أخبار منوعةقراءة في الصحافة

عندما تتطاول الظلال على الأهرام: عبث تنظيم الصحافة الرياضية

بقلم عبدالرحيم بخاش

بين العظماء والمتطفلين: من يملك حق تنظيم الملاعب والصحافة الرياضية؟

في خضم المشهد الرياضي والإعلامي المغربي، ظهرت أصوات تدّعي فجأة امتلاك الحلول لتنظيم الملاعب والصحافة الرياضية، متناسية تاريخًا ممتدًا من العطاء والعمل الصحفي الرائد لأسماء صنعت مجد الصحافة الرياضية الوطنية. أمام هؤلاء « الطارئين »، يحق لنا أن نسأل: أين كنتم حين كانت هذه الأهرام ترسي دعائم الصحافة الرياضية بمهنيتها وجرأتها؟

أسماء صنعت التاريخ

عندما نذكر رواد الصحافة الرياضية في المغرب، نجد أسماءً لامعة مثل بدر الدين الإدريسي، حسن البصري، مصطفى طلال، حسن الحريري، محمد الروحلي،
مراد المتوكل
عادل العمري
خالد الكيراوي
حسن فاتح
مومن عبدالفتاح
عبدالهادي الناجي
عبداللطيف المتوكل
سعيد زدوق
خالد شخمان حميد البوحياوي
محمد ابوالسهل
والقائمة طويلة من اهرام الصحافة التي تريد اليوم ان تكون الوصي عليها من أين لك كل هذه الجرأة

وغيرهم من الأسماء التي قدمت للمجال الرياضي عصارة فكرها وجهودها لسنوات طويلة. هؤلاء الصحافيون لم يكونوا مجرد ناقلين للأخبار، بل كانوا جزءًا من الوعي الرياضي المغربي، ساهموا في تقويم الأخطاء وكشف الحقائق وتوثيق الأحداث بعين نقدية واحترافية عالية

أين كنتَ من هؤلاء؟

لمن يجرؤ اليوم على الحديث عن تنظيم الملاعب والصحافة الرياضية، السؤال البديهي الذي يطرح نفسه

أين كنت عندما كان هؤلاء الرواد يعملون في ظروف قاسية ليبقى صوت الصحافة الرياضية حاضرًا؟

أين كنت حين كانت الأسماء اللامعة تواجه الصعاب، وتضع أسسًا للمهنية، وتخلق فضاءً يحترم الرياضة ويحميها من الفوضى؟

ما هو رصيدك في هذا المجال لتتحدث عن التنظيم والتغيير؟

الواقع أن معظم هذه الأصوات الجديدة تفتقر إلى التجربة والعمق، وبدلًا من أن تُكمل مسيرة من سبقوها، تحاول فرض نفسها بشكل فجّ وبأساليب لا تمت إلى الاحترافية بصلة

فبين البناء والهدم هذه الأهرام التي بنيت على مدار عقود ليست مجرد أسماء، بل هي قيم ومبادئ ومهنية. أما من يرفع شعارات « التنظيم » اليوم، فكثير منهم يفتقر إلى الفهم الحقيقي لما يعنيه العمل الصحفي الرياضي، ويسعى لتحقيق مكاسب شخصية أو مكانة زائفة دون أن يُقدّم أي إضافة حقيقية

على من يطالب بالتغيير أو التنظيم أن يبدأ بمراجعة نفسه أولًا، وأن يدرك أن الصحافة الرياضية ليست مجالًا لتصفية الحسابات أو الركوب على الموجة. إن احترام من سبقوا وتقدير جهودهم هو أول خطوة نحو أي إصلاح حقيقي

الأسماء التي صنعت تاريخ الصحافة الرياضية في المغرب لا تحتاج إلى من يذكّر بإنجازاتها، فهي شاهدة على نفسها. أما من يريد أن يُنظّم اليوم، فعليه أن يُدرك أن البناء يتطلب أكثر من الشعارات، وأن الطريق إلى التغيير يمر عبر الاحترام، المهنية، والتعلم من أهرام الصحافة الذين كانوا ولا يزالون أعمدة هذا المجال …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى