المجتمع

بعد قرار جلالة الملك … أمطار الخير تتهاطل على المغرب وكأن أبواب السماء قد فُتحت


🖊 محمد أشعري
في مشهد طال انتظاره ، عمت أمطار الخير مختلف ربوع المملكة خلال الأيام الأخيرة، حاملة معها بشائر الرحمة والفرج بعد فترة طويلة من الجفاف الذي أرهق الفلاحين وأثر على المخزون المائي للبلاد … هذه التساقطات المطرية جاءت في وقت حساس ، حيث كان المغرب يعاني من تراجع منسوب السدود وقلة المياه الجوفية ، مما زاد من المخاوف بشأن الأمن المائي والغذائي .

لكن المثير في هذه الأحداث المتسارعة هو تزامن هذه الأمطار المباركة مع القرار الاستثنائي الذي اتخذه جلالة الملك محمد السادس بعدم ذبح أضحية العيد لهذا العام . فبمجرد إعلان جلالته عن هذا القرار، وكأنه امتحان للتضحية والصبر، انفتحت أبواب السماء وعمّت الخيرات البلاد، في مشهد جعل الكثيرين يربطون بين الحكمة الملكية والتدخل الإلهي الذي جاء كرحمة للأمة …

جاء القرار الملكي في سياق الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطنون ، حيث شهدت أسعار الأضاحي ارتفاعًا كبيرًا بسبب قلة المراعي وضعف الإنتاج المحلي … وبناءً على ذلك ، اختار جلالة الملك ، بصفته أمير المؤمنين، أن يكون قدوة لشعبه بتجاوز هذه الشعيرة هذا العام، مراعاةً لأحوال الناس، وهو ما لاقى استحسانًا واسعًا بين المغاربة الذين رأوا فيه موقفًا إنسانيًا وحكيمًا يعكس عمق التلاحم بين الملك وشعبه …

ولم تمضِ سوى أيام قليلة على هذا القرار حتى عمت أمطار الخير مختلف مناطق البلاد ، وكأنها رسالة طمأنة من السماء بأن الفرج قريب ، وبأن التضحيات لا تذهب سدى ، بل تأتي بالخير والبركات . وقد ساهمت هذه التساقطات في إنعاش الأمل بموسم فلاحي جيد ، حيث ستساهم في تحسين المراعي ، وزيادة مخزون المياه ، وتحقيق بعض الاستقرار في أسعار المنتجات الفلاحية …

يرى الكثيرون أن ما حدث ليس مجرد مصادفة ، بل هو درس في التضامن والتآزر ، ورسالة واضحة بأن الخير يأتي بعد الصبر والتضحيات. وكما قال الله تعالى في كتابه الكريم : *”فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا”* ، فقد جاءت هذه الأمطار كإشارة إلى أن الأزمات مهما اشتدت، فإن رحمة الله وسعت كل شيء، وأن القرارات الحكيمة المبنية على مراعاة مصالح الشعب تُتوج دائمًا بالخير والبركة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى