مونتيلا في مهب الريح الانتر يرقص «التانغو» في «ديربي ميلانو»
احتفلت جماهير إنتر ميلان على أنغام «التانغو» الأرجنتينية في ليلة حسم مواجهة «الديربي» أمام الجار والغريم التقليدي آي سي ميلان، بنتيجة 3-2، في المباراة التي أقيمت ليلة أمس الأول، في ختام الجولة الثامنة للدوري الإيطالي لكرة القدم، وذلك بعدما خطف الأرجنتيني إيكاردي نجومية اللقاء بتسجيله ثلاثية «الهاتريك».
وأعاد إيكاردي ذكريات الرعب على خطى مواطنه الأرجنتيني دييجو ميليتو، الذي كان آخر لاعب يسجل هاتريك في شباك ميلان في الدوري في عام 2012، وبات رابع لاعب ينجح بتحقيق هذا الأمر بعد أمادي عام 1949 ونييرش عام 1953.
وأثبت إيكاردي قيمته الكبيرة في هذه المواجهة، بعدما سجل الهاتريك من 5 لمسات فقط داخل منطقة الجزاء، منها الهدف الأول الذي جاء من أول لمسة له داخل منطقة الجزاء، علماً أنه سجل 4 أهداف في آخر مباراتين أمام ميلان، بعدما صام أمامهم لمدة 8 مباريات قبل ذلك.
ويدين إيكاردي بالفضل لتألقه للكرواتي إيفان بيرسيتش الذي صنع له 13 هدفاً منذ موسم 2015-2016، ليشكلا معاً الثنائي الأبرز في خط مقدمة «النيراتزوري»، حيث رفع اللاعب رصيده في الدوري إلى 8 أهداف في 8 مباريات الموسم الحالي، وهو رابع لاعب في تاريخ الإنتر يتمكن من تسجيل 7 أهداف أو أكثر بعد مرور 8 جولات من المسابقة، بعد الإيطالي فييري موسم 2002-2003، السويدي إبراهيموفيتش موسم 2007-2008، والكاميروني إيتو موسم 2010-2011.
ويعتبر إيكاردي واحداً من أكثر اللاعبين إثارة للجدل في الملاعب الإيطالية والأرجنتينية، حيث تم استبعاده لفترة طويلة عن صفوف «التانجو» بسبب سوء العلاقة بينه وبين مواطنه ماكسي لوبيز، وتعرض لانتقادات قاسية مراراً من الأسطورة دييجو مارادونا، فيما دخل في مشادات مع جماهير الإنتر الموسم الماضي، لكنه نجح هذا الموسم بتخطي كل هذه الظروف وتأكيد مكانته بوصفه الهداف الأول للفريق، كما أنه عاد لصفوف المنتخب تحت قيادة المدرب سامباولي.
ويمتلك إيكاردي سجلاً رائعاً مع الإنتر، حيث سجل 80 هدفاً في 133 مباراة، وذلك بنسبة فاعلية مرتفعة للغاية.
وبعيداً عن الأرقام تحول إيكاردي إلى مادة للجماهير، حينما قام برفع قميصه على طريقة مواطنه ميسي أمام جماهير ريال مدريد، بعدما خطف هدف الفوز في الوقت القاتل، لتغزو هذه اللقطة مشهد الديربي، الذي عاد مثيراً بعد طول غياب بفضل التجديدات التي يقوم بها كل من الفريقين.
على الجانب الآخر زادت المصاعب بالنسبة للإيطالي مونتيلا مدرب ميلان، حيث كان سقف التوقعات عالياً بداية الموسم، ليتراجع حالياً إلى المركز العاشر برصيد 12 نقطة، بعدما تعرض لخسارته الرابعة في 8 مباريات!
وفور إطلاق الصافرة تحولت الجماهير الغاضية نحو مونتيلا، في ظل انتقادات لخياراته في التشكيلة الأساسية، وعدم قدرته على التعامل مع ضغط المنافسين وإعادة ترتيب أوراقه وفقاً لمجريات اللقاء، فيما اهتزت شباك الفريق 13 مرة، رغم الاستعانة بالمدافع بونوتشي من يوفنتوس خلال سوق الانتقالات الصيفية.
وفي حال استمرت الأمور على هذا المنوال، فإن إدارة ميلان ستكون مجبرة على التخلي عن المدرب، في خيار يعتبر أسهل من التخلي عن 11 لاعباً قامت باستقطابهم الصيف الماضي، وهي النغمة التي بدأ البعض يرددها، لدرجة طرح اسم الإيطالي كارلو أنشيلوتي المقال من تدريب بايرن ميونيخ كبديل.
وظهر مونتيلا في حالة إحباط عقب اللقاء، ووجه الشكر للإدارة على ما قامت به تجاه الفريق، وقال: نحن نسير على الطريق الصحيح ولديَّ تفاؤل بغض النظر عن الخسارة، أتمنى أن أواصل هذا المشروع.