل المفاجئ كرة القدم الإيطالية في أزمة حادة، شملت عدم التمكن من انتخاب خلف لكارلو تافيكيو، الذي استقال من رئاسة الاتحاد المحلي. وأدى ذلك إلى وضعه تحت وصاية اللجنة الأولمبية المحلية، وتعيين لجنة ثلاثية لإدارة شؤونه.
وسيكون الاستحقاق الأهم القادم لإيطاليا، في النسخة الأولى من دوري الأمم الأوروبية، التي تنطلق في سبتمبر المقبل.
من جانبها، ستحاول فرنسا تعويض سقوطها في سان دوني أمام كولومبيا، على حساب روسيا المضيفة، وتحقيق فوز يعيد الثقة للمدرب ديدييه ديشان، قبل اللاعبين، الذين يتجاوز سعرهم في سوق الانتقالات مليار يورو.