«بلد صغير وحلم كبير».. أهم درس مستفاد من كأس العالم 2018
رصد لاعبون حاليون وقدامى وإداريون مجموعة دروس، يمكن أن تستفيد منها كرة القدم الإماراتية على مستوى المنتخبات والأندية من مونديال كأس العالم لكرة القدم الذي اختتم أول من أمس في روسيا بفوز المنتخب الفرنسي على كرواتيا، واتفقوا على نقطة أن الاحتراف الحقيقي وليس «الصوري» هو الذي يعمل المنتخبات المتألقة بخلاف القوة التقليدية التي خرجت مبكراً ومن الباب الكبير، مؤكدين أنه ليس شرطاً أن تتألق في المونديال الدول الكبيرة ذات الإمكانات البشرية الهائلة، وخير دليل على ذلك كرواتيا التي شاركت بشعار «بلد صغير وحلم كبير»، وتمكنت من نيل احترام العالم أجمع وحققت معجزة في بلوغ المباراة النهائية لأول مرة في تاريخها، رغم أن عدد سكانها يبلغ نحو أربعة ملايين نسمة. وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن الاحتراف الخارجي سيساعد كثيراً في تطوير المنتخبات الوطنية لكونه يمنح اللاعبين فرصة الاحتكاك وإذابة الفوارق الفنية والبدنية وينعكس ذلك إيجابياً على أداء المنتخبات، خصوصاً أن لاعبي كرواتيا وبلجيكا جميعهم محترفون في دوريات خارجية، وأن منتخبي بلادهما لم يعتمدا على الدوريات المحلية التي تعد من الأضعف في أوروبا.
كما اعتبروا أن الدعم الجماهيري بات يشكل عاملاً مهماً يجب الاستفادة منه على أفضل ما يكون، وذلك بتغير ثقافة الجماهير بحضور مباريات المنتخب بأعداد أكبر، بعد أن ساعد تشجيع الجمهور الروسي منتخب بلاده في الوصول للدور ربع النهائي.
كما أشاروا إلى أن الاعتماد على التاريخ فقط والأسماء الكبيرة والرنانة بات من الماضي، مستدلين في ذلك بالخروج المبكر لأفضل لاعبين في العالم؛ الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي، معتبرين أن النجاح يكون على قدر العطاء داخل أرضية الملعب وليس في جذب انتباه وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، معتبرين أن الأداء الجماعي والتطور الدفاعي ميزا فرق المراكز الثلاثة الأولى.
اللعب الجماعي
وقال مدير منتخب الشباب، جمال بوهندي: «كرتنا ستبقى محلك سر إذا لم نطرق أبواب الاحتراف الخارجي الحقيقي، لأن الفوارق الفنية والبدنية والذهنية كبيرة جداً بالمقارنة مع المنتخبات العالمية، كما أن المنافسة وتحقيق الانتصارات أصبحت لا تعتمد على أسماء الدول وتاريخ المنتخبات ووفرة النجوم وإنما تعتمد على الجهد والعطاء».
وأشار بوهندي إلى أن اللعب الجماعي أصبح يتغلب على النجومية الفردية، وقال: «هنالك أكثر من مثال على ذلك، في مقدمتها المنتخب الفرنسي والكرواتي والبلجيكي إذ لم تعتمد على النجوم وحدهم، بل عملت بصورة جماعية وحققت نتائج قوية، بخلاف المنتخب الأرجنتيني مع ليونيل ميسي، والبرتغالي في وجود كريستيانو رونالدو، والبرازيلي بقيادة نيمار».
الدعم الجماهيري
وأكد مدير منتخب الشباب أن الدعم الجماهيري هو أيضاً مفتاح للنجاح، مستدلاً في ذلك بالجمهور الروسي الذي احتشد بأعداد كبيرة خلف منتخب بلاده، وقال: «الجمهور الروسي يعد أحد أهم أسباب وصول منتخب بلاده للدور ربع النهائي الذي كان قبل البطولة بمثابة الحلم، ولكن بفضل الدعم المعنوي والتهيئة الصحيحة ولعب الدور المهم في رفع الحالة المعنوية للاعبين استطاعوا أن يصلوا لهذا الدور المتقدم، الذي يعد مرضياً بصورة نسبية».
التنظيم الدفاعي القوي
وأكد لاعب المنتخب الوطني المشارك في مونديال كأس العالم 1990، حسن محمد الشيباني، الشهير بحسن بولو، أن زمن الكرة الجميلة أصبح من الماضي، وأن التنظيم الدفاعي القوي هو الذي أصبح يحقق النتائج المنتظرة وأن الاستحواذ لوحده لا يحقق الأهداف، وإنما بالأداء الجماعي والثقة والاستفادة من سلاح الكرات الثابتة. وقال: «علينا أن نعيد صياغة أنفسنا من جديد لأن كرة القدم تطورت، وعلى سبيل المثال رأينا أن الجانب الدفاعي أصبح يميز الأداء داخل الملعب، والاستحواذ أصبح لا يحقق الأهداف المرجوة بينما ظهرت أساليب جديدة، في مقدمتها سلاح الكرات الثابتة، الذي كان له اليد العليا في معظم الأهداف التي سجلت خلال المونديال».
الاحتراف الخارجي
واتفق حسن بولو، مع جمال بوهندي على أن الاحتراف الخارجي ساعد في تقليل الفجوة بين المنتخبات الصغيرة والقوة التقليدية، وقال: «الكثير من المنتخبات خالفت التوقعات وظهرت بصورة قوية، على الرغم من أن الدوري المحلي ليس قوياً فيها، ولكن بفضل احتراف أغلب اللاعبين في الدوريات الأوروبية الكبيرة ساعد ذلك في وصولهم لأدوار متقدمة، لذلك يجب حث اللاعبين على الاحتراف لكونه يعود بالنفع على المنتخب».
نصف قوة المنتخب
في المقابل، أوضح حارس مرمى فريق الظفرة الحالي، عبدالله سلطان، أن خانة حراسة المرمى أثبتت مجدداً أنها نصف قوة المنتخب، وأن صنع الجيل القادم من حراس المرمى الموهوبين وصقلهم بتجارب احترافية خارج الحدود من شأنه أن يلعب دوراً كبيراً في تتويج المنتخبات الوطنية بالألقاب الخارجية، وقال: «بالإضافة لحراس المرمى الذين كان لهم دور كبير في بلوغ منتخبات بلادهم لأدوار متقدمة، فإن مونديال روسيا أثبت أنه لا فرق بين منتخب وآخر إلا بالعطاء».
أهم الدروس المستفادة
■ليس شرطاً أن تكون الدولة
ذات تعداد سكاني هائل من أجل
التألق في كأس العالم.
■ليس شرطاً أن يكون لديك
دوري محلي قوي، والدليل
منتخبا كرواتيا وبلجيكا.
■الاحتراف الخارجي أهم سبب
في تطوير اللاعبين، ودفعهم إلى
الاحتكاك مع مدارس كروية متعددة.
■اللعب الجماعي والعطاء في
الملعب هو الأساس لأي منتخب
وليس الأسماء والنجوم.