المجتمع

مغرب الحضارة 4.3 مليون شاب “بدون عمل ولا دراسة” لم يفت الأوان لو نهضنا فكلنا مسؤولون

في تقرير مثير جدا صدر في شهر ماي لهذه السنة، كشف المجلس الاقتصادي والاجتماعي أن عدد العاطلين بدون عمل ولا تعليم يصل إلى 4.3 مليون اذا تم اعتماد السن بين 15 و34 سنة. وهذا ما يطرح حسب التقرير “إشكالات تتعلق بالاقصاء والشعور بالإحباط، والتفكير في الهجرة، وتهديد التماسك الاجتماعي”.

كما أبرز ان معدل بطالة الشباب في المغرب بلغ 35 ٪ 2023، كما وصل الهدر المدرسي إلى 331 ألف حالة سنويا وهو “رقم مهول” حسب المجلس.

وحسب استطلاع الرأي أجراه المجلس فإن 78% من هؤلاء الشباب لا يعلمون بوجود برامج عمومية أو مبادرات من المجتمع المدني موجهة لدعمهم، مثل *(فرصة، وأوراش، وإنطلاقة، ومدرسة الفرصة الثانية، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبرنامج المقاول الذاتي، والتكوين بالتناوب.)*

هذا بالإضافة إلى الكلفة الكبيرة على الدولة التي تصل تقريبا إلى 60 مليار درهم سنويا حسب دراسة قامة بها جامعة ابن طفيل سنة 2019.

مما يؤكد ضعف أو فشل خطط التواصل والتأطير التي تنفق عليها ميزانيات كبيرة تستفيد منها شركات وجمعيات لا حصر لها.!!!

إن هذا الوضع الذي، لا يليق بالمملكة، لا يمكن التعاطي معه بالتقاطبات الحزبية التي تهدر الجهد وتزيد من العزوف ولا بالإثارة الإعلامية التي تبحث عن البوز وتنشر اليأس ولا بالتشفي فذلك ليس من أخلاق المخلصين ولا بالتنصل من المسؤولية وتحميلها للغير فذلك من صفات العاجزين ولا بالمقاربة الأمنية الصرفة التي تردع حتما ولكنها لا تزيل الأسباب ولا بالحماية الاجتماعية التقليدية التي لا تقي من الظاهرة ولا بتكرار البرامج السابقة التي تبين محدودية آثارها.

فنحن أمام وضع نتحمل فيه المسؤولية جميعا بدون استثناء !!! ويؤدي إلى آفات مرضية قاتلة *كضعف الانتماء للوطن، وتراجع النشاط الاقتصادي، وعبء كبيرة على الدولة، وتمدد المخابرات الأجنبية، وتوغل منظمات الانحراف العقائدي والتطرف والأرهاب، وتنامي شبكة المخدرات والإجرام والهجرة، والعزوف عن الزواج والتفكك الأسري …*

كلنا مسؤولون، *المدبرون السابقون والحاليون*، لأننا انشغلنا عن أهم كنز يملكه الوطن: الإنسان.

كلنا غفلنا عن ذلك، *المؤسسات والنخب والأغنياء*، حتى انساب الماء الى السفينة.

كلنا صمتنا وتغاضينا وتركنا *الرعاع والتافهين* يبرمجون عقول الشباب.

لا بد من إطلاق نهضة وطنية في أوساط الشباب لترسيخ الانتماء والقيم وتقويم السلوك وحفظ الكرامة ونشر الأيجابية .

نهضة تقودها الدولة برعاية جلالة الملك حفظك الله مدعومة بوفاء وتضحية كل المخلصين من العاملين في المؤسسات الرسمية والقوى الحية في المجتمع.

نهضة تنطلق بدءا بالشأن الديني لنشر الالتزام والاستقامة داخل المسجد وخارجه، والتعليم ليكون مفتاحا للتربية السلمية ومانعا للهدر وبانيا للنبوغ، والثقافة والفن لترسيخ الانتماء والقيم وتطوير الإبداع، والإعلام لنشر الجدية ومحاربة التفاهة واليأس، والمجتمع المدني للمبادرة والتأطير.

نهضة تهدف ثانيا إلى تعميم التكوين المهني المنتج ومضاعفة فرص الشغل وتحفيز الشركات الشبابية وحمايتها وتقوية السيادة الإنتاجية وتثمين الثروات الطبيعية وتفضيل الشركات والمنتوجات الوطنية.

نهضة تقوم على *الشفافية والحكامة والصرامة في تدبير البرامج الموجهة للشباب، من خلال اختيار أفضل المدبرين استقامة وكفاءة، وإحداث نظام رقابة يقظ وصارم.*

لتحقيق ذلك وغيره مما يبقي على الأمل وينميه ويحاصر اليأس ويوظف الثروة الشبابية الوطنية، أظن أنه وجب إنشاء *مؤسسة وطنية للتمكين الشبابي بصندوق خاص بها، تحضى بالعناية الملكية كمؤسسة وطنية استراتيحية.*

شبابنا أمانة في عنقنا، كلنا مسؤولون بدون استثناء. والأوان لم يفت…!!!

والخير أمام

عزيز رباح
السبت 21  شتنبر  2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى