الدكتورة هاجر الجندي تكتب: الهندسة الثقافية في زمن كورونا (أدعو كل القوى الوطنية إلى اليقظة) خطاب جلالة الملك محمد السادس أعزه الله ذكرى ثورة الملك والشعب – 20 غشت 2020
الدكتورة هاجر الجندي تكتب:
الهندسة الثقافية في زمن كورونا
(أدعو كل القوى الوطنية إلى اليقظة)
خطاب جلالة الملك محمد السادس أعزه الله
ذكرى ثورة الملك والشعب – 20 غشت 2020
ان مفهوم الهندسة الثقافية كما كان متعارفا عليه سنة 2019 وما قبلها لم يعد صالحا للاستعمال في سنة 2020، فالتحديات المترتبة عن تنفيذ التعليمات الملكية السامية والمتمثلة في دعوة جلالته للقوى الوطنية للتعبئة واليقظة، تطرح لزوم إدماج تحديثات كثيرة وبنيوية يعرفها هذا المفهوم المؤسس لمجموعة من العلوم والمجالات المعرفية المستدعية للمعطى الثقافي. وعليه ينبغي الانتباه بشدة إلى ضرورة الربط بين إدماج هذه التحديثات اللازمة في الخطط الاستعجالية الخاصة بالثقافة كمعطى تنموي في المملكة المغربية الزاخرة بأنواع التراث والمجال من جهة، وبين تطبيقات هاته المجالات المعرفية والخطط الاستعجالية على مستوى المؤسسات كما الأفراد المشتغلين بقطاعات تستدعي استثمار المعطى الثقافي من جهة ثانية.
وللسير بشكل منهجي ويسير الفهم في تعريف هاته التحديثات، وجب أولا تعريف مفهوم الهندسة الثقافية في ذاته لكي يصير في متناول المهتمين به من مختلف الميادين، واختصار التعريف هو كون الهندسة الثقافية ”شعبة من شعب التدبير، تتضمن عشرة نظم تسييرية، وأربعة مجالات تطبيقية، ونسق مؤشرات يقظة وتقييم، وآلية حكامة”.
وقد عرف مفهوم «الصناعة الثقافية» اهتماما شغل الباحثين والمهتمين بمجالات تطبيقه، واستعماله ميدانيا، انطلاقا من الدور الجديد الذي أصبحت تلعبه الثقافة في الاقتصاد والتنمية المستدامة. وقد زاد الاهتمام به بعد ما استدعاه زمن كورونا من لجوء للتقنيات التواصلية الحديثة واستعمال للمفاهيم التي كانت تبدو من قبيل الثانوي بل ومن باب الترف الذهني.
من أجل ذلك، تم تنظيم ملتقيات وندوات تبنت مواضيع فرعية للهندسة الثقافية مثل «الصناعة الثقافية»، ودافعت عن أهمية التفكير فيها، سعيا منها لمواكبة المنجزات العالمية في هذا الإطار، والوقوف عند التجارب المُحققة في هذا الميدان، والمنهج العلمي السائد في كل دول العالم حين التخطيط للسياسات العمومية، والتعامل مع المعطى الثقافي باعتباره فاعلا جوهريا في استراتيجيات المشاريع الاجتماعية أو الاقتصادية.
هذا ولم يعد خفيا اعتبار الثقافة قيمة اقتصادية عالية وموردا من موارد الاستدامة لدورها في توفير فرص عمل واحياء مهن تستوحى من التراث المغربي المادي واللامادي وترتكز عليه، حيث أصبح الاهتمام بالثقافة معيارا يقاس به تقدم ترتيب الدول أو تأخرها، ويجعل الحفاظ على هذا المعطى وتطويره واستثمارها اقتصاديا واجتماعيا خصوصا في ظل درجة الاستعجال الكبير والأهمية القصوى التي ينبغي التيقظ لها عند تنزيل خطاب جلالة الملك محمد السادس أعزه الله في ذكرى ثورة الملك والشعب بتاريخ 20 غشت 2020، والذي أوضح بكامل التفصيل المنضبط واللازم الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها المملكة المغربية في زمن الجائحة التي يواجهها العالم بأسره، والتي ظهرت خلالها ومن جرائها مجموعة من المتطلبات القاضية بضرورة الاهتمام بالمعطى الثقافي والتي تعتمد على تطوير وتفعيل الثقافة المولدة للوعي، وإستنهاض الهمم، وشحذ العزائم، ورفع قيم المواطنة كما قيم الجمال والتضامن والإنسانية من خلال مختلف ومتنوع أشكال التعبير الثقافي.
ولنا عودة في الحلقة المقبلة مع التحديثات اللازم إدماجها عند العمل بالمعطى الثقافي.
اللهالوطنالملك
علىالمحبةنلتقي_دائما.
هاجر الجندي
خبيرة الهندسة الثقافية والتسويق الرقمي للمعطى الثقافي
مسؤولة العلاقات العامة في المعهد الملكي لتكوين أطر الشباب والرياضة
مؤلفة ومخرجة-مسرح فنون لفاطمة بنمزيان
رئيسة الجمعية العالمية للموشحات
رئيسة ملتقى آلجندي للبهجة والفرجة المسرحية
رئيسة شعبة الهندسة الثقافية في الجامعة الأمريكية للريادة AUL