أخبار منوعة

مغرب الحضارة: المغرب يكسب شريكا افريقيا كبيرا: كينيا الجبهة الداخلية من أجل الإنجاز والتحصين

مغرب الحضارة :
المغرب يكسب شريكا افريقيا كبيرا: كينيا
الجبهة الداخلية من أجل الإنجاز والتحصين

عزيز رباح
الثلاثاء 27 ماي 2025


المسار الدبلوماسي الجديد الذي يقوده جلالة الملك منذ الرجوع إلى الاتحاد الافريقي يحقق إنجازات متميزة على الصعيدين الدولي والإفريقي. وقد انتقلت الدبلوماسية المغربية إلى كل جهات إفريقيا وخاصة شرقها الذي يتميز بدوله المؤثرة سياسيا واقتصاديا.

بعض دول الشرق الإفريقي، مثل كينيا واثيوبيا، ظلت مستعصية عن الاستيعاب لعقود من الزمن بسبب التوجهات والتوترات السياسية التي كانت سائدة فيها آنذاك. غير أن المنهج الدبلوماسي المغربي استطاع أن يصل إلى أهدافه مدعوما بقناعة راسخة لدى قيادات تلك الدول، التي مازالت تعاني من التوترات والصراعات وهي محاطة بها شرقا وغربا وجنوبا، بأن صناع وداعمي مشروع الانفصال يستهدفون كل دول إفريقيا ومستقبلها.

فاليوم يتوج الحوار المغربي-الكيني الذي انطلق منذ سنوات بهدوء، بدعم كينيا لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، والافتتاح الرسمي لسفارة كينيا بالرباط، وإطلاق مبادرة الشراكة بين البلدين في ميادين استراتيجية مختلفة.

وقد جاء البيان الختامي صريحا ومؤكدا للتوجه الافريقي العام المؤيد للطرح المغربي:

– أن كينيا تعتبر مخطط الحكم الذاتي، بمثابة المقاربة المستدامة الوحيدة لتسوية قضية الصحراء، وتعتزم التعاون مع الدول التي تتقاسم الرؤية نفسها من أجل تفعيل هذا المخطط.

– تشيد كينيا بالتوافق الدولي المتزايد والدينامية التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس الداعمة لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة المغربية ، باعتباره الحل الوحيد الواقعي والموثوق والواقعي لتسوية هذا النزاع حول الصحراء.

هكذا يتعزز الموقف المغربي بمواقف دولية وخصوصا إفريقية داعمة وسيدفع دولا معادية للوحدة الوطنية إلى مراجعة مواقفها. وتقابل المملكة هذا الدعم الإفريقي المتنامي بمبادرات مغربية إفريقية في كل المجالات السيادية والحيوية، أساسها احترام سيادة ووحدة وأمن دول القارة، وهدفها النهضة الإفريقية والتنمية الشاملة والدامجة لصالح المواطن الإفريقي، ومفتاحها الشراكة الثنائية والمتعددة النافعة لكل الدول جميعا وليس على حساب أية دولة، وروادها قيادة ونخب إفريقية واعية ومقدامة وصامدة أمام العوائق والتحديات.

فالقضية الوطنية تحدد شراكات المملكة مع الدول كيفما كان حجمها كبيرة أو صغيرة وتتجاوز مجرد علاقات دبلوماسية تقليدية إلى البناء المشترك ويهدف بالنسبة لإفريقيا تعزيز مسار نهضوي تقوده قيادة ونخب نفضت عنها غطاء ماضي المستعمر الذي خلق جروحا وشروخا وبراكين متعددة تنفجر أو يفجرها في كل حين، وأعاقت بناء الأمن والسلام والتنمية والتعاون سواء داخل كل دولة أو في القارة كلها.

هذه القيادة والنخب واعية بحجم التحديات والانتظارات، قاصدة لبناء لمستقبل يليق بالقارة الغنية بثرواتها البشرية والطبيعية وتنوعها الثقافي.

غير أن مايتحقق من إنجازات يجب تحصينه بجبهة داخلية قوية ومتلاحمة ضد المؤامرة والاختراق والإضعاف والمناوشة والصراع مهما كان الخلاف أو الاختلاف في التقدير.

فالطابور المتآمر من الانفصاليين والميليشيات والخونة وصانعوهم الكبار، جاهز لأية مهمة تخريبية في إفريقيا ككل ودولها حتى لا تنعم بالأمن والازدهار. ولا شك أن يقظة الدول رادعة له ومحاصرة لتمدده، غير أنه من الواجب أن تكون مسنودة بجهة داخلية منيعة ومتعاونة وناصحة أيضا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى