هل محمد صلاح ظاهرة الموسم الواحد؟
ظهر النجم المصري محمد صلاح في لقاء فريقه ليفربول أمام مانشستر سيتي في قمة المرحلة الثامنة من الدوري الإنجليزي، بشكل يراه محبوه أفضل حالاً من ذي قبل، ولكنه ما زال يبتعد كثيرا عن المستوى الذي اختتم به الفرعون الصغير مباريات الموسم المنصرم.
وأشادت صحيفة “ليفربول إيكو” الإنجليزية بالأداء الذي ظهر عليه النجم المصري في اللقاء الذي احتضنه ملعب “آنفيلد”، ضمن منافسات الجولة الثامنة من عمر مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز “البريميرليغ”، والتي انتهت بالتعادل السلبي.
وقالت الصحيفة إن صلاح ظهر بمستوى أفضل عما ظهر عليه في مباراة نابولي الإيطالي التي أقيمت الأربعاء الماضي بملعب “سان باولو”، ضمن منافسات الجولة الثانية لدور المجموعات بمسابقة دوري أبطال أوروبا، والتي انتهت بفوز نابولي بهدف دون مقابل.
وأضافت الصحيفة، أن محمد صلاح تفوق على ساديو ماني وفيرمينو في تشكيل الخطورة على مرمى مانشستر سيتي، وكان قريباً من التسجيل في مناسبتين بالدقائق الـ 15 الأخيرة من عمر المباراة.
وحصل محمد صلاح على 7 – 10 في التقييم الذي أعدته الصحيفة عن مستويات لاعبي ليفربول في مباراة مانشستر سيتي، بينما حصل ساديو ماني وفيرمينو على 5 – 10.
فيما أبدى جيمي كاراغر أحد أساطير نادي ليفربول الإنجليزي، اندهاشه الشديد من التركيز على تراجع أداء النجم المصري محمد صلاح وتوجيه الانتقادات له بسبب غيابه عن التهديف، في الوقت الذي يعاني فيه الثنائي الهجومي الآخر، ساديو ماني وفيرمينو من تراجع الأداء منذ بداية الموسم الحالي، بحسب اليوم السابع.
وقال جيمي كاراغر في تصريحات لوسائل الإعلام الإنجليزية، “هناك تركيز من الجميع على تراجع أداء محمد صلاح، لكن الثنائي ساديو ماني وفيرمينو لم يظهرا بنفس المستوى الذي ظهرا عليهما في الموسم الماضي”.
وأضاف أسطورة ليفربول، “علينا ألا ننسى بأن الثلاثي محمد صلاح وساديو ماني وفيرمينو لم يحظ بالراحة السلبية الكافية نتيجة مشاركتهم مع منتخبات بلادهم في بطولة كأس العالم التي أقيمت في روسيا”.
وتابع، “مباراة مانشستر سيتي أظهرت أن ليفربول يفتقد لصانع ألعاب يجيد منح المهاجمين التمريرات الحاسمة، صحيح أن لاعبي وسط ليفربول يبذلون مجهوداً كبيراً خلال المباريات لكن لا يجيدون صناعة الأهداف، انظروا ما يفعله دايفيد سيلفا مع مانشستر سيتي”.
“سيارة رائعة من دون عجلة” هكذا وُصف أداء محمد صلاح في لقاء ليفربول مع سيتي. كثيرون يرون أن “مو” في طريقه إلى العودة للمستوى الذي أظهره الموسم الماضي، أولهم مدربه الألماني يورغن كلوب، الذي يقول إن “لا شيء يثير القلق”.
كان أفضل من تحرك في خط هجوم ليفربول في لقاء مانشستر سيتي، لكنه مازال بعيدا كل البعد عن مستوى الموسم الماضي، حتى أن المحلل الرياضي في صحيفة “ذا غارديان” الإنجليزية وصف محمد صلاح بالـ”سيارة الرائعة لكن من دون عجلة”.
صلاح الذي نافس على الكرة الذهبية الموسم الماضي واعتبره (البعض) أفضل لاعب في العالم لم يسجل خلال 16 لقاء سوى 4 أهداف فقط، ثلاثة منها فقط في البريميرليغ. ومن يلاحظه على أرض الملعب يجده كالضائع بين الكرات. فتمريراته غير دقيقة، وتسديداته فوق أو جانب المرمى، وتمركزه على ساحة الخصم غير موفقة، لكنه ما زال محتفظا بسرعته في مطاردة الكرة.
ورغم أدائه “الغريب”، كما تصفه صحيفة “ذا غارديان”، فإنه كان أخطر لاعبي خط هجوم ليفربول على مرمى مانشستر سيتي، وأكثرهم تحركاً في جناح اليمين. “صلب”، سريع ولكن متزعزع، هو محمد صلاح في بداية الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، وفقا لدويتشه فيله.
مدرب ليفربول يورغن كلوب لا يأبه بكل الانتقادات التي توجه إلى صلاح وصيامه عن التهديف وغيابه عن مستواه. كلوب دعم صلاح الموسم الماضي ومنحه الفرصة لأن يصبح نجم الدوري الإنجليزي بلا منازع، وهي فرصة لم يمنحها إياه جوزيه مورينيو حين كان مدربا في تشيلسي.
المدرب الألماني قال في مؤتمر صحفي عقب مباراة ليفربول مع مانشستر سيتي، التي انتهت بالتعادل السلبي من دون أهداف: “في الموسم الماضي كان وضع “مو” مشابها لوضعه اليوم، ولم يتكلم أحد عن أدائه، ومع مرور الوقت بدأ بتسجيل الأهداف، إنه أمر طبيعي جدا بالنسبة لي، لا يوجد شيء يثير القلق”.
ومن شاهد المباراة وردود فعل كلوب على كل كرة يسددها صلاح، حتى وإن كانت فوق المرمى، يعلم أن المدرب الألماني واثق من أن لاعبه على الطريق الصحيح إلى العودة، وكأنه يدفع به خطوة خطوة نحو مستواه السابق من جديد.
من جانب آخر يتساءل مراقبون رياضيون فعلا عن سبب أداء محمد صلاح المتواضع مع بداية الموسم، بعضهم يرى في صلاح “أعجوبة لموسم واحد”. فيما يرجع آخرون تواضعه لأداء قوي متعب وضغوط نفسية تعرض لها في الموسم الماضي، خصوصاً بعد خلافات مع الاتحاد المصري لكرة القدم وخيبة الأمل في نتائج المنتخب المصري خلال كأس العالم الماضية في روسيا.
غير أن صلاح سجل الموسم الماضي 44 هدفاً في كل البطولات، 32 منها في البريميرليغ، وبدايته مع ليفربول تذكر ببداية الإسباني فيرناندو توريس مع النادي في أول موسم له في عام 2007/ 2008 حين سجل 24 هدفاً.
الموسم الكروي في بدايته، وربما سيفاجئنا صلاح بأهداف أفضل من الموسم السابق. وعليه أن يتغلب على نفسه أولاً قبل أن يتغلب على الآخرين، فالنجم المصري البالغ من العمر 26 عاماً أمامه خمسة مواسم كروية يمكن أن يقدم فيها الكثير، مثلما فعل في موسمه الماضي الذي كان رائعاً في كل المقاييس. وبكل تأكيد، فإن الاحتفاظ بالقمة أصعب غالباً من الوصول إليها.