بطولة إيطاليا… الأندية متأهبة للعودة لكن العوائق كثيرة
يرغب المعنيون بكرة القدم الإيطالية في استئناف الموسم في أقرب فرصة ممكنة، لكنهم يصطدمون بعقبات كثيرة أبرزها تسجيل حالات جديدة في صفوف اللاعبين والأندية، وإجراء فحوص فيروس كورونا المستجد، وعدم الاتفاق مع السلطات الصحية والسياسية. وبات السؤال يطرح عما إذا كانت إيطاليا ستحذو حذو فرنسا التي أنهت الموسم بشكل مبكر وتوجت باريس سان جيرمان بطلا، أو ألمانيا التي قررت استئناف الدوري في 16 مايو (أيار) دون جمهور ومع إجراءات صحية صارمة؟ ونقلت الصحف الإيطالية عن رئيس اتحاد كرة القدم غابرييلي غرافينا، أحد أبرز الداعين للعودة، تساؤله «قولوا لنا ماذا يجب أن نفعل لنعود إلى اللعب»، وذلك خلال اجتماع مع اللجنة الفنية والعلمية التي تنصح الحكومة بشأن سبل الخروج من العزل المفروض منذ أوائل مارس (آذار).
وتبدو الهوة كبيرة بين الطرفين، ويمكن تلخيصها بمقارنة بين أسطورة ميلان ومديره الرياضي باولو مالديني، وأحد أعضاء اللجنة ألبرتو فيلاني. وأصر مالديني الذي أصيب وابنه بـ«كوفيد – 19» في مارس الماضي، عبر حسابه على إنستغرام، على «واجب محاولة العودة إلى الملاعب». ورد عليه فيلاني في تصريح لصحيفة «لا ريبوبليكا» جاء فيه «اسمعوني… هذا الفيروس شل حركة الكرة الأرضية». وتابع «ثمة الآلاف من الموتى ونظامنا الصحي كاد ينهار لأن أفراده أنهكهم التعب… هل يمكن لأحد أن يسأل عن مصير كرة القدم والقذائف تنهمر؟ يجب أن تعتبروا أننا في حالة حرب، ثمة هزة أرضية، أو تسونامي». وأضاف «بعض الدول مثل فرنسا والولايات المتحدة سخر منا، لكن الآن نحن القدوة بالنسبة إليهم».
وبقيت إيطاليا لفترة على رأس أكثر دول العالم تضررا بالوباء من حيث الوفيات، قبل أن تتقدم عليها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وهي كانت أيضا من أولى الدول التي فرضت إجراءات إغلاق صارمة للحد من تفشي الوباء، لا سيما في شمال البلاد. ومنعت السلطات الحكومية في فرنسا إقامة أي نشاط رياضي حتى سبتمبر (أيلول)، ما دفع رابطة الدوري لإنهاء الموسم على رغم التداعيات الاقتصادية الكبيرة لهذه الخطوة. ورغم أن أندية إيطاليا ترغب في العودة، لكنها تجد نفسها أمام واقع لا مفر منه: الإصابات المسجلة.
في الأمسية نفسها التي عقد فيها اجتماع الاتحاد واللجنة العلمية، كشف ناديا فيورنتينا وسمبدوريا عن تسجيل إصابات لديهما بعد الجولة الأولى من فحوص «كوفيد – 19» في صفوف الأندية. وأتى ذلك بعد نحو 24 ساعة من إعلان تورينو إصابة لاعب في صفوفه. وأتت هذه الإعلانات في أسبوع بدأت فيه الأندية معاودة التمارين في مراكزها، لكن مع إبقاء طابعها الفردي في الوقت الراهن. وتأمل الأندية والسلطات في معاودة التمارين الجماعية في 18 من الشهر الجاري.
واعتبرت صحيفة «إل ميساغيرو» أن تسجيل إصابات بالفيروس في صفوف الأندية هو بمثابة «إشارات سلبية للغاية حيال استئناف الدوري». لكن العقدة الأساسية في إيطاليا تبقى عدم الاتفاق على البروتوكول الصحي على غرار ما حصل في دول أخرى. ويميل المعنيون باللعبة إلى اتباع النموذج الألماني في هذا المجال، بمعنى أنه في حال إصابة لاعب ما، يتم حجره وحده من دون كامل الفريق. لكن السلطات الصحية الإيطالية تعارض ذلك وتصر على خضوع الجميع للإجراءات المرعية، أي حجر المصاب وكل من خالطه. وفي حال تطبيق الأمر، فظهور أي حالة إصابة خلال فترة التمارين الجماعية سيؤدي إلى حجر الفريق بالكامل وبالتالي تعذر العودة.
عقبة أخرى تعترض مؤيدي استئناف الدوري وهو أن البروتوكول المقترح من قبل اللجنة العلمية والفنية يضمن إخضاع كل لاعب لفحوص دورية، ما يعني الحاجة إلى توافر تجهيزات طبية بكميات كبيرة، وهو ما يثير انتقادات واسعة في ظل الضرر الكبير الذي سببه الوباء في إيطاليا. وأبرز مالديني أهمية «أن نكون حذرين، لكن عدم استئناف النشاط سيكون كارثيا. لقد أخطأت فرنسا بالتوقف».
وبدأ النجوم الأجانب بالعودة تباعا إلى إيطاليا لمباشرة التدريبات، وبينهم نجم يوفنتوس البرتغالي كريستيانو رونالدو هذا الأسبوع، بينما يتوقع أن يعود قريبا مهاجم فيورنتينا الفرنسي فرانك ريبيري ومهاجم ميلان السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، ما سيعزز جاهزية الأندية لمعاودة النشاط عندما تسمح السلطات السياسية بذلك. وبدأ قطبا مدينة ميلانو، إنتر وميلان، التمارين في مركز التدريب. وأكد إنتر ميلان أن كل لاعبيه خضعوا لفحوص جاءت نتائجها سلبية. من جهته، أوضح مالديني أن النادي اتخذ إجراءات صارمة، تشمل توزيع اللاعبين في الملعب وإقفال الأماكن المشتركة في مقر التدريب.