مصر.. تفاصيل حزينة حول انتحار حارس مرمى الأهلي
فوجئ سكان المطرية في القاهرة بصوتِ ارتطام بالأرض، أعقبه صراخ شق سكون الفجر وخلوِ الشارع من المارة، ليهرول الجميع إلى الشارع على مشهدِ مفزع، كان زياد إيهاب، حارس مرمى الناشئين في النادى الأهلى، جثة هامدة أمام منزله بعد قفزه من شرفة مسكنه بالطابق الـ12، متخلصًا من حياته إثر خلافات مع والده لرغبته الارتباط بفتاة- وفق ما ورد بتحقيقات النيابة العامة.
من عقار حديث البناء، نٌقل إليه «إيهاب» رفقة أسرته قبل نحو شهرين، قفز من الشرفة وأنهى حياته، وعلى وقع الخبر الصادم لم يصدق الجيران انتحار صاحب الـ18 عامًا، وقالوا إنه كان يتحدث في هاتفه المحمول واختل توازنه وسقط من البلكونة إلا أنّ رواياتهم تلك بددتها معاينة جهات التحقيقات التي توصلت إلى أن سور الشرفة كان بحالة جيدة، وأن الجثة كانت مليئة بالكدمات والكسور ومنها بقاع الجمجمة والتى أدت إلى الوفاة على الفور، وفقا للمصري اليوم.
علاقة «إيهاب»، كانت محدودة مع جيرانه، وكان يخشى الحسد لاسيما بعد انتقال إلى النادى الأهلى، هكذا عرفه الجميع هنا، ولا أحد يعرف سبب إقدامه على الانتحار: «آخر مره شوفته إمبارح في مركز شباب عزبة النخل، كان مبتسمًا ولا باين عليه أي هموم ويضحك مع الكل»، قالها موسى محمد، أحد الجيران وصديق والد حارس مرمى الناشئين بالأهلى، قبل أن يتوجه لأحد المستشفيات، ليؤازر أفراد أسرة اللاعب في مصابهم وإنهاء إجراءات التصريح بدفن الجثمان.
الحادث برمته مَثل صدمة للحاج محسن كامل، الرجل السبعينى، والذى كان يناديه «إيهاب» بـ«يا جدو»: «أصل أنا اللى ربيته ولأنى بمثابة أب لولده وكانت أسراره كلها معايا»، يتذكر لحظات سعيدة جمعته بحارس مرمى الناشيئن: «كنت بدربه ومن هو صغير، كان مغرمًا بحراسة المرمى».
كان «كامل»، يتابع نجاحات «إيهاب» المتتابعة: «انتقل من إنبى للأهلى، وكابتن إكرامى أحبه كما لم يحب ناشئ من قبل، وكذا كان خالد بيبو يشيد به وأدائه»، يتمم «العجوز» غير مصدق: «مستحيل الولد ينتحر»، ثم يتساءل: «ينتحر.. ينتحر ليه؟!.. كان من نجاح لنجاح، ويلعب في أكبر نادي في البلد كلها».
وعلى وقع صراخ والدا وشقيقه «إيهاب»، هرول «كامل» إلى الشارع كحال النّاس، وصدمه أن «الولد سايح في دمه على الأرض، بعد سقوطه على الأرض من الدور الـ12».
نقل الأهالى «إيهاب» إلى المستشفى، لكنه كان قد فارق الحياة متأثرًا بالإصابات التي لحقت به، وكان جاره «كامل»، يردد على مسامع كل ما يلتقيه:«معقول ينتحر، دا من 4 أيام كان فرحان قوى بفوز فريقه الناشئين في مباراة مع نادى الاتحاد، وكان بيقول لىّ: فرحان لعبت وكنت أساسى واتصورت كتير».
الخطيب وخالد بيبو ينعيان زياد إيهاب
ضمن الحاضرون أمام المستشفى في انتظار خروج جثمان زياد إيهاب، كان خالد بيبو، رئيس قطاع الناشئين بالنادى الأهلى، الذي قال إن «إيهاب» من الحراس المتميزين، كما أنه من اللاعبين الملتزمين داخل الملعب وخارجه.
وبكى الجيران وأصدقاء «إيهاب» كثيرًا، لحظة خروج الجثمان.
ونعى محمود الخطيب، عبر صفحة النادي الأهلى على موقع «فيسبوك»، زياد إيهاب، قائلًا: إنه وأعضاء مجلس الإدارة والقطاعات الرياضية، ينعون ببالغ الحزن والآسي أحد أبناء النادي من الشباب.
وقالت النيابة العامة، في بيان لها، إنه ورد بلاغٌ أمس (الأحد) بدخول المتوفَّى إلى المستشفى نتيجة سقوطه من علو، فباشرت النيابة العامة التحقيقات، حيث ناظرت جثمانه وتبينت ما به من إصابات ظاهرية، وعاينت محل الواقعة، وطالعت ما سجلته آلاتُ المراقبة المطلة عليه، كما سألت النيابة العامة والدَيِ المتوفى وشاهدين على الواقعة، فتوصلت التحقيقات حتى تاريخه إلى مرور المتوفى بضائقة نفسية لرفض والده طلبه للزواج من إحدى الفتيات، وفي وقت مبكر من صباح الأحد فاجأ أهله بإلقائه نفسه من أعلى العقار الذي يقيمون به ففارق الحياة.
وقررت النيابة العامة نقل جثمان المتوفى إلى المشرحة، وتكليف أحد الأطباء الشرعيين بإجراء الصفة التشريحية عليه لبيان ما به من إصابات، وكيفية حدوثها، وسبب الوفاة، ومدى إمكانية حدوثها وفقًا للتصور الذي توصلت إليه التحقيقات، كما كلفت النيابة العامة الشرطة بالتحري حول الواقعة وصولا لحقيقتها، وجارٍ استكمال التحقيقات.