أخبار منوعة

عمره 108 أعوام.. يروي قصته من وباء “الإنفلونزا الإسبانية” إلى كورونا

الصورة:

يواصل العجوز الفرنسي روبرت مارشان الذي يبلغ من العمر 108 أعوام حياته الطبيعية المليئة بالنشاط والرياضة في ظل إجراءات الحجر الصحي للحد من تفشي فيروس كورونا في بلاده التي تشهد انتشاراً واسعاً للوباء.

نعم، في هذه السن لا يزال هذا العجوز مصرّاً على ممارسة الرياضة، وهذا ما منحه لقب أكبر الرياضيين سناً في العالم، وهو يواصل تدريباته اليومية رغم الحصار الذي يفرضه عليه فيروس كورونا داخل شقته في ضواحي باريس.

مارشان عاصر الحربين العالميتين الأولى والثانية، وكان شاهدا على تفشي الإنفلونزا الإسبانية بين 1918و1919 التي تسببت في وفاة بين 50 و100 مليون شخص حول العالم، وقال في تصريح لصحيفة “لو بارزيان” أن ليس لديه ذكريات شخصية مع ذلك الوباء لكنه يذكر أنه كان محاصرا بالفعل مثل بقية أطفال الحرب.

وأضاف قائلا: تم فصلي وحيدا في عائلة لم أكن أعرفها لإيوائي من القتال، كنت هناك أثناء تفشي الوباء ولم أكن أخاطر بأي شيء، لم اواجه هذا المرض بشكل مباشر، لكني أعلم أنه خلال تلك الفترة تم طلب والدتي للعمل في المستشفى.

بالنسبة له الأزمة الحالية مختلفة تماما عن الحرب التقليدية، “ليس الأمر كذلك” كما قال: الحرب إرادة بشرية، ولكن هنا نحارب فيروسًا يأتي من الطبيعة.

مارشان، الذي كان بطلا في الجمباز، ملتزم بالحجر الصحي داخل شقته في ضواحي باريس الآن، وهو محمي بشكل جيد من فيروس كورونا، حيث إن لديه اتصالاً واحداً فقط مع العالم الخارجي، عن طريق صديق يوفر له احتياجاته الأساسية يوميا عند الظهر، وأضاف عميد راكبي الدراجات في العالم في تصريحه للصحيفة الفرنسية: “لا تسألني عن حالتي”.

وتابع وهو يضحك: ” أشعر بالسوء، كالمعتاد! لدي مرض كبار السنّ الذين يبلغون من العمر 108 سنوات وتعبت من ذلك.”

كان من المفترض أن يعتزل روبرت مارشان ركوب الدراجة الهوائية في 2018 في عمر 106 عاما بعدما رفض الاتحاد الدولي الموافقة على تسجيل أي سجّل له، خوفا على صحته لكن ذلك لم يمنعه من الاستمرار في ممارسة رياضته المفضلة والتدريب خلال فترة الحجر الصحي.

يصعب طبعاً تصديق أن شخصاً في سن 108 أعوام يواصل ممارسة الرياضة وخاصة ركوب الدراجة على أعلى مستوى، لكن مارشان سبق أن حقق رقما قياسيا قدره 22,547 كم في الساعة لمن هم فوق سن 105 عاما في 2017، ولا يعتبر نفسه ظاهرة بل نموذج بسيط وعادي يتخذ من الرياضة أسلوب حياة.

يعيش هذا العجوز، الذي يشكل بعض العسل مع المياه “خلطته السحرية” للمحافظة على قوته، وحيداً في منطقة “ميتري-موري” وهو يقوم بتدبير شؤونه المنزلية من دون أي مساعدة ويحصل على مبلغ 900 يورو شهرياً من التقاعد، على ما يروي صديقه جيرارد ميستلر في تصريحات صحفية سابقة.

ويشرح صديقه أن سرّ مواصلة مارشان ممارسة الرياضة في هذا العمر: “هي قوة الإرادة كل صباح يقوم بساعة تمدد ويتدرب على آلته الرياضية، كما كان يخرج أحياناً لمرافقة راكبي الدراجات (قبل تفشي كورونا) ويهتم يومياً بصحته ويقضي بقية يومه في القراءة للمحافظة على سلامة عقله، ولا يحرص على اتباع نظام غذائي خاص بل يأكل كمية قليلة من كل شيء ولا يأكل اللحوم بل يفضل الأسماك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى