الانتقالات على سبيل الإعارة… موضة جديدة؟
أصبحت انتقالات اللاعبين على سبيل الإعارة، توجها محببا من طرف مجموعة من الأندية الأوروبية. فما هي مزايا هذا النوع من الانتقالات مقارنة بشراء عقود اللاعبين بصفة نهائية؟
تعاقد نادي بايرن ميونيخ مع الكولومبي خاميس رودريغيز، لاعب نادي ريال مدريد الإسباني، لمدة عامين على سبيل الإعارة، مع وجود بند يسمح للنادي البافاري بشراء عقد اللاعب بشكل نهائي مع انتهاء مدة الإعارة. كما انتقل البرازيلي دوغلاس كوستا، مهاجم بايرن، إلى نادي يوفينتوس الإيطالي على سبيل الإعارة، فيما يسعى نادي إي سي ميلان الإيطالي للحصول على خدمات لاعب خط الوسط البرتغالي ريناتو سانشيز من النادي البافاري بعقد إعارة أيضا.
وقبل ذلك، حسم نادي تيانجين كوانجيان الصيني في أمر انتقال أنطوني موديست إلى صفوفه، بعد أخذ ورد من خلال توصله إلى اتفاق مع نادي كولونيا بإعارة المهاجم الفرنسي لمدة عامين مع التزام النادي الصيني بشراء عقد موديست بشكل نهائي بعد نهاية مدة الإعارة. فلماذا أصبحت الأندية الكروية تلجأ إلى هذا النوع من الصفقات أكثر من السابق بدل الحسم في شراء عقود اللاعبين بصفة نهائية؟
* صفقات الإعارة ليست جديدة
في حوار مع موقع “شبورت 1″، أكد المدرب الألماني روبن دوت، الذي أشرف على مجموعة من الأندية الألمانية من بينها باير ليفركوزن وفيردر بريمن، أن صفقات التعاقد مع اللاعبين على سبيل الإعارة أمر مألوف في عالم كرة القدم منذ سنوات. وذكر دوت أن “هذه الصفقات غالبا ما كانت تشمل اللاعبين الشباب، الذين يبحثون عن فرص للعب، عندما يتعذر عليهم ذلك في أنديتهم الأصلية”.
وهو ما حدث مع توني كروس عندما كان لاعبا ضمن صفوف فريق بايرن ميونيخ، حيث انتقل إلى ليفركوزن لمدة موسم واحد على سبيل الإعارة، ليعود من جديد إلى النادي البافاري. وهذا السيناريو يتكرر هذا الموسم أيضاً مع المهاجم الشاب سيرج غنابري، الذي أعاره بطل الدوري الألماني إلى نادي هوفنهايم. وعن هذه الصفقة يقول ألكسندر روزن، مدير الكرة في نادي هوفنهايم: “إنها صفقة مربحة للطرفين. فنادي بايرن ميونيخ سيستعيد لاعبا أكثر خبرة، ونحن سنستفيد من إمكانيات غنابري خلال هذا الموسم الذي تنتظرنا فيه تحديات كبيرة”.
* صفقات إعارة من نوع آخر
وهناك سبب آخر يدفع الأندية إلى إعارة لاعبيها، حسب روبن دوت، الذي شغل أيضا منصب مدير الكرة في الاتحاد الألماني لكرة القدم. “عندما يصبح أحد اللاعبين خارج حسابات المدرب، يضطر النادي إلى إعارته حتى يتمكن من لفت انتباه أندية أخرى على أمل التعاقد معه بشكل نهائي”، يقول دوت.
بيد أن صفقات الإعارة، التي تضم بندا في العقود، يعطي الأولوية للنادي المستعير أو يلزمه بشراء اللاعب المعار، كما هو الشأن بالنسبة لحالة خاميس رودريغيز ودوغلاس كوستا، فهي تختلف عن نوعية عقود الإعارة التي تحدث عنها دوت سابقاً. إذ في هذه الحالة ترغب الأندية في الوقوف على إمكانيات اللاعب المعار ومدى تأقلمه مع أجواء النادي قبل شراء عقده بشكل نهائي.
ويتوقع روبن دوت أن تزيد صفقات الإعارة التي تضم خيارات شراء العقد. ويرجع المدرب الألماني ذلك إلى الضمانات الإضافية التي يمنحها هذا النوع من الصفقات للأندية المستعيرة في حالة فشل اللاعب المعار في تحقيق التوقعات. لكن دوت يعتقد في الوقت ذاته أن إعارة النجوم الاسثنائيين مسألة مستبعدة ويقول: “لا يمكنك أن تعير لاعبا من طبقة (كريستيانو) رونالدو بعقد يتضمن خيار الشراء.”