الأسود الأطلسية تزأر في وجه الكاميرون…
متابعة:احمد بلحاج
عدسة : الركيك مصطفى
وأخيرا دخل المنتخب المغربي التاريخ بتحقيق أول فوز رسمي على المنتخب الكاميروني، لينهي رسمياً العقدة السوداء التي استمرت في 11 مواجهة بلا انتصار، بعد فوز أسود الأطلس بنتيجة 2-0 على أرضية ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، ضمن الجولة ما قبل الأخيرة لتصفيات كأس أفريقيا 2019.
ويدين المغاربة بالفوز للنجم المتألق في صفوف المنتخب، ونادي أياكس أمستردام الهولندي حكيم زياش، الذي سجل الهدفين عبر ركلة جزاء وتسديدة من خارج المنطقة، ليهدي لمنتخب بلاده الانتصار الذي عزز بشكل كبير حظوظ التأهل للنهائيات الأفريقية العام المقبل.
الأسود دخلوا بخطتهم المعتادة 4-2-3-1، مع تسجيل أول ظهور للظهير الأيمن نوصير مزراوي عوض درار. وفي سيناريو غير متوقع، بادر المنتخب الكاميروني للضغط والهجوم المبكر وأتيحت له فرصتان خطيرتان عبر باسوغو وماكسيم، وظهرت نيات الخصم بوضوح لقلب الطاولة منذ البداية وزرع الشك في نفسية اللاعبين المغاربة، الذين استفاقوا تدريجياً من خلال ممارسة ضغط متقدم على حامل الكرة وتحين فرصة المباغتة.
وجاءت أولى محاولات الأسود من تسديدات بعيدة من أقدام حكيمي وبلهندة، ثم ضربة خطأ جانبية لفجر زعزعت استقرار دفاع الكاميرونيين في الدقيقة 24، ليرد عليها القائد المشاغب إيكامبي بمحاولة أخطر، وجدت يقظة وبراعة الحارس بونو، وبدا أن رفاق المعزول بوطيب يعانون كثيرا لبناء هجمات واختراقات وإيصال الكرات للمربع الصغير، ما دفع المايسترو حكيم زياش لتولي مهمة التهديد المباشر عبر الحلول
وكانت لزياش ثلاث محاولات سانحة للتسجيل في آخر ربع ساعة بالتسديد والركلات الثابتة، لكنه لم يفك بها شفرة زميله بأياكس الحارس أونانا، ليفتقر للحظ ويخونه التركيز في أخطر وأسهل الفرص في الدقيقة 45، حارما الأسود من التقدم والأسبقية في شوط أول صعب وعسير ضد منتخب كاميروني منظم وقوي ومتوازن على جميع خطوطه.
وانطلق النصف الثاني على وقع هجمة خطيرة لعميد الكاميرون إيكامبي، الذي تلاعب بداكوستا وأفزع بونو بتسديدة قوية، ليأتي الرد من البديل بوفال الذي عوّض بلهندة المصاب، فكان فأل خير باصطياد ضربة جزاء بعد دفع من باسوغو، فانبرى لها المختص زياش بنجاح موقعا الهدف الأول تحت احتجاج كاميروني قوي في الدقيقة 53.
وعاد العبقري زياش ليخطف الأنظار بتسديدة أرضية مباغتة، فاجأت الكل واستقرت داخل مرمى أونانا في الدقيقة 66، مكفرا عن ضياع فرص الشوط الأول، ومانحا تقدما مريحا أعطى الكثير من الثقة لمنتخب بلاده.
وانهار المنتخب الكاميروني بعدها، ولم يندفع إلا قليلا مع تهديد من إيكامبي، كما حاول التحايل بعدها على الحكم كاستان فتعرض للإنذار الثاني والطرد، ليهدأ إيقاع اللقاء بشكل كبير في الدقائق العشر الأخيرة، وتنحصر الكرة في وسط الميدان، مع استدراج ذكي من المغربيين الذين تمكنوا أخيرا من ترويض أسود الكاميرون، ليصطادوا أكثر من فريسة في أمسية سعيدة، بإنهاء العقدة واعتلاء صدارة المجموعة والتأهل شبه المحسوم لنهائيات “الكان”، في انتظار ما ستؤول إليه مباراة مالاوي وجزر القمر.