الكرة الذهبية تفقد وزنها في «عام كورونا».. 5 أسباب ترجّح إلغاء الجائزة
* الحجر الصحي يعترف بأسماء نجوم حُرموا من حملها أبرزهم دل بييرو وراؤول وإنييستا
* الكرة الذهبية تفقد وزنها في «عام كورونا».. 5 أسباب ترجّح إلغاء الجائزة
يترقب عشاق كرة القدم العالمية مصير جائزتَي أفضل لاعب في العالم، والكرة الذهبية 2020، المقدمتين من الاتحاد الدولي (فيفا) ومجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية على التوالي، في ظل الغموض الذي يكتنف أغلب البطولات الأوروبية الخمس الكبرى، باستثناء الدوري الفرنسي الذي حسم موقفه بقرار الإلغاء وتتويج باريس سان جيرمان بطلاً، بسبب جائحة «كورونا» (كوفيد 19).
ومثلما يقف العالم حائراً أمام الوباء بمواقف متأرجحة حول مواعيد العودة للنشاط الكروي المتوقف منذ مارس الماضي، تبدو فرصة تتويج لاعب بالكرة الذهبية لهذا العام ضرباً من الخيال لافتقادها الوزن والقيمة، لأسباب عدة أبرزها: عدم توافر مبدأ العدالة في الاختيار بسبب الظروف الاستثنائية التي واجهت اللاعبين بالابتعاد طويلاً عن حساسية المباريات، وحجم الضرر المتوقع حال استئناف النشاط بجدول مضغوط محلياً وقارياً قد يجعل بعض المتنافسين عرضة أكثر للإصابة من غيرهم، وتقلص حظوظ نجوم القارة الأوروبية في نيل الجائزة بعد تأجيل بطولة أمم أوروبا إلى العام المقبل، وإمكانية استكمال بطولات محلية دون غيرها، فضلاً عن الظروف الاستثنائية التي مر بها لاعبون كانوا قد أصيبوا بالفيروس يتقدمهم الأرجنتيني باولو ديبالا، بعد معاناة مع المرض استمرت شهراً ونصف الشهر!
ولأن الجماهير تعشق المفاضلة بين النجوم وأسئلة على شاكلة: من الأحسن؟ أيهم أرقامه أفضل ولمساته أجمل، هل يستحق لقب أسطورة؟ فقد استمر الجدل والمناكفات حتى مع توقف المباريات، وكانت فترة الحجر الصحي المتواصلة منذ مارس الماضي، بمثابة التوقيت المناسب للحصول على اعترافات مشاهير اللاعبين والمدربين ونتائج استطلاعات الرأي في الصحف والمواقع حول أفضل لاعب في العالم، إلى جانب المرور بأسماء نجوم ظلمهم التصويت بعدم الحصول على جوائز فردية كانوا يستحقونها.
ولم تكن الحقيقة لتظهر في الظروف الطبيعية إلى أن جاءت عزلة «عام كورونا» لتكشف تصريحات جريئة من أسطورة منتخب البرازيل السابق رونالدو «الظاهرة» الذي قال في حوار مباشر مع النجم الإيطالي السابق دل بييرو عبر في «إنستغرام»: «هناك لاعبون لم يفوزوا بالكرة الذهبية، ديل بييرو ومالديني وتوتي، وكذلك راؤول غونزاليس، ويمكنني إضافة روبيرتو كارلوس، كل هؤلاء كانوا يستحقون التتويج لم يأخذوا حقهم!». تصريح رونالدو «الظاهرة» كشف عن ظلم الجائزة للاعبين في زمنه، ولكن ماذا عن العصر الحديث الذي شهد حقبة من الزمن احتكر فيها الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو الكرة الذهبية، على الرغم من أحقية لاعبين آخرين في نيلها يتقدمهم الإسباني أندريس إنييستا (بطل اليورو مع بلاده أفضل لاعب في أمم أوروبا 2012)، والهولندي ويسلي شنايدر (حقق ثلاثية الأبطال والدوري والكأس مع انتر ميلان الإيطالي ووصل نهائي المونديال بأداء مبهر في 2010)، والفرنسي فرانك ريبيري (حقق ثلاثية مع بايرن ميونيخ الألماني 2013)، فهل أسهمت الجماهيرية المفرطة لريال مدريد وبرشلونة، وحالة الاهتمام الإعلامي، والجاذبية التسويقية والجماهيرية لميسي (ست كرات ذهبية) ورونالدو (خمس كرات) في حرمان هؤلاء النجوم ولو من بعض هذه الجوائز التي احتكروها؟
ومع التأكيد على قيمة رونالدو وميسي طوال السنوات الماضية، ذهب كثيرون لاعتبار أحدهما الأفضل في تاريخ كرة القدم، لكن شهادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو تبدو مقنعة لكثيرين، إذ قال أخيراً: «كريستيانو وميسي، يتمتعان بالبقاء على القمة لمدة 15 عاماً، لكن إذا كنا نتحدث بجدية عن الموهبة والمهارة، فلا أحد يتفوق على رونالدو (نازاريو)».
ومن الحجر الصحي أيضاً، خرجت نتائج استفتاء صحيفة «ماركا» لترد على مورينيو، بعدما فاز كريستيانو رونالدو بلقب أفضل لاعب في التاريخ بحصوله على 246 ألف صوت من أصل 450 مشارك، متفوقاً على ميسي (209 آلاف صوت) في الدور النهائي للتصويت، والمفارقة أن رونالدو البرازيلي والأسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا خرجا من الدور نصف النهائي بحلولهما ثالثاً ورابعاً على التوالي.
اللافت في «عام كورونا» أن الجماهير ليس بمقدورها أن تحدد نجماً يستحق أن يكون الأفضل، ويبدو الخيار الأمثل، ما طالبت به صحيفة «أس» الإسبانية قبل أيام، بإلغاء الجوائز الفردية هذا العام، خصوصاً إذا اتجهت دوريات أخرى لإطلاق صافرة نهاية الموسم كما فعل الفرنسيون، فهل تكون الجماهير على موعد مع إلغاء الجائزة هذا العام بعد 64 سنة من الاحتفالات والأضواء الصاخبة، لعدم توافر المعايير الصحية للاختيار؟
5 أسباب تجعل اختيار أفضل لاعب في العالم 2020 «غير عادل»
الابتعاد الطويل للاعبين عن حساسية المباريات.
خوض اللاعبين مباريات مضغوطة تعرّض بعضهم للإصابة دون غيرهم (حال استئناف النشاط).
إمكانية استكمال بطولات محلية وإلغاء أخرى.
هناك لاعبون قد لا يكونون بعافيتهم الكاملة، مثل باولو ديبالا الذي أصيب بالفيروس سابقاً.
تقلص حظوظ نجوم القارة الأوروبية في نيل الجائزة، بعد تأجيل بطولة أمم أوروبا الأهم هذا العام.
هل تلغى الجائزة بعد 64 سنة من الاحتفالات والأضواء الصاخبة؟
إنييستا وشنايدر وريبيري، وقبلهم بيرلو ودل بيرو وتوتي، ظلمهم تاريخ الجائزة.