أسهم المدرب التونسي ترتفع في الدوريات العربية
عدد كبير من المدربين التونسيين لا يركنون للراحة، فبمجرد استقالتهم من تدريب فرق تونسية، يجدون الحل سريعا في بعض الدوريات العربية، حتى بات الوضع يشبه سوقا مفتوحة تضج بالنشاط والحركية وتتجاوز في بعض الأحيان سوق انتقالات اللاعبين المنحصرة في فترتين محددتين كل عام بمقدور أي مدرب بينهما أن يتحول من هذا الفريق إلى آخر في وقت وجيز.
تونس – شهدت سوق “انتقالات” المدربين حدثا بارزا في تونس، ففي يوم واحد أعلنت إدارة الهلال السوداني تعاقدها مع المدرب نبيل الكوكي ليقود الفريق خلال مباراته الهامة ضمن كأس الكونفيدرالية الأفريقية، مقابل ذلك أعلن نادي الجزيرة ارتباطه بالمدرب التونسي شهاب الليلي.
وتوضح هذه المصادفة المكانة التي أصبح يحظى بها المدربون التونسيون خارج بلادهم، ففي عدد كبير من الدوريات العربية يبدو الحضور التونسي مؤثرا وقويا، وما يؤكد هذه الثقة التي يتمتع بها الفنيون التونسيون هو الإنجازات التي ساهم في تحقيقها عدد من هؤلاء المدربين مع أنديتهم.
وبعد أن درب كل الفرق الكبرى في تونس وخاض تجارب مع المنتخبات على غرار منتخبي تونس في 3 مناسبات ومنتخب ليبيا، فإن رحلة نجاح “شيخ” المدربين التونسيين فوزي البنزرتي استمرت خارج البلاد، ليكون له حضور في المغرب وبصمة مؤثرة سيخلدها التاريخ، فالبنزرتي ولج الدوري المغربي منذ سنوات قليلة من بوابة الرجاء البيضاوي، حيث قاده في منافسات كأس العالم للأندية وساهم في وصوله إلى المباراة النهائية.
هذا النجاح اللافت جعله يحظى بمكانة رفيعة في الدوري الممتاز، ليعود بعد فترة قليلة ويشرف على تدريب “القطب” الثاني في المغرب ونعني بذلك الوداد البيضاوي. لقد سبق أن أشرف عليه خلال الموسم الماضي قبل أن يغادره لتولي مهمة تدريب منتخب تونس، لكن هذا الرحيل المفاجئ لم يؤثر في علاقته مع هذا الفريق الذي عاد إليه منذ أشهر قليلة ليساهم في تألقه في دوري الأبطال وكذلك الدوري المحلي بما أن الوداد يحتل حاليا المركز الأول.
إضافة إلى الدوري السعودي الذي يعرف وجود فتحي الجبال وعمار السويح، فإن بطولة قطر تعيش تجربة مع سامي الطرابلسي
ونجاح المدرب التونسي بلغ صداه السودان، وهو ما ساهم في بروز عدد من المدربين الذين خاضوا تجارب سابقة في هذا الدوري وذلك على غرار سفيان الحيدوسي ومحمد الكوكي وأخيرا المدرب الشاب إيراد الزعفوري الذي انفصل مؤخرا عن نادي الهلال، بيد أن ثقة إدارة أحد كبيري الدوري السوداني في المدربين التونسيين لم تهتز بل إن نادي الهلال وجد الحل في المدرب نبيل الكوكي الذي عاد للإشراف على الفريق.
الكوكي تحدث قبل تحوله لتدريب الهلال قائلا “تربطني علاقات متميزة مع إدارة الهلال ولاعبيه، أنا سعيد للغاية بالعودة إلى هذا الفريق الذي يؤمن بقدرات المدربين التونسيين وكفاءتهم في التدريب”.
أما القطب الآخر في السودان ونعني بذلك نادي المريخ فإنه مرتبط أيضا مع مدرب تونسي وهو يامن الزلفاني الذي تألق معه هذا الموسم وساهم في بلوغه المربع الذهبي لكأس زايد للأندية الأبطال العربية وسيضرب موعدا مع النجم الساحلي في الدور القادم.
إضافة إلى الدوري السعودي الذي يعرف وجود مدربين تونسيين هما فتحي الجبال قائد سفينة نادي الفتح وعمار السويح المدير الفني لنادي أحد، فإن البطولة القطرية تعرف حالة فريدة من نوعها مع المدرب التونسي سامي الطرابلسي الذي يشرف على نادي السيلية منذ أكثر من خمسة مواسم، والأكثر من ذلك أن هذا الفريق أبرم معه عقدا جديدا يواصل بموجبه الطرابلسي مهمته إلى سنة 2022.
أما البطولة الأردنية فإنها باتت وجهة مفضلة للمدربين التونسيين، حيث عاد مؤخرا شهاب الليلي لتدريب نادي الجزيرة بعد أن قاده في التجربة الأولى للحصول على لقب الكأس إثر غياب دام لسنوات، بالمقابل فإن قطبي الكرة الأردنية وهما الوحدات والفيصلي فقد وجدا ضالتهما في المدرسة التونسية، حيث يشرف قيس اليعقوبي على تدريب الوحدات فيما يقود طارق الجراية نادي الفيصلي.
هذا المدرب سبق له أن خاض تجربة في الدوري اللبناني مع فريقي سلام زغرتا والنجمة وحقق معهما نتائج لافتة، قبل أن يتوجه بعد ذلك إلى الدوري الأردني، وعن تجربته الحالية أوضح الجراية لـ”العرب” قائلا “أعتقد أن نجاح المدربين التونسيين على امتداد السنوات الأخيرة في عدد من الدوريات العربية ساهم في الرفع من أسهمهم وجعلهم محل ثقة عدة أندية كبيرة، شخصيا أسعى إلى أن أترك بصمتي مع الفيصلي وأسهم في حصوله على الألقاب المحلية والآسيوية”.