البطولات الأوروبيةالكرة العالمية

ألمانيا تودّع النجوم وأسهمها تهبط أكثر …

ألمانيا تودّع النجوم وأسهمها تهبط أكثر
خسرت ألمانيا في مدةٍ وجيزة ثلاثة من نجومها الذين قادوها إلى لقب كأس العالم 2014 (أرشيف)
ألمانيا من دون قائد ومن دون أسماءٍ كبيرة. هي نهاية حقبة بالنسبة إلى «المانشافت» الذي فقد أربعة من أركانه الذين اعتزلوا اللعب دولياً، ما يعني أن مهمة المدير الفني يوليان ناغلسمان أصبحت أصعب من أجل تشكيل منتخبٍ قوي في رحلة التأهل والمشاركة في نهائيات كأس العالم 2026

 

عشية فترة التوقف الدولية الأولى في الموسم الكروي الجديد توالى اعتزال نجوم كرة القدم الألمان اللعب مع المنتخب الوطني، إذ بعد طوني كروس الذي ترك الملاعب نهائياً، وتوماس مولر الذي قرر الاعتزال دولياً بعد كأس أوروبا الأخيرة، أصبحت ألمانيا بلا قائد بعد اعتزال آخر لاعبَين حملا شارة الكابتن، في الأسبوع الحالي، وهما إيلكاي غوندوغان وحارس المرمى الأول مانويل نوير.ألمانيا التي تعاني أصلاً من مشكلات جمّة في الخطوط المختلفة، ومن نقصٍ في المواهب والنجوم، كانت تتأمل تأخّر إعلان كل هؤلاء ترك الساحة الدولية، إذ حتى معهم لم يتمكن «المانشافت» من بلوغ أكثر من الدور الربع النهائي في «يورو 2024» التي أقيمت على الأراضي الألمانية.
تمنيات كانت ربما في محلّها، إذ رغم تقدّم كل هؤلاء اللاعبين في السنّ ودخولهم في مرحلة الخريف الكروي، إلا أن لا بديل لهم بشكلٍ أو بآخر، فثلاثة منهم كانوا في قلب إنجاز إحراز لقب كأس العالم 2014، وهم نوير، وكروس ومولر. أما غوندوغان فهو جمع خبرةً كبيرة تماماً كزملائه المعتزلين، ما يعني أنه لو وُجد هناك لاعبين جيدين في التشكيلة الألمانية، فإنهم لا يملكون نفس مستوى الخبرة الدولية التي يملكها كل هؤلاء النجوم بالنظر إلى أنهم احتكروا المراكز الأساسية لمدةٍ طويلة.

اعتزالٌ مبكر؟
بنظر الكثير من المراقبين، وانطلاقاً من الوضع الحالي للمنتخب الألماني، لا تزال هناك حاجة إلى اللاعبين المعتزلين في مرحلةٍ انتقالية شهدت دخول عدد من الوجوه الشابة إلى التشكيلة، وأخرى حصلت على فرصتها للعب مع المنتخب بعد انتظارٍ واجتهاد. لكن أيضاً اعتزال النجوم الأربعة سيتيح الفرصة للبعض من أجل اخذ فرصته التي انتظرها طويلاً، أمثال الحارس مارك – اندريه تير شتيغن، الذي وصل إلى سن الـ 32 عاماً، لكنه لم يكن يوماً الخيار الأول للمنتخب حتى بعد عودة نوير من إصابةٍ طويلة وكبيرة، إذ إن تألقه مع برشلونة الإسباني لم يشفع له للعب أساسياً في أي بطولةٍ كبرى حتى الآن، وذلك بسبب تفضيل كل المدربين المتعاقبين حارس مرمى بايرن ميونيخ على غيره من الحراس الألمان المميزين، وهم كُثر.
إذاً أخيراً سيحظى تير شتيغن بالفرصة التي انتظرها منذ الأزل، وهو سيكون بلا شك خير تعويض لنوير، ولو أن الأخير، ورغم بعض الأخطاء القاتلة التي ارتكبها في استحقاقاتٍ مهمة، كان غالباً المنقذ الأول لألمانيا في محطاتٍ مهمة، وبفضله تفادى الألمان الهزيمة مراتٍ عدة.
وإذا كان تعويض نوير متاحاً، فإنه من المستحيل إيجاد لاعبٍ يشبه كروس أو إيجاد تلك الثنائية التي خلقها في خط الوسط مع غوندوغان.

مع اعتزال 4 من النجوم الكبار سيطول انتظار ألمانيا لحمل لقبٍ كبيالواضح أن أداء ألمانيا تغيّر للأفضل بعد عودة كروس عن اعتزاله الدولي، وهو الذي يعدّ أحد أفضل لاعبي خط الوسط في العصر الحديث للعبة، وما البحث عن لاعبٍ مثله يكاد يكون خالياً من الأخطاء، إلا أمراً مستحيلاً، ولو أن مواهب صاعدة في الوسط الألماني تبدو قادرة على الارتقاء إلى مستوى التحدي مستقبلاً، أمثال الشاب ألكسندر بافلوفيتش الذي يحاول نسخ أسلوب لعب المهندس الألماني الذي حقق نِسباً خرافية على صعيد التمرير الصحيح للكرة مع المنتخب وريال مدريد الإسباني على حدٍّ سواء.

بدلاء مفقودون
كما سيفتقد المنتخب الألماني لأهمية وجود لاعبٍ مثل غوندوغان الذي يملك شخصيةً قيادية استثنائية منحته النجاح أينما حلّ، وهو ما يفسّر اختياره قائداً رغم أنه ليس اللاعب الأقدم في التشكيلة ورغم عدم اعتزال بعض اللاعبين الذين حملوا شارة القيادة قبله.
أما ما سيخسره الهجوم الألماني فهو كبير جداً، وذلك في زمن شحٍّ في المهاجمين العالميين في الملاعب الألمانية، إذ إن اعتزال مولر سيفقد المنتخب «جوكر» لا يمكنه إيجاد مثيلٍ له كل يوم، فهذا اللاعب الذي لا يزال قادراً على العطاء، ولو من مقعد البدلاء، كان الحلّ لمدربي المنتخب في أكثر من موقفٍ معقّد، فهو بدأ دوره كهدافٍ لا غنى عنه، وانتقل ليكون مسانداً في ظل النقص في رؤوس الحربة، بينما اتسم أداؤه دائماً بالروح القتالية والإصرار الذي نقله إلى كل الوافدين في كل مرّة ارتدى فيها قميص المنتخب.
حزينةٌ ألمانيا. يجب أن تكون، فبمجرد اعتزال كل هؤلاء النجوم اللعب مع المنتخب، سيطول انتظارها لحمل لقبٍ جديد.
نوير، كروس، غوندوغان، ومولر خارج الحسابات… الأكيد أن الانتظار سيطول جداً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى