كبرياء ريال مدريد.. شمسٌ لا تغيب.. ولنا في “بي إس جي” عبرة
اختصر بأدائه اللافت في الشوط الثاني معنى لعبِ كرة القدم، أكد بانتصاره المذهل مقولة أنّ الأمجاد والألقاب لا تصنعها الأموال ولا الاكتفاء بتسجيل هدف ولا التألق بشوط واحد أو مباراة واحدة، بل هي نتاج عقلية احترافية مبنية على ركائز الاستمرارية في الأداء، وثمرة فكر كروي قائم على الوفاء لاسم النادي والإخلاص لقميصه، فالأموال لا تصنع فريقاً عظيماً ولا تشتري لقباً كبيراً، هذه عبرة استخلصناها من قصة مباراة ريال مدريد، النادي العريق، مع باريس سان جرمان، الباحث عن مكان له بين كبار أندية القارة العجوز.
لم أكن أؤمن بالتبديلات ووقعها حتى أجبرتني تغييرات أنشيلوتي ودهاؤه على التصديق والتصفيق، كارفاخال، الذي صال به إمبابي وجال، خارجاً، فاسكيز، لتعطيل انطلاقات الفهد الفرنسي، بديلاً.
أسينسو التائه، إلى دكة البدلاء، رودريغيو، المتعِب بتحركاته، الهادئ بتمريراته، مكانه.
وكي تكتمل جمالية اللوحة، أو فعالية الخلطة، أدخل يا كامافينجا، المتعطش للعب محل كروس لأنه خارج نطاق التغطية، لا يرسل ولا يستجيب.
خلطة سحرية لاستعادة هيبة الميرنغي وإنقاص حجم البي إس جي، وإطفاء بريق نجومه، فكان وقعها صاعق على رؤوس محبي النادي الباريسي، برد على أكباد عشاق النادي الملكي الذي تسيّد المباراة من الباب إلى المحراب، وبظرف 17 دقيقة عاد ليزأر في عرين بطولته المفضلة، مكشرا عن أنيابه ومؤكدا لكل أندية دوري أبطال أوروبا، أنه في واد والبقية في واد.
باريس سان جرمان المدجج بالنجوم، في أفضل أحواله، ينهزم أمام الريال في أسوأ أيامه، يقول مشجعو الميرنغي، لتذكرهم هذه الحالة ببيت الشعر : “بطلُ إذا حَسر اللثام لغارة طحن الفوارس والجَنانُ يجعجعُ”.