أخبار ...وأسرار

على نهج محمد صلاح مصريون جدد في الطريق

لم يتوقف الإبداع المصري في الملاعب الإنجليزية والعالمية عند نجم ليفربول محمد صلاح، بعد التألق منقطع النظير للاعبين محمد المحمدي ومحمود تريزيغيه، أول من أمس، وقيادتهما لفريق أستون فيلا إلى نهائي رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة لكرة القدم بالفوز على ليستر سيتي 2-1 في مباراة الإياب على ملعب فيلا بارك.

وما زاد من قيمة الإضافة الفنية للثنائي المصري، مشاركتهما في الدقائق الأخيرة من المباراة والنتيجة تشير إلى التعادل 1-1 ومواصلة الطريق إلى شوطين إضافيين، قبل أن ينزل تريزيغيه للملعب في الدقيقة 77 وتبعه المحمدي في الدقيقة 84 ليرفع الأخير كرة عرضية متقنة إلى الأول الذي تابعها على الطاير داخل الشباك في الدقيقة (90+3) ليمنحا أستون فيلا بطاقة التأهل إلى المباراة النهائية للمرة التاسعة في تاريخه.

ويبدو أن علاقة حب جديدة تتشكل بين الجماهير الإنجليزية ولاعبي مصر، فبعدما هتف جمهور ليفربول لمحمد صلاح وتوّجوه ملكاً على عرش النادي، تسبب تريزيغيه والمحمدي في حالة هستيرية لجمهور أستون فيلا، الذي اقتحم الملعب بالآلاف وغطى البساط الأخضر ورفع المشجعون تريزيغيه على الأعناق في مشهد احتفالي مهيب.

حضور نجوم الكرة المصرية في الملاعب الإنجليزية كان ملفتاً في الماضي، لكن عدداً كبيراً منهم افتقد إلى الذهنية الكافية للتعامل الصحيح مع الاحتراف، على الرغم من امتلاكهم الأدوات الفنية الكفيلة بالنجاح، وأبرزهم أحمد حسام ميدو مع توتنهام في 2005، وعمرو زكي مع ويغان 2008 وهال سيتي 2010، وحسام غالي مع توتنهام 2006-2009، الذين لو امتلكوا عقلية والتزام ورغبة صلاح في النجومية العالمية لكانوا في مصاف مقدمة اللاعبين، بدليل أن قصتهم بدأت بنجاح مبهر فنياً غير أنها انتهت بمشكلات مثيرة للدهشة، وبخروج عن النص في معظم الأحيان.

وعلى النقيض تماماً، بنى محمد صلاح كيانه مع ليفربول منذ 2017، وكان بمثابة النموذج المصري في ملاعب أوروبا حتى وصل سعره 150 مليون يورو في سوق الانتقالات، ونافس على جائزة أفضل لاعب في العالم، ويعتبر عربون نجاح للاعبين المصريين في ملاعب إنجلترا تحديداً، إذ ترغب الأندية هناك في استنساخ تجارب ناجحة على شاكلة تجربة صلاح مع «الريدز»، ما يحتم على اللاعبين المصريين المحليين إظهار مزيد من الجهد للتمسك بحبل الاحتراف الممدود من إنجلترا واغتنامه كما فعل صلاح.

ويسير تريزيغيه على خطى صلاح، وتنبأ المراقبون والمحللون بنجاح اللاعب مع أستون فيلا منذ بداية الموسم لكن فاعليته تأخرت، إذ لم يحصل على دقائق اللعب الكافية، لكنه لعب، أول من أمس، دوراً مؤثراً قد يحوله إلى صلاح جديد على الأقل في عيون جماهير أستون فيلا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى