سولسكاير.. “الإدارة بالحب”
ليس مهماً أن يكون للنرويجي جونار سولسكاير تاريخ تدريبي كبير، ليصبح ملهماً في عودة «الشياطين الحمر» إلى طريق الانتصارات، والتعافي من حمى الانكسارات، إذ تكفيه اللحظة التاريخية التي استقرت في عقول وقلوب عشاق اليونايتد للأبد، تلك اللحظة التي جعلته بطلاً ملهماً حينما سجل هدف الفوز في الدقيقة الأخيرة للفريق الإنجليزي على حساب بايرن ميونيخ، ليقوده للفوز بدوري أبطال أوروبا 1999، محققاً الثلاثية التي تمثل قمة المجد في حقبة التوهج تحت قيادة السير أليكس فيرجسون.
وفي اللحظات التي استقر فيها الأمر على سولسكاير لإنقاذ الفريق من جحيم مورينيو، لم يكن الجميع على ثقة من مقدرته على صنع المعجزات، حيث كانت الفرحة برحيل المدرب البرتغالي تطغى على ما دونها، وكانت المفاجأة السعيدة في أن اليونايتد عاد مع سولسكاير إلى الانتصارات، بل إنه يحققها بأداء ممتع، وكرة قدم تتجاوز مرحلة الإقناع إلى حد الإشباع، وهو ما تجلى في فوزه على كارديف بخماسية لهدف، ثم تفوق على هيدرسفيلد بثلاثية مقابل هدف، قبل أن يفوز على بورنموث 4-1، ليحصد 9 نقاط، ويستعيد الثقة المفقودة، ويزرع الأمل الذي تبدد في الحقبة المظلمة تحت قيادة مورينيو.
درس سولسكاير وفقاً لإجماع الصحافة الإنجليزية يؤشر إلى أن بعضاً من المفاهيم العاطفية، وعلى رأسها ما يسمى بـ الإدارة بالحب»، لا زالت تسجل حضورها وتأثيرها في عالم الاحتراف، حيث لا تنعدم فرص النجاح تحت قيادة مدير فني يملك الخبرات والتاريخ في حال لم تكن علاقته باللاعبين والجماهير والإعلام جيدة، وهو ما حدث في تجربة مورينيو القاسية مع اليونايتد، وفي المقابل قد ينجح مدرب أقل كثيراً من حيث الخبرة والمكانة في تحقيق الانتصارات، كما فعل سولسكاير الذي يشعر الجميع بتفاؤل كبير في قدرته على إكمال المسيرة.
وعكست عودة بول بوجبا العدو الأول لمورينيو للتألق من جديد، تلك الرسالة ويكفي أنه شارك في 14 مباراة في عهد المدرب البرتغالي خلال الموسم الحالي بالدوري، مسجلاً 3 أهداف، وصنع مثلها، في حين انتفض مع المدرب النرويجي محرزاً 4 أهداف، وصنع ثلاثية في 3 مباريات فقط، وهو دليل آخر على أن العاطفة ومشاعر الحب والكراهية لا زالت حاضرة، بل ومؤثرة حتى في أقوى الكيانات الاحترافية في العالم.
من ناحيتها، أشارت صحيفة «مانشستر إيفينج نيوز» إلى أن هناك 5 عوامل سحرية أعادت يونايتد إلى الانتصارات، على رأسها، عودة رجل الظل مايك الذراع اليمنى السابق للسير أليكس فيرجسون، وتألق بوجبا، وتوهج راشفورد.