مداخلة الوزير السابق الدكتور الحسن عبيابة في ندوة حول : (الصحافة المغربية : الأزمة الوجودية وسبل الإنقاذ)
أختار الدكتور الحسن عبيابة عنوانا لمداخلته تحت عنوان 🙁 الإعلام الوطني والرهانات الإستراتيجية الكبرى للمغرب )
إنطلق المحاضر والأستاذ الجامعي من طرح الأسئلة التالية :
. س/1 هل الصحافة المغربية المكتوبة والرقمية تفيد المؤسسات وتفيد الدولة وتفيد الرأى العام أم لا ؟
. س/2 . ماهي الصحافة الأكثر تداولا وتأثيرا على الرأي العام هل هي الصحافة المكتوبة أم الصحافة الإليكترونية ؟
. س/3 هل دعم الإعلام بجميع أشكاله قرار إقتصادي أم قرار سياسي أم قرار إستراتيجي ؟
. س/4 هل قوة الإعلام الوطني جزءا من قوة الدولة ؟
في جوابه عن هذه الأسئلة أكد عبيابة بأن المؤسسات والدولة والرأي العام تستفيد من الإعلام الوطني بكل مكوناته عندما يكون مؤطرا ، وفق دفتر تحملات ومسؤوليات واضحة وأهم هذه الإلتزامات هي الدفاع عن المصالح العليا للبلاد، وتقديم الأخبار والأحداث المحلية والدولية بمهنية محايدة للرأي العام لحمايته من التضليل الإعلامي ومن الأخبار الزائفة والكاذبة ، تم تساءل السيد عبيابة عن بعض المضامين الإعلامية التي تحيد عن المهنية ، حيث لما يقرأها القارئ يشعر بأن المغرب شبه متوقف ، لكنه في الواقع يتحرك في بنيته الاستراتجية أكثر من غيره بفعل الأوراش التي يقودها جلالة الملك برؤية حكيمة ، وأكد عبيابة بأنه يجب على الإعلام الوطني بكل أنواعه العمومي والخاص أن يرسم لنفسه مسارا موضوعيا ومهنيا ، ويبتعد عن دور المعارضة أو دور الأغلبية ، لأن هذه الأدوار ليست من أدواره المهنية ، ويجب عليه أن لايصبح طرفا ، وإنما مهمة الإعلام الوطني تقديم مادة إعلامية محايدة كحق في المعلومة مع التعليق عليها وفق أخلاقيات المهنة الصحفية .
. أما السؤال المرتبط بماهي الصحافة الأكثر تداولا وتأثيرا على الرأي العام هل هي الصحافة المكتوبة أم الصحافة الإليكترونية ؟
فكان جواب الوزير عبيابة بدون شك هي الصحافة الإليكترونية هي التي أصبحت أكثر انتشارا وسرعة وتأثيرا ،
وتأسف المحاضر عن الخلط الكبير بين مهنة الصحافة
وسائل التواصل الإعلامي وهذا خلط يقول عبيابة أربك القارىء وأصبح المستهلك الإعلامي لايفرق بين الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي ،
وطالب تقنين هذا الموضوع بسن قوانين جديدة تتجاوب مع المستجدات الإعلامية .
وبخصوص دعم الإعلام بجميع أشكاله وهل قرار إقتصادي أم قرار سياسي أم قرار إستراتيجي ؟ .
أكد عبيابة أن قرار تطوير الإعلام وتقويته يبقى قرار إستراتجي وسياسي, وهذا ماهو معمول به دوليا في الدول المتقدمة ، وهناك دول عربية أصبحت قوتها ليست مواردها المادية وإنما إعلامها القوي ، وبخصوص الدعم من عدمه فقد أكد السيد عبيابة أن المقاولات الصحفية بالمغرب غير ربحية ولايمكن أن تستمر إلا بالدعم الحكومي والخاص ، إلا أن عبيابة إشترط مقابل الدعم دفتر تحملات واضحة من المقاولات الإعلامية تتضمن الجانب الإجتماعي للصحفيين وتحديد خط التحرير ، وإحترام أخلاقيات المهنة كما ينص عليها قانون الصحافة ، وأضاف عبيابة أن هناك صيغ كثيرة للدعم حسب تنصيف المقاولات الإعلامية بدون إقصاء أي مقاولة إعلامية سواء كانت صغيرة أو كبيرة وطنية أو جهوية
. وبخصوص السؤال : هل قوة الإعلام الوطني جزءا من قوة الدولة ؟ الذي طرحه المحاضر
أجاب بنعم ، بل أكد بأنه يحب أن يكون كذلك كما هو موجود في معظم الدول الديموقراطية , وأكد عبيابة في مداخلته بأن الإعلام الوطني هو رؤية دولة وليس رؤية قطاع الإعلام فقط ، خصوصا ونحن مقبلون على أحداث كبرى مع الإنفتاح على القارة الإفريقية إعلاميا وجيوسياسيا،
وتنظيم كأس العالم سنة 2030, وطالب عبيابة بضرورة توحيد مصدر الدعم العمومي لأن تعدد مصادر الدعم من جهات ومؤسسات مختلفة تضرب الإعلام الوطني المهني وتجعل الإعلام الوطني يتأرج أحيانا بين المعارضة والأغلبية ، وأكد المحاضر جازما بأنه يستحيل أن تكون صحافة مستقلة بدون تمويل مستقل, وعن أخلاقيات المهنة ذكر عبيابة بأنه من غير المقبول أن تتحول بعض المؤسسات إلى وسيلة لإصدار الأحكام وتقييم المؤسسات وتقييم المهام ، لأن هذا الأمر مسنود إلى مؤسسات دستورية رسمية تقوم بواجبها في هذا الموضوع ، مع التأكد أنه من حق الإعلام الوطني مناقشة أي موضوع يهم الرأي العام أو يهم المؤسسات في توصيل الحق في المعلومة للرأي العام في إطار حرية التعبير التي يكفلها الدستور .
وختم عبيابة مداخلته التي كانت متميزة بأن المغرب يتميز بجاذبية دبلوماسية وجاذبية إقتصادية
وجاذبية أمنية ، ويحتاج الآن إلى جاذبية إعلامية وطنية وإفريقية ودولية .
(إعلامي متتبع)