سلطان بن أحمد القاسمي يشهد الجلسة الافتتاحية والحوار الملهم الأول للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي
وحملت الجلسة الأولى من المنتدى عنوان “نظرية المؤامرة.. هل يمكن اختراقها؟”، واستضافت كلاً من الدكتور فهد الشليمي رئيس مركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية والاستراتيجية، واللورد فيليب هاموند عضو في مجلس اللوردات في المملكة المتحدة، ونارت بوران الرئيس التنفيذي للشركة الدولية القابضة للاستثمارات الإعلامية، في حين أدار الجلسة نديم قطيش الإعلامي في قناة سكاي نيوز عربية.
أكد المتحدثون خلال الجلسة أن منصات التواصل الاجتماعي وسرعة نقل المعلومة عبرها؛ ساهمت بشكل مباشر في انتشار نظرية المؤامرة وتأثيرها على مناحي الحياة المختلفة، بالإضافة إلى أن إحساس الجمهور بحالة من الاغتراب وعدم وضوح الرؤية بما يتعلق بنقل المعلومة؛ تعتبر بيئة خصبة وخطر محدق يجب التعامل معه بحكمة، لمنع تفشي نظريات المؤامرة.
وأجمع المتحدثون على أن مواجهة نظريات المؤامرة تحتاج إلى استراتيجيات عملية، تتمثل في كسب معركة القلوب وليس فقط العقول، وذلك عبر تقديم الحقائق بطريقة جذابة، تخاطب المشاعر، إلى جانب فهم آلية عمل نظريات المؤامرة، واستعارة بعض الوسائل التي تعمل بها لاستخدامها في تفنيدها، وتطوير مناهج التعليم والعقل النقدي لدى الجمهور، لتمكينه بشكل رصين من تصديق الحقائق ونبذ أية نظريات غير صحيحة، وأخيراً تطوير شراكات فعّالة بين الحكومات والمؤثرين، تعمل على تعزيز الثقة والشفافية بين الجمهور والجهات الرسمية.
وقال الدكتور فهد الشليمي // إن عدم الجاهزية للمشاكل والأزمات، إلى جانب عدم القدرة على استشراف المستقبل، وقلة التخطيط، كلها عوامل تسهم بشكل مباشرة في تعزيز وجود وانتشار نظريات المؤامرة. ولذلك لا بدّ على الجهات الحكومية أن تعمل على تعزيز جوانب الثقة مع المجتمع عبر الشفافية والوضوح وسرعة تقديم المعلومة منذ البداية، لمنع أي تفسيرات تستهدف نشر وبثّ الشائعات //.
من جانبه أكد اللورد فيليب هاموند خلال الجلسة أن الأشخاص الذين يعتبرون أكثر عرضة لنظريات المؤامرة؛ لديهم عقلية معيّنة تؤمن بمنهجية محددة، ولا بدّ من التعامل معها بذات المنهجيّة، مشيراً إلى أن التعليم وتعزيز التفكير النقدي عبر النظر إلى الحقائق يسهم في مواجهة أي شائعات غير حقيقية، لذلك يجب -على المدى البعيد- تطوير هذه العقلية، إلى جانب العمل على تقديم التفسيرات المنطقية والقريبة من الواقع قدر الإمكان، والتي بدورها تضع حداً لأية نظريات من شأنها أن تذهب بعيداً عن الحقائق.
وبدوره أشار نارت بوران إلى أن أحد أهم أسباب انتشار نظرية المؤامرة تكمن في منصات التواصل الاجتماعي، وتحديداً أن غالبيتها بُنيت على أسسٍ تجارية، فهي غير مهيئة لتقوم بدور الصحافة الحقيقية. مضيفاً // لا بدّ من إعادة ترسيخ أسس الصحافة وأخلاقياتها لتكون قادرة على التعامل مع تحديات العام 2021، فالمؤسسات الإعلامية لها دور مسؤول في مواجهة نظرية المؤامرة، وإن الأداء الحكومي يلعب دوراً في التأثير على هذه الوسائل عبر الشفافية والوضوح وسرعة تقديم المعلومة الحقيقية //.
في جانب آخر شهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم الشارقة، الخطاب الملهم الذي قدمه صانع المحتوى البحريني، عمر فاروق، حيث قدم أمام جمهور المنتدى، تأثير أربع تجارب إنسانية عرضها عبر قناته في منصة اليوتيوب على تفاعل ووعي الجمهور.
وأكد فاروق أن التواصل مع الجماهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي يقدم التعاطف والدعم النفسي والمعنوي والإنساني للشعوب، مشيراً إلى التجارب الأربع التي خاضها حصدت أكثر من نصف مليار مشاهدة على “اليوتيوب”، وكانت الأولى في السجن بالكويت في العام 2019، والتجربة الثانية في مكة خلال تأدية مناسك العمرة في رمضان 2017، أما التجربة الثالثة فكانت في جمارك الكويت حيث قام بدور ضابط الجمارك، والتجربة الرابعة كانت في مرفأ بيروت 2020.
وتحدث فاروق عن كل تجربة حيث أوضح أن تجربة السجن كانت رسالة أكثر من مهمة للمجتمع، ونجحت في ايصال رسائل مهمة وكبيرة من داخل السجن إلى المجتمع والشباب على وجه الخصوص، عبر التوعية بما سيحدث لهم إذا قادتهم الحياة إلى هناك بداية من الوصول إلى المحكمة والعقوبات البديلة وصولا إلى ما تواجهه من تغيير في الحياة.
أما عن تجربة مكة قال فاروق // كانت التجربة في رمضان من العام 2017، وتم التواصل مع المجتمع الإعلامي لتصوير تجرب القيام برحلة عمرة، لكن رفضها موظف في وقتها ولكن وعندما غامرنا وقمنا بتصوير كيف يقوم شباب من ذوي الاحتياجات الخاصة بخدمة نفسه في الحرم المكي والمساعدة التي يجدها ممن حوله، جاءنا اتصال هاتفي من رئاسة الحرم المكي بعد انتشار الفيديو بشكل كبير، وتم تزويدنا بالمعلومات الصحيحة، وكان من أهم الرسائل الروحانية والإنسانية التي قدمتها في حياتي //.
وحول تجربة الجمارك قال // قمنا في العام 2019 بمغامرة ضابط الجمارك، وقدمنا حملة إعلامية، ولمزيد من الإثارة والتشوق قمت بتصوير فيديو وأنا في جمارك المطار لتأكيد القبض علي، واختفيت لمدت 24 ساعة، وأشيع في حينها أن الجمارك قامت بالقبض علي، ومن ثم قدمت فيديو من الجمارك وأنا أقوم دور الضابط، لأنقل رسالة ضابط الجمارك في تحمل مسؤولة حماية الشباب والمجتمع من دخول أي مواد تضر المجتمع //.
أما تجربة بيروت فكانت في العام 2020 حيث قاد انفجار بيروت عمر فاروق إلى لبنان، حاملاً فقط الكاميرا والدعم النفسي، والتقى خلال الرحلة بمجموعة من اللبنانيين، وتم تصوير مشاهد الدمار التي طالت المنازل، وكان هناك دعم وتعاطف كبير بعد نشر الفيديو.