البطولات الأوروبية

تعادلا 5-5 في مسلسل «الأفضل» رونالدو وميسي.. «روعة الملل» في «عقد الجدل»

انقضت 10 سنوات كاملة من الصراع المثير بين كريستيانو رونالدو، وغريمه الأزلي ليونيل ميسي، عقد كامل من الجدل الذي أعاد للساحرة بريقها على المستويين الجماهيري والإعلامي، سواء داخل الملعب أو خارجه، مشهد نعلم بدايته ولا ندري كيف ستكون تفاصيل نهايته، يقوم ببطولته المطلقة «ليو» و«الدون»، وفي لندن، وتحديداً فوق خشبة مسرح لندن بلاديوم العريق وصل المشهد إلى قمته الدرامية، فقد حصل رونالدو على لقب الأفضل للمرة الخامسة ليعادل ميسي بنفس الرصيد.

جائزة الفيفا لأفضل لاعب في العالم، أو كرة الفيفا الذهبية، أو الكرة الذهبية فقط دون تعريف قبلها أو بعدها، كل هذا ليس مهماً، فالمهم هو لقب «الأفضل» في عالم كرة القدم الذي سيطر عليه رونالدو وميسي حصرياً منذ عام 2008 حتى اليوم، والمفارقة أن البرازيلي كاكا، وهو آخر من حصل على لقب «الأفضل» عام 2007 انتزع هذا اللقب في العام المشار إليه من رونالدو الذي حل ثانياً، وميسي الذي جاء في المركز الثالث، في العام التالي فعلها الدون حصد الجائزة الأهم على المستوى الفردي في عالم الساحرة، وكان رد ميسي قاسياً، فقد ظفر بها 4 مرات متتالية أعوام 2009 و 2010 و 2011 و 2012 في زمن «بارسا جوارديولا».

ومن فرط الندية اللافتة بين «ليو» و«الدون» عاد الأخير ليرد على ميسي بالفوز باللقب في آخر 4 مرات أعوام 2013 و 2014 و 2016 و 2017، وحصدها ميسي في 2015، والمحصلة أن لكل منهما 5 ألقاب في صراع الأفضل عالمياً، كما أنهما تواجدا على مسرح التتويج باللقب مع الثلاثي الذي يخوض غمار المرحلة الأخيرة بصفة دائمة منذ 2007 حتى 2017، باستثناء عام 2010 الذي شهد غياب رونالدو عن منصة التتويج التي شهدت منافسة كتالونية خالصة بين ميسي وإنييستا وتشافي.

العقد الماضي شهد نقاشاً مثيراً على المستويين الجماهيري والإعلامي، ما بين مؤيد للحقيقة التي تقوم إن ليو والدون أعادا للساحرة بريقها، وبين معارض يؤكد أن الأمر أصبح مملاً في ظل ظهور وأفول مواهب كروية، لم تتمكن من دخول الصراع مع النجم البرتغالي وغريمه الأرجنتيني، فقد وقف تشافي ليصفق لهما عامي 2009 و 2011، وسبقه توريس 2009، وفي 2012 كان إنييستا ضحية لهما، ثم دخل نوير وريبيري وجريزمان ونيمار في دائرة ضحايا ليو والدون في السنوات الأخيرة، والذي وصل لـ 8 ضحايا.

إنه «الملل الرائع»، فالنجم البرتغالي لا يستحق سوى الاحترام في ظل تمسكه بالبقاء على مسرح النجومية لأطول فترة ممكنة، وفي المقابل يستمر ميسي في تأكيد أسطورته الكروية، فقد رحل تشافي، وهبط مستوى إنييستا، واعتزل بويول، ورحل نيمار، ولكنه ما زال مؤثراً في أداء البارسا، مما يؤكد أنه صنع الجزء الأكبر من أسطورته بموهبته الخاصة، وليس بمساعدة كتيبة الموهوبين الذين رافقوه في رحلته مع الفريق الكتالوني.

رونالدو وميسي هما قصة كرة القدم في 10 سنوات ليس على المستوى المهاري والإعلامي والجماهيري فحسب، بل إن الأرقام تجعلهما في كوكب آخر، لم يصل إليه أي من نجوم الساحرة طوال هذه الفترة، فقد اقترب تشافي وإنييستا وريبيري ونوير وجريزمان ونيمار من عرشهما، لكن أحداً لم يتمكن تهديدهما، ويظل العالم مستمراً في رحلة البحث عن «الرجل الثالث» الذي يمكنه أن يحصل على دور البطولة منهما.

نيمار يبدو مرشحاً فوق العادة للقيام بهذا الدور، وإن كانت خطوة الانضمام لباريس سان جيرمان، الذي ينشط في الدوري الأضعف من بين أكبر 5 دوريات أوروبية، سوف يكون عائقاً أمامه حتى إشعار آخر، كما يظهر كيفين دي بروين في المشهد بقوة، وكذلك إيدين هازارد، وباولو ديبالا، وكيليان مبابي، وهاري كين في حال رحل للريال، وعيرهم من النجوم.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى