الفتح الرباطي والمصير المجهول …؟
لم يقطع فريق الفتح الرياضي مع نتائجه السلبية، التي لازمته منذ الدورة 16، وواصل هدر النقط في ميدانه، وأمام جماهيره، التي باتت تتساءل بقلق كبير عن مصير فريقها، الذي كان منذ ثلاث سنوات معادلة صعبة في البطولة الاحترافية. لكنه أصبح الآن يعد نقطه واحدة بعد الأخرى للتأكد من بلوغ رصيد النجاة.
وكان الرد أن عدد الجماهير بدأ يتناقص بالرغم من قلته، الشيء الذي سيجعل الفريق من دون سند، في ظرف يحتاج فيه اللاعبون والإدارة التقنية إلى دعم معنوي، يخرجهم من مرحلة الشك التي تركزت بشكل كبير، وانتقلت عدوى العزوف إلى كراسي المنخرطين الذين لم يعودوا يحضرون كما كان في السابق. وهذا ماجعل الكراسي المخصصة لهم تبقى فارغها في معظمها.
واكتفى الفتح بنتيجة التعادل السلبي في مباراته أمام الدفاع الجديدي، التي جرت بالمركب الرياضي الأمير مولاي الحسن، مساء أول أمس الثلاثاء، وبذلك يؤكد خط هجوم الفتح على أنه الأضعف،حيث سجل فقط 16 هدفا في 23 دورة. في حين استقبلت شباكه 17 هدفا، الشيء الذي يؤكد بأن الفريق يعاني التواضع في كل الخطوط.
وأصبح الفتح، بتوالي نتائجه السلبية، يحتل الرتبة 12 برصيد 25 نقطة، لتصبح الدورة 24 من البطولة محددا كبيرا لمصيره، لأنه سيواجه شباب الريف بالحسيمة. ولن تقبل هذه المباراة القسمة على اثنين، لأن فريق الحسيمة مهدد أيضا بالنزول إلى القسم الثاني، وسيبحث عن انتصار ينسى به هزيمته القاسية أمام الوداد ب (6 – 1)، ويعيد به الثقة إلى أنصاره، مع العلم أن للفريق الحسيمي مباراة مؤجلة.
وعرفت مباراة الفتح ضد الدفاع الجديدي صراعا تكتيكيا صارما بين المريد وليد الركراكي وشيخه بادو الزاكي، حيث طغى عليها طابع الحذر الشديد والخوف من الهزيمة.
ولم يستغل جيدا المدرب بادو الزاكي الانهيار المعنوي التام، الذي كان باديا على لاعبي الفتح، حيث لم يكن هناك أي رابط بين الخطوط، فحضرت العشوائية في اللعب، والنرفزة الزائدة، والبحث عن التخلص من الكرة وكأنها ملتهبة. وزاد من ضعف الفتح تواضع اللاعب أيوب سكومة، الذي كان خارج التغطية، وغابت عنه تلك التمريرات العميقة التي كثيرا ما فتحت المجال للمهاجمين بالتوغل، الشيء الذي عطل وسط الميدان، فبات الهجوم يغط في نوم عميق.
واعتمد بادو الزاكي على المرتدات السريعة والخاطفة، والتي شكلت الكثير من القلق للمدرب الركراكي، الذي لم يتوقف عن تنبيه لاعبيه إلى أخطائهم في التموقع.