أية مقارنة بين أبرون والغازي…إما قَوَّمْ أو طَلَّقْ …!
أوضح عبد المالك أبرون الرئيس السابق لفريق المغرب التطواني أثناء حلوله ضيفا على قناة horison TV ضمن برنامج «طاكتيك» أنه ترك في خزينة الفريق حوالي 12 مليون درهم (مليار و200 مليون سنتيم) وهي موزعة كالتالي 400 مليون سنتيم منحة الجهة 300 منحة جماعة تطوان 500 هي المبالغ التي حصل عليها الفريق بعد بيعه لثلاثة لاعبين وهم محمد اليوسفي أنس جبرون حمزة الموساوي متسائلا باستغراب لماذا لم يتم استخلاص هاته المبالغ لتأدية ديون الفريق والبالغة حوالي 8 مليون درهم، مضيفا أن الرئيس الحالي للفريق كان يعلم بكل هذه التفاصيل وأبدى رغبة كبيرة لتحمله مسؤولية رئاسة الفريق …وحاليا تفاجأ الجميع بعدم قدرته على تدبير الفريق ماليا وإداريا وتنظيميا ويحاول تعليق شماعة أخطائه وهفواته المتكررة على المكتب السابق.
الرد الذي أبداه الرئيس الحالي رضوان الغازي من خلال نفس القناة لم يكن مقنعا بتاتا وأظهر مرة أخرى فشله الواضح من خلال المتناقضات التي طبعت أجوبته حيث ظهر مرتبكا لعدم توفره على معلومات ومعطيات تخص الفريق واللاعبين وعدم إلمامه بما كان يجري ويدور داخل الفريق قبل أن يلج ملعب سانية الرمل من بوابة مستشهر، كما غاب عن ذهنه أنه يسير فريقا محترفا وليس هاويا، بحيث كان عليه أن يستحضر ثقافة الإحتراف وثقافة مسير احترافي يعرف كيف يوظف معطياته والمعلومات التي يتوفر عليها توظيفا عقلانيا ومقنعا إلى حد بعيد.
أبرون وكما لا يخفى على الجميع تحمل كل المسؤوليات كاملة غير منقوصة…و تعامل مع الفريق باحترافية، قبل أن تعمل الجهة الوصية على الكرة تنزيل مضامين الاحتراف سنة 2012 وهي السنة التي صادفت فوز الفريق بأول بطولة احترافية، حيث سارع إلى تقنين عملية العقود التي تبرم مع اللاعبين وكذا عملية التسويق والإشهار والمالية و البيع والشراء والتكوين، وتابع الرأي العام كيف استثمر أبرون بذهاء أموال مهمة في اللاعبين من خلال صفقات لم يكن ينجزها أي فريق بالمغرب، نذكر على سبيل المثال اللاعب جحوح الذي تم بيعه الرجاء بصفقة تجاوزت 700 مليون سنتيم أمين قبلي والمناصفي حوالي 400 مليون سنتيم للجيش مرتضى فال ب 350 مليون سنتيم للوداد وكذا لكحل ولعمراني لنفس الفريق ، إضافة ليونس الحواصي ومحسن ياجور لقطر، وكانت هاته الصفقات هي التي تنعش خزينة الفريق من خلال تأدية كافة مستحقات اللاعبين والإداريين والمستخدمين خصوصا بعد التأخير الذي غالبا ما كان يحصل في ما يخص منح المؤسسات المنتخبة التي كان يتوصل بها الفريق خلال الشطر الثاني من البطولة علما أن التربصات الفريق وصفقات اللاعبين تتم في بداية الموسم، حيث يكون لازما على إدارة الفريق توفير سيولة مالية مهمة لتوفير ما يتطلبه الأمر من معكسرات وانتدابات ومصارف طارئة.
أن تكون مسيرا ناجحا عليك أن تتعامل بصبر وذهاء عند أي طارئ وبتفكير يغلب عليه التفكير المعقلن لا بالكيد وإلقاء اللوم على الآخرين حيث تبين أن الرئيس الحالي وأمام فشله في إبداع وإنتاج أفكار قد تساعده في إخراج الفريق من مخالب الأزمة … من هذه الوضعية لجأ إلى إبداع طرق لإلصاق فشله بالمكتب السابق أو بأصح العبارة لأبرون. يقال أن الرجوع إلى التاريخ يعرف الإنسان مراحل تطوره فأبرون جاء للمغرب التطواني والفريق لايتوفر على ملعب وبديون متراكمة وبلاعبين جلهم معارين وبإدارة منعدمة وكذا غياب كلي للتكوين حيث لم يهاجم أي أحد…بل التزم الصمت وجند طاقما متمكنا لمساعدته وصاغ مشروعا رياضيا متكاملا وشرع في تنفيذ ما وعد به مباشرة بعد انتخابه رئيسا للفريق حيث بدأت تظهر أولى نجاحاته في التسيير بعد انتداب لاعبين من الطراز الرفيع الشادلي… بنشريفة …مديحي … العفوي
..أوشلا … المباركي …واللائحة طويلة. قبل أن ينقل الفريق إلى توقيع إتفاقية مع أتلتيكو مدريد التي أعطت إشعاعا كبيرا للفريق زاد من إشعاعه ومكانته في البطولة الوطنية التي فاز بها سنة 2012 بعناصر جلها من أبناء الفريق ، وأعاد الكرة سنة 2014 وهي فلسفة أعطت أكلها خاصة بعد الإضراب الشهير الذي أعلنه 16 لاعبا، هذا العصيان تعامل معه أبرون باحترافية كبيرة ، أولا فتح المجال لشبان الفريق ثانيا عاقب هؤلاء بغرامة مالية كبيرة كزتها الجامعة وبالتالي ضخ في ميزانية الفريق أموالا مهمة لم يكن أحد يتوقعها.
وأخيرا نقول للرئيس الحالي أن أبرون لم تصنعه الكرة بل هو من صنع ورفع كرة القدم التطوانية إلى المجد والتألق (بطولتين احترافيتين ، مشاركة في كأس العالم للأندية، وصوله لدور المجموعات ضمن عصبة أبطال إفريقيا مركز التكوين بأربع ملاعب) وإذا كنت تنتظر من الكرة أن تصنعك فستجد نفسك في مستنقع يستحيل الخروج منه.
لكونها يطلق عليها «الجلدة الملعونة التي لا تصنع أحدا بل محتاجة لمسيرين قادرين على صنعها وتحقيق الأهداف من ورائها…فما عليك إما ان تكون اولا تكون …وكما يقول المثل الشعبي: إما قَوَّمْ أو طَلَّقْ…والفاهم يفهم …